«النجباء» تنقل عوائل من الجنوب العراقي إلى سوريا لأغراض التغيير الديموغرافي

مصدر مطلع: تنظيم الكعبي المقرب من خامنئي نقل 300 عائلة شيعية مؤخرا

مدنيون من داريا بريف دمشق الغربي يستعدون للخروج من معضمية الشام المجاورة في الثاني من سبتمبر الحالي بعد اتفاق فرضته قوات النظام على المعارضة (أ.ف.ب)
مدنيون من داريا بريف دمشق الغربي يستعدون للخروج من معضمية الشام المجاورة في الثاني من سبتمبر الحالي بعد اتفاق فرضته قوات النظام على المعارضة (أ.ف.ب)
TT

«النجباء» تنقل عوائل من الجنوب العراقي إلى سوريا لأغراض التغيير الديموغرافي

مدنيون من داريا بريف دمشق الغربي يستعدون للخروج من معضمية الشام المجاورة في الثاني من سبتمبر الحالي بعد اتفاق فرضته قوات النظام على المعارضة (أ.ف.ب)
مدنيون من داريا بريف دمشق الغربي يستعدون للخروج من معضمية الشام المجاورة في الثاني من سبتمبر الحالي بعد اتفاق فرضته قوات النظام على المعارضة (أ.ف.ب)

كشف مصدر مطلع وذو صلة بحركة الميليشيات المسلحة في سوريا القادمة من العراق والمدعومة من إيران والتي أصبح لها نفوذ قوي أن «من بين أهم ما يجري التخطيط له هو جلب عوائل عراقية وبالذات من المحافظات الجنوبية ذات الغالبية الشيعية وإسكانها في الكثير من المناطق السورية وخاصة في مناطق داريا ومعضمية الشام والميدان حيث تم بالفعل نقل ما لا يقل عن 300 عائلة عراقية إلى هناك بهدف إجراء تغيير ديموغرافي وذلك بالتنسيق مع مسؤولين في النظام في سوريا».
وأضاف المصدر المطلع والمقيم في العاصمة اللبنانية بيروت لـ«الشرق الأوسط» في لندن عبر الهاتف أن «حركة النجباء التي يتزعمها أكرم الكعبي الذي بات مقربا من إيران وعلى صلة مباشرة بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي هو من يتولى ترتيب هذه الأمور بالاتفاق مع جهات وقادة فصائل هناك حيث تمنح كل عائلة راتبا قدره 2000 دولار وبيتا للسكن». ويضيف المصدر المطلع قائلا إن «الكعبي لديه للقتال في سوريا نحو 5000 مقاتل وهو الفصيل الأكبر عددا من بين الفصائل العراقية المدعومة من إيران يليه في ذلك قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق بنحو 2200 مقاتل لكن تتقدم الطرفين كتائب أبو الفضل العباس بنحو 8000 مقاتل غير أن للكعبي ميزة لا يمتلكها البقية وهي أنه الوحيد الذي يقاتل خارج حدود دمشق مع الأفغان والباكستانيين».
وردا على سؤال بشأن التسلسل الذي يحمله الكعبي وحركته لدى الإيرانيين بالقياس إلى الفصائل والميليشيات الأخرى قال: إن «الكعبي صار الآن هو الرقم واحد وذلك بسبب امتلاكه ميزات منها الصبر والطاعة وتنفيذ الواجبات بدقة ودون تردد بالإضافة إلى إيمانه بشكل مطلق بولاية الفقيه ومجاهرته بذلك وهو ما لم تقم به بنفس الفاعلية كما أنه وهذه ميزة أخرى باتت تبحث عنها طهران هي أنه بات الأهم في سوريا بعد (حزب الله) حيث لديه مقاتلون كثر في مناطق غرب حلب»، مبينا أن «معظم تدريبات مقاتلي الكعبي تجري في إيران بعد انشقاقه عن زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي والذي كان قد انشق هو الآخر عن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عام 2007».
ويعزو المصدر المطلع تنامي دور أكرم الكعبي وحركته «النجباء» على حساب تراجع الاهتمام بالفصائل الأخرى ومنها عصائب أهل الحق إلى كون أن «الكعبي كان قد برز في القتال في سوريا بينما الخزعلي بدأ يطالب بأشياء كثيرة داخل العراق وهو ما لم يرق للإيرانيين»، مستطردا بالقول إن «الآخرين مثل أبو مهدي المهندس فإن إيران باتت تنظر إليه على أنه مغامر ويحب الشهرة والرئاسة و(حزب الله) يعتبر هو الذراع المخابراتية الخفية بينما الكعبي هو المقاتل الذي بات يعول عليه الكثير حتى على صعيد معركة الموصل المقبلة حيث منحته إيران الدور الأكبر فيها وذلك استكمالا لدوره في عملية التغيير الديموغرافي التي ستمتد من مناطق كثيرة في صلاح الدين والموصل وصولا إلى سوريا». ويشير إلى أن «الكعبي أصبح لديه حضور في الكثير من المؤسسات الهامة داخل العراق حاليا مثل المخابرات والأمن الوطني والاستخبارات والشرطة الاتحادية بالإضافة إلى جمارك الجنوب».
وكان رئيس مركز الدراسات بمجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر ولايتي أكد أن إيران لا تقوم بأي دور في العراق «الا بإذن من الحكومة العراقية». وقال ولايتي في حديث صحافي في ختام اجتماع مع أعضاء حركة النجباء إن «أعضاء حركة المقاومة الإسلامية في العراق النجباء هم مجموعة من الشباب العراقي المؤمن المقاوم والمناضل والمتحمس المتواجدين في ساحات القتال». وأضاف ولايتي أن «الحركة مصممة على تحرير الموصل حيث ستشارك في عملية التحرير قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي ولن يسمحوا مطلقا للأميركيين بالقيام بأي دور في عملية تحرير الموصل»، مؤكدا أن «حركة النجباء استفادت من المساعدات التي قدمتها الجمهورية الإسلامية للشعب العراقي ضد الاحتلال الأميركي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».