أوكرانيا تشير إلى انهيار «اتفاق البحر الأسود»

المخاوف تقفز بأسعار القمح

سفينة شحن خلال ملئها بالحبوب في ميناء اوديسا الاوكراني الشهر الماضي (أ ف ب)
سفينة شحن خلال ملئها بالحبوب في ميناء اوديسا الاوكراني الشهر الماضي (أ ف ب)
TT

أوكرانيا تشير إلى انهيار «اتفاق البحر الأسود»

سفينة شحن خلال ملئها بالحبوب في ميناء اوديسا الاوكراني الشهر الماضي (أ ف ب)
سفينة شحن خلال ملئها بالحبوب في ميناء اوديسا الاوكراني الشهر الماضي (أ ف ب)

قالت وزارة إعادة الإعمار الأوكرانية، يوم الاثنين، إن روسيا أنهت فعلياً العمل باتفاق تصدير الحبوب عبر المواني الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، من خلال رفضها تسجيل السفن القادمة.

وحاصرت روسيا مواني أوكرانية على البحر الأسود، بعدما شنت الغزو العام الماضي؛ لكن الوصول إلى 3 منها أصبح ممكناً في يوليو (تموز) الماضي، بموجب اتفاق بين موسكو وكييف توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا.

وقالت الوزارة في بيان: «أوقفت روسيا الاتحادية مرة أخرى فعلياً العمل بمبادرة الحبوب، برفضها تسجيل السفن القادمة، وإجراء عمليات التفتيش عليها. هذا النهج يتعارض مع بنود الاتفاقية الحالية».

وذكرت الوزارة أن 90 سفينة، من بينها 62 سفينة لتحميل الحبوب عليها، تنتظر في المياه الإقليمية التركية حتى تنال الموافقة على التوجه إلى المواني الأوكرانية. وينتهي أجل العمل بالاتفاق الحالي في 18 مايو (أيار) الجاري. وهددت موسكو بالانسحاب من الاتفاق الذي يهدف للمساهمة في تخفيف أزمة غذاء عالمية، بينما تعمل تركيا والأمم المتحدة على تمديده.

وارتفعت أسعار العقود الآجلة للقمح في تعاملات يوم الاثنين، لتقترب من أعلى مستوياتها منذ أسبوعين، في ظل المخاوف من عدم تمديد الاتفاق. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أنه جرى تداول القمح، الاثنين، بسعر 6.6 دولار للبوشل، بعد ارتفاعه بنسبة 4.2 في المائة خلال الأسبوع الماضي، وهي أكبر زيادة أسبوعية منذ منتصف مارس (آذار) الماضي.

يأتي ذلك في حين تهدد روسيا باستمرار بالانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية الذي يوفر ممراً آمناً لشحنات القمح الأوكراني، إذا لم يتم السماح لموسكو بزيادة صادراتها من الحبوب والأسمدة.

وقال فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن مركز التنسيق المشترك الذي يضم ممثلين لأوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة وتركيا، ويتولى فحص السفن الأوكرانية والسماح لها بالوصول إلى أسواق التصدير، لم يتوصل يوم الجمعة الماضي إلى اتفاق للسماح بانضمام سفن جديدة إلى اتفاق الحبوب. وحسب بيانات المركز فإنه لم يتم السماح بمرور أي سفن تحمل القمح الأوكراني خلال اليومين الماضيين.


مقالات ذات صلة

حزمة التحفيز الصينية الجديدة تخيب المستثمرين... أضعف من المتوقع

الاقتصاد وزير المالية الصيني لان فوان في مؤتمره الصحافي (أ.ب)

حزمة التحفيز الصينية الجديدة تخيب المستثمرين... أضعف من المتوقع

كان الإعلان الذي طال انتظاره من جانب الصين عن خطط التحفيز المالي كبيراً من حيث النيات، لكنه كان يفتقر إلى التفاصيل التي يحتاجها المستثمرون.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد وزير الاقتصاد والمالية والصناعة الفرنسي أنطوان أرمان في مؤتمر صحافي مخصص لتقديم الحكومة موازنتها لعام 2025 (رويترز)

موازنة فرنسا تحت المراقبة الأوروبية الدقيقة

تستعد باريس الخاضعة لإجراء العجز المفرط لإرسال خريطة طريق إلى بروكسل للامتثال لمعاهدة «ماستريخت».

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد قوات الإنقاذ الألمانية تحاول إطفاء حريق شبّ في ناقلة نفطية ببحر البلطيق (أ.ف.ب)

«مخاوف الإمدادات» تحافظ للنفط على مكاسب أسبوعية

تراجعت أسعار النفط، الجمعة، لكنها كانت لا تزال في طريقها نحو تحقيق ثاني مكاسب أسبوعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «تيك توك» على مقرها في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)

«تيك توك» تسرح مئات الموظفين مع التحول للذكاء الاصطناعي

قالت شركة «تيك توك» للتواصل الاجتماعي يوم الجمعة إنها تستغني عن مئات الموظفين حيث تحول التركيز نحو استخدام أكبر للذكاء الاصطناعي في تعديل المحتوى

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد إحدى مناطق «موسم الرياض 2023» (المركز الإعلامي للموسم)

ترقُّب لانطلاق أهم المواسم الترفيهية الجاذبة لملايين الزوار إلى السعودية

يترقّب الكثير من الزوار المحليين والدوليين انطلاق «موسم الرياض» في نسخته الخامسة، السبت، بمناطق جديدة وفعاليات وحفلات إضافية كبرى، على مساحة 7.2 مليون متر مربع.

آيات نور (الرياض)

مصر تقترح إطاراً للتعاون بين ممثلي القطاع الخاص بدول «البريكس»

وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية بدول «البريكس» بموسكو (الشرق الأوسط)
وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية بدول «البريكس» بموسكو (الشرق الأوسط)
TT

مصر تقترح إطاراً للتعاون بين ممثلي القطاع الخاص بدول «البريكس»

وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية بدول «البريكس» بموسكو (الشرق الأوسط)
وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية بدول «البريكس» بموسكو (الشرق الأوسط)

اقترح وزير المالية المصري أحمد كجوك أن يكون هناك إطارٌ للتعاون والتباحث بين ممثلي القطاع الخاص بدول «البريكس» لاستكشاف وتعزيز الفرص الاستثمارية، وذلك بعد توحيد وتبسيط الإجراءات الجمركية للدول الأعضاء، من أجل تسهيل التجارة والتكامل الاقتصادي.

وقال كجوك، في اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية بدول «البريكس» بموسكو، إننا «نتطلع لدور ريادي لتجمع (البريكس) فى دفع مسار الحلول المبتكرة لأزمة الديون بالبلدان الناشئة والنامية»، موضحاً أنه ينبغي اتخاذ إجراءات ومبادرات فعَّالة لتحسين إدارة الديون وضمان الاستقرار المالي للدول الناشئة.

ولفت إلى أن إدارة الديون الخارجية «عنصر مؤثر» في الاستدامة المالية، وأن انخفاض أسعار الفائدة العالمية فرصةٌ لتقليل تكلفة التمويل. وذكر التوسع في التمويل وإجراء التسويات التجارية والاستثمارية بين الدول الأعضاء بالعملات المحلية، «نستهدف العمل على تقديم المساعدة الفنية، وتبادل الخبرات لتعزيز مرونة اقتصادات الدول الأعضاء».

وأنشأت الدول المؤسسة لمجموعة «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) «بنك التنمية الجديد» في عام 2015. وضمّت المجموعة مؤخراً السعودية والإمارات ومصر وإيران والأرجنتين وإثيوبيا، إلى عضويتها بدءاً من الأول من يناير (كانون الثاني) 2024.

ووافق البنك على ضم بنغلاديش ومصر والإمارات والأوروغواي في 2021 في إطار حملة للتوسع.

وأشار الوزير المصري إلى أهمية توسيع نطاق عمل بنك التنمية الجديد لدعم الدول الأعضاء والبلدان النامية مع تنويع أدوات التمويل، وتعظيم مشاركة القطاع الخاص في اقتصاداتنا من خلال التوسع في برامج «الشراكة» والتمويلات الميسرة، وتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية لدول «البريكس» من أجل دفع النشاط الاقتصادي وجهود التنمية، مؤكداً أننا نتطلع للحد من الحواجز الاستثمارية وتوحيد القواعد بدول «البريكس» لدفع الاستثمارات بالقطاعات الحيوية كالطاقة والتكنولوجيا.

ودعا إلى ضرورة تعميق أطر الضرائب الرقمية والشمول الاقتصادي بين الدول الأعضاء لتعبئة الإيرادات المحلية، مشيراً إلى أهمية التعاون بين «البريكس» والكتل الإقليمية والمؤسسات المالية الدولية لمواجهة مخاطر «التفتت الاقتصادي» وحوكمة إطار عالمي أكثر توازناً وإنصافاً للدول الناشئة.

وقال كجوك إن «دول (البريكس) تترقب دورات التيسير النقدي للاقتصادات المتقدمة، وسط تقديرات بمستويات مرتفعة من المخاطر... ونتوقع تقلبات في تدفقات رأس المال مع سعي المستثمرين لتحقيق عوائد أعلى بالأسواق الناشئة، ولا بد من العمل على بناء أنظمة مالية قوية للتعامل مع هذه التدفقات في مسار اقتصادي آمن ومستقر».