«سقف الديون الأميركية» يجثم على أنفاس النفط

«أوبك» ترفع مجدداً توقعاتها لنمو الطلب الصيني

مجسم ثلاثي الابعاد لمضخة نفطية أمام شعار "أوبك" (رويترز)
مجسم ثلاثي الابعاد لمضخة نفطية أمام شعار "أوبك" (رويترز)
TT

«سقف الديون الأميركية» يجثم على أنفاس النفط

مجسم ثلاثي الابعاد لمضخة نفطية أمام شعار "أوبك" (رويترز)
مجسم ثلاثي الابعاد لمضخة نفطية أمام شعار "أوبك" (رويترز)

رفعت «منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)»، يوم الخميس، توقعاتها لنمو الطلب الصيني على النفط هذا العام، لكنها أبقت على توقعاتها لنمو الطلب العالمي دون تغيير، وعزت ذلك إلى عوامل انخفاض محتملة مثل «سقف الديون الأميركية».

وقالت المنظمة في تقرير شهري إن الطلب العالمي على النفط في 2023 سيرتفع 2.33 مليون برميل يومياً؛ أي بنسبة 2.3 في المائة. ولا ينطوي ذلك على تغير يذكر عن توقعات الشهر الماضي التي بلغت 2.32 مليون برميل يومياً. وقالت «أوبك» في التقرير إنها أجرت «تعديلات بزيادة طفيفة بفضل الأداء الأفضل من المتوقع للاقتصاد الصيني، بينما من المتوقع أن تشهد مناطق أخرى انخفاضاً طفيفاً بسبب التحديات الاقتصادية التي من المرجح أن تنال من الطلب على النفط».

وفاجأ تحالف «أوبك بلس»، الذي يضم منظمة «أوبك» وروسيا وحلفاء آخرين، سوق النفط في 2 أبريل (نيسان) الماضي بإعلان خفض جديد للإنتاج المستهدف، وذلك في إضافة لتخفيضات قائمة بالفعل... وارتفعت أسعار النفط في بادئ الأمر، لكنها تعرضت لضغوط بسبب الاستمرار في رفع أسعار الفائدة والمخاوف المتعلقة بسقف الديون الأميركية.

وقالت «أوبك» إن من المتوقع الآن نمو الطلب الصيني على النفط 800 ألف برميل يومياً، ارتفاعاً من 760 ألف برميل يومياً في توقعات الشهر الماضي. ولم يطرأ تغير على تقديرات نمو الطلب العالمي للشهر الثالث على التوالي، وأبقت «أوبك» توقعاتها للنمو الاقتصادي لعام 2023 عند 2.6 في المائة، مشيرة إلى عوامل هبوط محتملة مثل التضخم العنيد وزيادة مدفوعات الديون نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة.

وقالت «أوبك» في تعليقها الاقتصادي: «مع احتمال ظهور تحديات أخرى متعلقة بالديون، تظل عوامل عدم التيقن الجيوسياسي قائمة ويستمر التضخم». وأضافت: «بالإضافة إلى ذلك، لم تُحسم مسألة سقف الديون الأميركية حتى الآن، مما قد يكون له تبعات اقتصادية».

وفي الأسواق، تخلت أسعار النفط عن مكاسب حققتها في وقت سابق يوم الخميس خلال ساعات التداول الأميركية؛ إذ طغت المواجهة السياسية بشأن سقف الدين الأميركي على اجتماع وزراء مالية دول «مجموعة السبع»، مما أثار القلق بشأن ركود محتمل في أكبر مستهلك للنفط بالعالم.

وبحلول الساعة 14:40 بتوقيت غرينيتش، هبطت العقود الآجلة لخام برنت 1.42 دولار، أو 1.86 في المائة، إلى 74.99 دولار للبرميل. كما انخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي 1.57 دولار أو 2.16 في المائة أيضاً إلى 70.99 دولار للبرميل.

وأظهرت البيانات الأميركية الأربعاء أن مؤشر أسعار المستهلكين الذي يراقبه «مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)» ارتفع بزيادة أقل قليلاً من المتوقع، مما قد يمهد الطريق أمام «المجلس» لوقف زيادات أخرى في أسعار الفائدة الشهر المقبل. ويمكن أن تؤثر أسعار الفائدة المرتفعة على الطلب على النفط.

وأظهرت بيانات حكومية الأربعاء تراجع مخزونات البنزين والديزل الأميركية؛ مما يعكس زيادة الطلب على وقود النقل، في حين ارتفعت مخزونات النفط الخام بشكل غير متوقع على خلفية الإفراج عن الاحتياطات الوطنية وانخفاض الصادرات.

وفي الوقت نفسه، يترقب المستثمرون أنباءً عن محادثات بدأت الأربعاء حول رفع سقف دين الحكومة الأميركية البالغ 31.4 تريليون دولار. ويصر الجمهوريون على خفض الإنفاق.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.