نجحت شركة «سبايس إكس» للمرة الأولى أمس (الجمعة) في جعل الطابق الأول من صاروخها «فالكون 9» يهبط على منصة عائمة في المحيط الأطلسي.
وقد حدثت عملية هبوط الطبقة البالغ طولها 70 مترا بعد أقل من عشر دقائق على إقلاع الصاروخ من قاعدة «كاب كانافيرال» في فلوريدا. وقد أطلقت المنصة القاذفة أولا مركبة الشحن «دراغون» إلى محطة الفضاء الدولية في سياق أول مهمة شحن تنفذها «سبايس إكس» منذ تسعة أشهر.
وبعد دقيقتين ونصف الدقيقة على انفصال المركبة عن المنصة القاذفة، بدأ الطابق الأول من «فالكون 9» الذي كان على علو أكثر من مائة كيلومتر بالهبوط ليحط على منصة صغيرة في البحر. وكانت الشركة قد حاولت سابقا استعادة هذه الطبقة خمس مرات، لكن دون جدوى.
وهنأ الرئيس الأميركي باراك أوباما «سبايس إكس» على هذا الإنجاز، مغردًا على حسابه في «تويتر»: «تهانينا إلى (سبايس إكس) التي نجحت في جعل صاروخ يهبط في البحر. فبفضل مبدعين مثلكم ومثل الـ(ناسا) تستمر أميركا في الهيمنة على مجال غزو الفضاء».
وأشاد إلون ماسك مدير «سبايس إكس» من جانبه بهذا الإنجاز، قائلا خلال مؤتمر صحافي: «أظن أنها خطوة جيدة للرحلات الفضائية المقبلة من شأنها أن تخفض النفقات».
وهو أوضح أنه «في حال تمت استعادة الطابق وإعادة استخدامه، ستنخفض تكلفة عملية الإطلاق مائة مرة»، مشيرًا إلى أن الطابق سيخضع لتجارب لمعرفة إذا من الممكن استخدامه من جديد.
أما مركبة «دراغون»، فهي وضعت في المدار أمس (الجمعة) من دون أي مشكلة. ومن المفترض أن تلتحم بمحطة الفضاء الدولية (الأحد) القادم لتوفر لها 3.1 طن من المؤن والمواد العلمية وحجرة قابلة للنفخ من تصميم شركة «بيغلو إكسبندبل أكتيفيتي مودول».
وتنقل «دراغون» أيضًا القوت والمياه لأفراد الطاقم الستة في محطة الفضاء الدولية، فضلاً عن معدات ومواد علمية وعشرين فأر تجارب ليستخدمها رواد المحطة في تجاربهم، في ظل انعدام الجاذبية، ومنها أبحاث حول أثر انعدام الجاذبية على الكتلة العضلية وكثافة العظام.
وكانت رحلة أمس (الجمعة) ثالث رحلة تجريها النسخة الجديدة من «فالكون 9» التي صممت بعد حادثة يونيو (حزيران) 2015. فقد سبق للصاروخ أن أطلق قمرين صناعيين في ديسمبر (كانون الأول) ومارس (آذار).
وهي المهمة الثامنة التي تنفذها «سبايس إكس» لشحن المؤن إلى محطة الفضاء الدولية، بموجب عقد أبرمته مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بقيمة 1.6 مليار دولار.