صناعة «الفضاء» قطاع جديد ينطلق نحو مساعي تنويع الاقتصاد السعودي

الرياض تمتلك مقومات عدة للتوطين والمشاركة الدولية في الاستكشاف

صاروخ "فالكون9" التي حملت رواد الفضاء السعوديين إلى محطة الفضاء الدولية (الشرق الأوسط)
صاروخ "فالكون9" التي حملت رواد الفضاء السعوديين إلى محطة الفضاء الدولية (الشرق الأوسط)
TT

صناعة «الفضاء» قطاع جديد ينطلق نحو مساعي تنويع الاقتصاد السعودي

صاروخ "فالكون9" التي حملت رواد الفضاء السعوديين إلى محطة الفضاء الدولية (الشرق الأوسط)
صاروخ "فالكون9" التي حملت رواد الفضاء السعوديين إلى محطة الفضاء الدولية (الشرق الأوسط)

ينتظر أن يشكل نجاح مهمة إطلاق صاروخ «فالكون 9» الذي يضم الرائدين السعوديين علي القرني وريانة برناوي، إلى محطة الفضاء الدولية، خطوة نحو مضي السعودية في تأسيس قطاع اقتصادي جديد، ينظم نحو القطاعات الحديثة التي عملت «رؤية 2030» على تأسيسها ضمن المساعي في تنويع اقتصاد البلاد.

ومع تنامي قطاع الفضاء دولياً والذي شهد نمواً بلغ 13 في المائة خلال العام المنصرم بقيمة إجمالية تقدر بـ400 مليار دولار، وتوقعات بوصولها تريليوني دولار في 2040، تسعى المملكة إلى أن تكون ضمن المشاركين في هذا القطاع دولياً، خاصة بوجود عدد من المجالات تملك فيها السعودية قدرات واسعة، خاصة تلك المتعلقة بالتصنيع، سواء من معادن أو بتروكيماويات وموقع لوجيستي استراتيجي. وبحسب خبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن الحكومة السعودية أجرت تحركات كبيرة في الأعوام السابقة لتهيئة البنية التحتية وتأهيل الكوادر الوطنية للاتجاه نحو الفضاء، وذلك من خلال إنشاء الهيئة المختصة، إضافة إلى مجلس أعلى للفضاء، والذي يرأسه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء؛ ما يمنح القطاع دَفعة قوية لتحقيق المستهدفات المرسومة والإنجاز التاريخي للبلاد.

خطة استراتيجية

وقال ملهم هندي، المختص في علوم الفضاء، لـ«الشرق الأوسط»، إن الخطة الاستراتيجية السعودية للفضاء طويلة الأمد، وتستهدف تحقيق منجزات وطنية ومردود اقتصادي كبير، وتعمل على بناء صناعة جديدة وتوطينها لتنويع مصادر الدخل. وذكر أن الرياض لديها أوجه كثيرة في دخول مجال الفضاء بدءاً من صناعة هياكل الصواريخ عبر الصناعات التعدينية التي تتميز بها، بالإضافة إلى البتروكيميائيات والتي سيكون الطلب عليها متزايداً كوقود للصواريخ، وستتسابق الدول من أجل الحصول على احتياطات كافية منه؛ لضمان استمرار صناعتها الفضائية. ووفقًا لهندي، فإنه ضمن استراتيجية السعودية توطين هذه الصناعات بشكل كامل داخل البلاد وصولاً لبناء منصات إطلاق صواريخ فضائية من داخل البلاد؛ كون موقعها الجغرافي يستوفي المعايير الفنية والأفضلية، مؤكداً أنه كلما اقتربت المنطقة من خط الاستواء جعلت تكلفة الصعود للفضاء أرخص وأسهل. وقال «السعودية استشرفت المستقبل والذي سيعتمد بشكل كبير على صناعة وتقنيات الفضاء، خاصة وأن القطاع يتداخل في 169 هدفاً من 232 هدفاً للاستدامة التي حددتها الأمم المتحدة».

اقتصاد متنامٍ

وكشف عن نمو اقتصاد الفضاء 13 في المائة خلال العام المنصرم بقيمة إجمالية تقدر 400 مليار دولار، موضحاً أن وتيرة هذا النمو ستزداد مع دخول الشركات الخاصة في الصناعة التي وجدت سوقاً متعطشة للاستثمار ومتطلبة من كل دول العالم. وواصل ملهم هندي، أنه يتوقع أن يتجاوز حجم هذا الاقتصاد المتنامي والسريع حاجز التريليون دولار خلال العام الحالي، وصولاً إلى تريليوني دولار في 2040، وتتنامى معه صناعات مختلفة وعلوم جديدة وأرض خصبة للابتكارات والاختراعات، وبالتالي كانت «رؤية السعودية» والاستراتيجية الوطنية لصناعة الفضاء أن يكون للبلاد نصيب من هذا الاقتصاد العالمي المتسارع بشكل مطرد. ولفت إلى أن السعودية وضعت خطتها الاستراتيجية ووقّعت اتفاقيات وبنت تحالفات فضائية مع أمريكا، وروسيا، والصين، والهند، وكوريا الجنوبية؛ لضمان التدفق الاقتصادي مع أقوى دول العالم في المجال لبناء اقتصادها الفضائي دون أي تأثير من النزاعات الدولية.

البحث والتطوير

من جهته، أفاد أحمد الشهري، الخبير الاقتصادي، لـ«الشرق الأوسط»، بأن الحكومات تعدّ رابع أكبر قطاع من حيث الإنتاج المرتبط بالفضاء في الاقتصاديات المتقدمة،


مقالات ذات صلة

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر ارتفاع أعداد المسافرين 15 في المائة عام 2024 لتصل إلى أكثر من 128 مليون مسافر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني إن زيادة أسعار وقود الديزل في السعودية ستؤدي إلى زيادة هامشية في تكاليف الإنتاج للشركات الكبرى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

أعلنت مجموعة «لينوفو المحدودة» أنها ستبدأ إنتاج ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم من مصنعها بالسعودية خلال 2026.

الاقتصاد أحد المصانع التابعة لشركة التعدين العربية السعودية (معادن) (الشرق الأوسط)

الإنتاج الصناعي في السعودية يرتفع 3.4 % في نوفمبر مدفوعاً بنمو نشاط التعدين

واصل الإنتاج الصناعي في السعودية ارتفاعه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدعوماً بنمو أنشطة التعدين والصناعات التحويلية، وفي ظل زيادة للإنتاج النفطي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

إيرادات «تي إس إم سي» التايوانية تتجاوز توقعات السوق في الربع الأخير

شعار عملاق الرقائق التايواني «تي إس إم سي» في تاينان بتايوان (رويترز)
شعار عملاق الرقائق التايواني «تي إس إم سي» في تاينان بتايوان (رويترز)
TT

إيرادات «تي إس إم سي» التايوانية تتجاوز توقعات السوق في الربع الأخير

شعار عملاق الرقائق التايواني «تي إس إم سي» في تاينان بتايوان (رويترز)
شعار عملاق الرقائق التايواني «تي إس إم سي» في تاينان بتايوان (رويترز)

أعلنت «شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة (تي إس إم سي)»، أكبر شركة لصناعة الرقائق التعاقدية في العالم، يوم الجمعة، إيرادات الرُّبع الأخير التي تجاوزت بسهولة التوقُّعات السوقية، وحققت تقديراتها الخاصة، بفضل الفائدة الناتجة عن الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي.

ووفق حسابات «رويترز»، بلغت إيرادات الشركة في الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديسمبر (كانون الأول) 2024 نحو 868.42 مليار دولار تايواني (26.36 مليار دولار)، متفوقة على تقديرات «إل إس إي جي» التي كانت 853.57 مليار دولار تايواني (25.90 مليار دولار) استناداً إلى توقعات 23 محللاً. وهذا يمثل نمواً بنسبة 34.4 في المائة على أساس سنوي، مقارنة بإيرادات بلغت 19.62 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.

وتعدّ هذه الأرقام خطوة مهمة في استراتيجية «تي إس إم سي»، التي تضم عملاء رئيسيين مثل «أبل» و«إنفيديا»، حيث كانت الشركة في طليعة المسيرة نحو الذكاء الاصطناعي، مما ساعدها على تجاوز تأثير تراجع الطلب - الذي نتج عن جائحة «كورونا» - على الرقائق المستخدَمة في الإلكترونيات الاستهلاكية مثل الأجهزة اللوحية.

وفي أحدث مكالمة مع المستثمرين بعد الإعلان عن نتائج أرباحها المالية في أكتوبر، توقَّعت «تي إس إم سي» أن تتراوح إيرادات الرُّبع الأخير بين 26.1 مليار دولار و26.9 مليار دولار. وفي ديسمبر وحده، أعلنت الشركة زيادة في الإيرادات بنسبة 57.8 في المائة على أساس سنوي، ليصل إجمالي الإيرادات إلى 278.16 مليار دولار تايواني.

ولم تقدم الشركة تفاصيل إضافية في بيان الإيرادات، لكنها أكدت أن طفرة الذكاء الاصطناعي كانت عاملاً رئيسياً في تحقيق هذه النتائج القوية. وفي هذا السياق، أعلنت شركة «فوكسكون» التايوانية، إيرادات قوية في الرُّبع الأخير؛ نتيجة للطلب المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تجاوزت «فوكسكون» التوقعات، وسجلت أعلى إيرادات لها على الإطلاق.

من المتوقع أن تعلن شركة «تي إس إم سي» أرباح الرُّبع الرابع كاملة في 16 يناير (كانون الثاني)، حيث ستقوم بتحديث توقعاتها للرُّبع الحالي والعام بأكمله. وفي العام الماضي، شهد سهم الشركة المدرج في بورصة تايبيه ارتفاعاً بنسبة 81 في المائة، مقارنة بمكاسب السوق الأوسع التي بلغت 28.5 في المائة، بينما أغلق سهم الشركة ثابتاً، يوم الجمعة، قبل صدور الأرقام.