بريطانيا تجدد معارضتها استحواذ «مايكروسوفت» على «أكتيفيجن»

ارتفاع مفاجئ للبطالة مع تواصل ضغوط التضخم

شعار شركة ألعاب الفيديو الأميركية «أكتيفيجن بليزارد» (أ.ب)
شعار شركة ألعاب الفيديو الأميركية «أكتيفيجن بليزارد» (أ.ب)
TT

بريطانيا تجدد معارضتها استحواذ «مايكروسوفت» على «أكتيفيجن»

شعار شركة ألعاب الفيديو الأميركية «أكتيفيجن بليزارد» (أ.ب)
شعار شركة ألعاب الفيديو الأميركية «أكتيفيجن بليزارد» (أ.ب)

بعدما أبدت في نهاية أبريل (نيسان) الماضي اعتراضاً على صفقة استحواذ مجموعة «مايكروسوفت» على شركة ألعاب الفيديو الأميركية «أكتيفيجن بليزارد» لقاء 69 مليار دولار، أعادت هيئة المنافسة البريطانية تأكيد موقفها، الاثنين، إثر موافقة المفوضية الأوروبية على إتمام هذه العملية.

وقالت المديرة العامة لهيئة المنافسة والأسواق، سارة كاردل، في بيان تلقته وكالة «الصحافة الفرنسية» إنّ «مقترحات (مايكروسوفت) التي وافقت عليها المفوضية الأوروبية، ستتيح لشركة التكنولوجيا الأميركية تحديد شروط سوق ألعاب الفيديو للسنوات العشر المقبلة».

وكانت المفوضية الأوروبية التي وافقت على صفقة الاستحواذ، الاثنين، قد اشترطت على «مايكروسوفت» الامتثال للتدابير التي اقترحتها شركة التكنولوجيا العملاقة، بهدف ضمان المنافسة في سوق ألعاب الفيديو التي يمكن ممارستها من خلال منصات البث التدفقي.

شعار شركة «مايكروسوفت» أمام شعار شركة ألعاب الفيديو الأميركية «أكتيفيجن بليزارد» (رويترز)

واعتبرت كاردل أن هذه التدابير «ستستبدل سوقاً حرة ومفتوحة وتنافسية بأخرى خاضعة لقواعد دائمة خاصة بالألعاب التي توفرها (مايكروسوفت) والمنصات التي تبيعها لها، وشروط البيع». وأضافت: «ندرك أن المفوضية الأوروبية لها الحق في تقديم وجهة نظر مختلفة ونحترم ذلك، لكنّ هيئة المنافسة البريطانية ملتزمة بقرارها».

وكانت الهيئة البريطانية قد أوقفت في 26 أبريل هذه الصفقة، معتبرة أنّها تضرّ بالمنافسة في مجال الألعاب السحابية. وأعلنت شركة «مايكروسوفت» حينها أنّها ستطعن بالقرار أمام القضاء البريطاني.

وبدأت الشركة المالكة لماركة «إكس بوكس» لألعاب الفيديو عام 2022 محاولتها لإنشاء ثالث أكبر شركة ألعاب في العالم، من خلال الاستحواذ على «أكتيفيجن بليزارد»، الشركة المطوّرة للعبتي «كاندي كراش» و«كول أوف ديوتي» الشهيرتين، ما أثار مخاوف بشأن مكافحة الاحتكار في مختلف أنحاء العالم.

وفي سياق منفصل، ارتفع معدل البطالة في المملكة المتحدة في الأشهر الثلاثة التي انتهت بنهاية مارس (آذار) على ما أظهرت أرقام رسمية الثلاثاء، بينما انخفضت الوظائف الشاغرة إلى أدنى مستوى لها منذ 18 شهراً، حيث تؤثر حالة عدم اليقين الاقتصادي على سوق الوظائف، بينما التضخم العالي يلقي بثقله على سوق العمل.

وقال مكتب الإحصاءات الوطنية في بيان، إن معدل البطالة ارتفع إلى 3.9 من 3.8 في المائة، في الأشهر الثلاثة التي انتهت في فبراير (شباط) الماضي. وانخفض عدد الوظائف الشاغرة بواقع 55 ألفاً على أساس ربع سنوي إلى 1.08 مليون وظيفة في الأشهر الثلاثة حتى أبريل، مسجلاً الانخفاض العاشر على التوالي.

وأوضح المكتب أن هذا يعكس حالة «عدم اليقين من جانب الصناعات؛ حيث يواصل المشاركون في الاستطلاع الاستشهاد بالضغوط الاقتصادية بوصفها عاملاً في كبح عمليات التوظيف».

وقال وزير المال البريطاني جيريمي هانت تعليقاً على هذه الأرقام: «من المشجع أن معدل البطالة يبقى متدنياً بشكل غير مسبوق، لكن الصعوبة في أن إيجاد يد عاملة وارتفاع الأسعار يشكلان هاجساً لكثير من العائلات والشركات». وأضاف: «لذا علينا أن نتمسك بخطتنا لتخفيض التضخم بالنصف، ومساعدة العائلات على صعيد غلاء المعيشة، مع الاستمرار في إصلاحات رعاية الأطفال ودعم المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يرغبون في العمل».

ويبقى معدل التضخم السنوي في المملكة المتحدة عالياً؛ إذ إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يلغي مفعول تراجع أسعار الطاقة.

ومن جهة أخرى أفادت «بلومبرغ» يوم الثلاثاء، بأن الربع الأول شهد تسارعاً في نمو الأجور بالمملكة المتحدة، الأمر الذي يشير إلى عدم وجود علامات مقنعة على توقف ضغوط التضخم التي تصيب بنك إنجلترا بالقلق.

ونقلت «بلومبرغ» عن مكتب الإحصاءات الوطني قوله إن متوسط الأجور باستثناء المكافآت ارتفع بنسبة 6.7 في المائة، في الأشهر الثلاثة الأولى من العام حتى مارس الماضي مقارنة بالعام السابق، وبالمقارنة مع نسبة 6.6 في المائة في الفترة حتى فبراير. وقد تغذي مثل هذه الأرقام التكهنات بأن دورة التشديد النقدي الأقوى منذ عقود لا تزال مستمرة. ولا يزال نمو الأجور مرتفعاً للغاية بالنسبة للشعور بالأمان في بنك إنجلترا، والذي شهد الأسبوع الماضي الزيادة الـ12 على التوالي في سعر الفائدة التي يقرها البنك، في محاولة لتجنب التورط في دوامة الأجور والأسعار.

ويتوقع المستثمرون إقرار زيادة أخرى بمقدار ربع نقطة في سعر الفائدة، لتصل إلى نسبة 4.75 في المائة الشهر المقبل، مع شبه يقين بقرب وصولها إلى نسبة 5 في المائة بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل.

وفي شأن مستقل، بدأ أطباء القلب والجراحة وغيرهم من أهم الأطباء في إنجلترا، التصويت على تنظيم إضراب، اعتراضاً على الأجور، مما يزيد الضغط على رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، من أجل حل سلسلة من الخلافات المتعلقة بهيئة الخدمة الصحية الوطنية.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن اتحاد الأطباء البريطاني قوله، يوم الاثنين، في بيان تم بثه عبر البريد الإلكتروني، إن رواتب الاستشاريين انخفضت فعلياً بنسبة 35 في المائة منذ عام 2009. وجاء في البيان: «ظل الوضع حتى مطلع الأسبوع يتسم بالتفاؤل بأننا سنؤمِّن عرضاً للأجور، من شأنه تعويض تراجعها إلى حد ما»، ولكن الوزراء فشلوا في الوفاء به.

ونتيجة لذلك، من المقرر أن يصوت الاستشاريون حتى 27 من يونيو (حزيران) على الإضراب. وجدير بالذكر أن هناك نحو 50 ألفاً من كبار الاستشاريين في إنجلترا. وتهدد إمكانية اتخاذ إجراء جديد في القطاع، بتقويض وعد سوناك بتقليل قوائم انتظار خدمات هيئة الخدمة الصحية الوطنية، بالإضافة إلى الإضرابات الحالية من جانب الممرضات والأطباء المبتدئين.


مقالات ذات صلة

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

تكنولوجيا يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

إطلاق أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية لمواجهة أكثر من 7000 هجمة في الثانية.

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

أحدث نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة من مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024»

أدوات لأتمتة الأعمال اليومية دون الحاجة إلى أي معرفة برمجية مسبقة.

خلدون غسان سعيد (جدة)
المشرق العربي فلسطينيون يبحثون عن ناجين وضحايا بين الأنقاض بعد القصف الإسرائيلي في مدينة غزة - 26 أكتوبر (أ.ف.ب)

«مايكروسوفت» تفصل موظفَين نظما وقفة احتجاجية على مقتل الفلسطينيين في غزة

قالت «أسوشييتد برس» إن موظفين من شركة «مايكروسوفت» الأميركية أبلغاها بأن الشركة فصلتهما من خلال مكالمة هاتفية في وقت متأخر من يوم الخميس

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم ناخبون ينتظرون للإدلاء بأصواتهم خلال التصويت المبكر في الانتخابات الأميركية بولاية نورث كارولينا (إ.ب.أ)

«مايكروسوفت»: قراصنة إيرانيون يستهدفون مواقع للانتخابات الأميركية

قالت شركة «مايكروسوفت» في مدونة، نشرت اليوم (الأربعاء)، إن مجموعة قرصنة إيرانية تعكف على تعقب مواقع إلكترونية ووسائل إعلام أميركية مرتبطة بالانتخابات الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا شعار أدوات المساعدة الخاصة بـ«مايكروسوفت» التي تسمى «كوبايلوت» (رويترز)

أدوات ذكاء اصطناعي جديدة من «مايكروسوفت» لتنفيذ المهام نيابة عن البشر

أطلقت «مايكروسوفت» أدوات ذكاء اصطناعي جديدة تتيح لزبائنها إنشاء وسائل مساعدة خاصة بهم قادرة على التحادث مع البشر وتنفيذ المهام نيابة عنهم

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

زاد المستثمرون العالميون مشترياتهم من صناديق الأسهم في الأسبوع المنتهي في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، مدفوعين بتوقعات بنمو قوي للاقتصاد الأميركي في ظل إدارة ترمب وبدعم من انخفاض عائدات السندات الأميركية.

وضخ المستثمرون مبلغاً ضخماً قدره 12.19 مليار دولار في صناديق الأسهم العالمية، بزيادة بنسبة 32 في المائة مقارنة بـ9.24 مليار دولار من عمليات الشراء الصافية في الأسبوع السابق، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». ويمثل هذا التدفق الأسبوعي التاسع على التوالي.

ويوم الجمعة، كانت الأسهم العالمية في طريقها لتحقيق أفضل شهر لها منذ مايو (أيار)، مدفوعة بالتفاؤل بشأن النمو القوي في الولايات المتحدة وازدهار الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، على الرغم من المخاوف بشأن الاضطرابات السياسية والتباطؤ الاقتصادي في أوروبا.

وفي الأسبوع الماضي، أدى ترشيح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للمحافظ المالي سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة، إلى رفع توقعات السوق بمستويات ديون يمكن إدارتها في ولايته الثانية، وهو ما أدى إلى انخفاض عائدات السندات الأميركية.

واختار المستثمرون ضخ مبلغ ضخم قدره 12.78 مليار دولار في صناديق الأسهم الأميركية؛ مما أدى إلى تمديد صافي الشراء للأسبوع الرابع على التوالي، لكنهم سحبوا 1.17 مليار دولار و267 مليون دولار من صناديق الأسهم في آسيا وأوروبا على التوالي.

وشهد القطاع المالي طلباً قوياً؛ إذ استقطب مشتريات صافية بقيمة 2.65 مليار دولار، مسجلاً التدفقات الأسبوعية الخامسة على التوالي. كما اشترى المستثمرون صناديق السلع الاستهلاكية التقديرية والتكنولوجيا والصناعات بمبالغ كبيرة بلغت 1.01 مليار دولار و807 ملايين دولار و778 مليون دولار على التوالي.

وشهدت صناديق السندات العالمية تدفقات للأسبوع التاسع والأربعين على التوالي؛ إذ ضخ المستثمرون 8.82 مليار دولار في هذه الصناديق.

وحصلت صناديق السندات للشركات على تدفقات صافية بلغت 2.16 مليار دولار، وهي أكبر تدفقات أسبوعية في أربعة أسابيع. وشهدت صناديق السندات الحكومية وصناديق تجميع القروض عمليات شراء ملحوظة؛ إذ بلغ صافي التدفقات الداخلة 1.9 مليار دولار و1.34 مليار دولار على التوالي.

وفي الوقت نفسه، قام المستثمرون ببيع 12.87 مليار دولار من صناديق سوق النقد، وهو ما يمثل الأسبوع الثاني على التوالي من المبيعات الصافية. وسجلت صناديق الذهب والمعادن الثمينة تدفقات صافية بقيمة 538 مليون دولار، وهو ما يمثل التدفق الأسبوعي الرابع عشر في 16 أسبوعاً.

وأظهرت البيانات أن صناديق الأسهم خرجت من دائرة الاهتمام للأسبوع الخامس على التوالي مع صافي مبيعات بلغ نحو 4.3 مليار دولار. كما سحب المستثمرون 2.58 مليار دولار من صناديق السندات، مسجلين بذلك الأسبوع السادس على التوالي من المبيعات الصافية.