بدأ ليل أمس (الأربعاء)، سريان الهدنة اليمنية المؤقتة التي اقترحها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد بين قوات التحالف لدعم الشرعية والميليشيات الانقلابية، بعد إعلان قيادة التحالف موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عليها استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وتعد هدنة أكتوبر(تشرين الاول) 2016 هي الثانية هذا العام والخامسة منذ الانقلاب على الشرعية في اليمن، حيث كانت الأولى في مايو(ايار) 2015 بطلب من الأمم المتحدة، وكذلك الثانية في يوليو(تموز) من العام نفسه.. وفي الشهر ذاته طلب التحالف العربي لدعم الشرعية هدنة ثالثة وهي الأخيرة في 2015، قبل أن تطلب الأمم المتحدة في أبريل(نيسان) الماضي هدنة رابعة.
ولم تنجح المساعي الأممية في المحاولات الأربع الماضية بسبب الانتهاكات الصارخة لقرارات وقف إطلاق النار من قبل الميليشيات الانقلابية المدعومة من نظام الملالي الإرهابي، والتي وصل بها الحال مؤخرا إلى التعرض للمياه الإقليمية، بهجومها على مدمرة "ماسون" الأميركية مرات عدة، وقبلها سفينة إماراتية.
ويتطلع العالم والشعب اليمني بشكل خاص إلى أن تتكلل الهدنة هذه المرة بالنجاح بما يؤمن تمديدها وفتح الطريق أمام العودة لمفاوضات السلام مرة أخرى، والتوصل إلى تسوية مناسبة للأزمة اليمنية وتكون مبنية على مخرجات الحوار الوطني اليمني وعناصر المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن.
ولكن خرق الميليشيات للهدنة الخامسة في دقائقها الأولى واستمرارهم حتى اليوم الثاني، يؤكد أنه لا جديد فيها عن سابقاتها، حيث تشير المخاوف إلى اتجاهها نحو الفشل في ظل تصرفات الانقلابيين الذين رفضوا وما زالوا يرفضون أي مبادرات لحل السلام.
وكانت لجان المراقبة التابعة لقوات التحالف أعلنت، اليوم (الخميس)، عن وقوع أكثر من 43 حالة خرق، والتي كانت على الشريط الحدودي السعودي - اليمني وتحديداً في منطقتي نجران وجازان، تمثلت في إطلاق صواريخ ومقذوفات ورماية مباشرة وقناصين.
وقالت قوات التحالف إنها قامت بالرد على مصادر النيران وفق قواعد الاشتباك المعتمدة، مؤكدة استمرارها في التصدي للخروقات، وكذلك استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري والاستطلاع الجوي لأي تحركات للميليشيات، مع تطبيقها لسياسة ضبط النفس تجاه هذه الخروقات، محملة الانقلابيين تعطيل دخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة من قبل الميليشيات داخل اليمن، ومشددة على التزامها باتفاق وقف إطلاق النار.
وفي السياق ذاته، يؤكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، استمرار التزام الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن بالاتفاق رغم تلك الخروقات، مشيرا إلى أن "الانقلابيين لم يعيروا التنازلات التي قدمتها الحكومة الشرعية من أجل إحلال السلام في البلاد أي اهتمام طوال الفترة الماضية، وفي محطات السلام المختلفة".
وتجدد الحكومة اليمنية التأكيد على سعيها لتحقيق متطلبات فرص السلام، تلبية لمصلحة الشعب اليمني، ودعم المجتمع الدولي لإرساء معالمه ومحدداته، وفقا للمرجعيات والقرارات ذات الصلة.
ويعتزم المبعوث الأممي إلى اليمن طرح خطة متكاملة للسلام خلال الفترة القليلة القادمة، وتشمل مختلف القضايا، وتتناول تسليم الانقلابيين أسلحتهم والانسحاب من المدن الخاضعة تحت سيطرتهم.
الهدنة الخامسة في اليمن تتجه نحو الفشل
الهدنة الخامسة في اليمن تتجه نحو الفشل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة