خطت مصر خطوة جديدة في إطار تنفيذ خطتها الرامية إلى التحول لمركز إقليمي لصادرات الطاقة، والتوسع في توقيع اتفاقات ومشروعات الربط الكهربائي مع أوروبا، لتأمين احتياجاتها من الطاقة النظيفة خلال السنوات المقبلة؛ حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم (الاثنين)، تيرييه بيلسكوغ، الرئيس التنفيذي لشركة «سكاتك إيه إس إيه» النرويجية للطاقة، لبحث مشروع الربط الكهربائي بين مصر وأوروبا لتصدير الطاقة المتجددة بقدرة حوالي 3 غيغاواط، عبر إيطاليا، الذي تم التوقيع على مذكرة تفاهم لبدء الدراسات الخاصة به.
وتستهدف الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، الاستفادة من الاحتياطي اليومي بالشبكة القومية للكهرباء المصرية وتصديرها للخارج، من خلال التوسع في مشروعات الربط الكهربائي.
ويُعد مشروع الربط بين مصر وقبرص واليونان أول محطات نقل الطاقة لأوروبا، حيث وقّعت مصر واليونان في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 اتفاقاً يمهّد لمد كابل تحت سطح البحر ينقل الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة في شمال أفريقيا إلى أوروبا، هو الأول والأضخم والأكبر من نوعه في البحر المتوسط؛ نظراً إلى طول المسافة، ومد كابلات بين البلدين بطول يصل إلى 900 كيلومتر.
وبحسب وزارة الكهرباء المصرية، فإن «لهذا المشروع التاريخي أهمية كبرى لخطة مصر الاستراتيجية من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية وتأمين الطاقة، كما أن المشروع يُعَد أحد المشروعات التي تساعد على ربط مصر بالشبكة الكهربائية الأوروبية».
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، المستشار أحمد فهمي، أن اللقاء شهد متابعة الاستثمارات المتنامية لشركة «سكاتك» في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين والوقود الأخضر بمصر. من بينها مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر في العين السخنة، الذي بدأ الإنتاج بالفعل للمرحلة الأولى، لتصبح مصر أول دولة في أفريقيا تنتج الهيدروجين الأخضر، ومشروعَا الإنتاج المشترك للأمونيا الخضراء، في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس باستثمارات تقارب 6 مليارات دولار، وفي دمياط باستثمارات حوالي 870 مليون دولار، ومشروع طاقة الرياح بقدرة 5 غيغاواط باستثمارات 5.6 مليار دولار على عدة مراحل خلال السنوات المقبلة، ومشروع الإنتاج المشترك للميثانول الأخضر في دمياط، باستثمارات حوالي 450 مليون دولار.
وذكر المتحدث أن رئيس الشركة النرويجية أكد الالتزام بتوسيع استثمارات الشركة في مصر خلال الأعوام المقبلة، في ضوء ما شهدته مصر من تطوير متميز لبنيتها التحتية في مختلف القطاعات، بما يؤسس قاعدة صلبة لانطلاق الصناعات والاستثمارات، خصوصاً في مجالات الطاقة المتجددة والخضراء، فضلاً عن التجربة الإيجابية والمثمرة للشركة مع مناخ الاستثمار في مصر، مشيداً بما لمسوه من إرادة سياسية حازمة، وتجاوب حكومي على جميع المستويات، لإزالة أي عقبات وتحديات في هذا الصدد.
وأضاف الجانب النرويجي أن هذا الدعم المصري الكبير، لتسهيل مناخ الأعمال، يقابله من جانبهم حرصٌ أكيد على بذل أقصى جهد لزيادة الاستثمارات، ونقل التكنولوجيا، والمساهمة في الجهود المكثفة التي تقوم بها الدولة، لوضع مصر على قائمة الدول المصنعة للطاقة الخضراء، والمصدرة لها، بما يجعل مصر وجهة ومحوراً للتزود بالوقود الأخضر لخطوط الملاحة العالمية، ومركزاً إقليمياً لإنتاج وتداول الطاقة.
وتوسعت مصر خلال السنوات الأخيرة في الربط الكهربائي مع دول الجوار، سواء الأفريقية أو الآسيوية أو الأوروبية، بعد أن أسست بنية تحتية قوية، وبعد طفرة في إنتاج الكهرباء في مصر خلال السنوات الخمس الماضية، خاصة في ظل سعي القاهرة إلى التحول لمركز إقليمي للطاقة في منطقة الشرق الأوسط. كما شهدت الأسابيع الماضية التشاور مع الجانب الإيطالي لربط البلدين كهربائياً، بحسب وزارة الكهرباء.
وسبقت اللقاء الرئاسي مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين الشركة المصرية لنقل الكهرباء، وشركة «سكاتك إيه إس إيه»، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، بشأن بدء دراسات مشروع الربط الكهربائي بين مصر وأوروبا لتصدير الطاقة المتجددة من مصر إلى أوروبا عبر إيطاليا، وذلك بحضور الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري.