الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على 3 قادة ليبيين يعارضون حكومة الوفاق

بلديات 10 مدن غرب البلاد وحرس المنشآت النفطية أعلنوا تأييدهم لها

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على 3 قادة ليبيين يعارضون حكومة الوفاق
TT

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على 3 قادة ليبيين يعارضون حكومة الوفاق

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على 3 قادة ليبيين يعارضون حكومة الوفاق

قالت الصحيفة الرسمية للاتحاد الأوروبي إن ثلاثة زعماء سياسيين ليبيين يعارضون حكومة الوحدة التي تدعمها الأمم المتحدة أصبحوا، اعتبارًا من اليوم (الجمعة) تحت طائلة عقوبات الاتحاد الأوروبي الاقتصادية.
وخوفًا من عرقلة مساعي السلام، أبدت حكومات الاتحاد الأوروبي ترددًا لشهور، قبل أن تتفق في مارس (آذار) على فرض إجراءات عقابية.
وتم الاتفاق على القرارات بتجميد أصول رسميًا، أمس (الخميس)، وبدأ تطبيقه اليوم بعد يومين من وصول حكومة الوحدة إلى طرابلس على متن سفينة، متحدية محاولة منعها من دخول المدينة.
والرجال الثلاثة الذين تشملهم العقوبات، هم نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام في طرابلس، وهو واحد من برلمانين متنافسين، وخليفة الغويل رئيس وزراء حكومة طرابلس، وعقيلة صالح رئيس البرلمان المعترف به دوليًا.
وقالت الصحيفة الرسمية للاتحاد الأوروبي إن الرجال الثلاثة لعبوا دورًا محوريًا في عرقلة تشكيل حكومة وحدة في ليبيا.
وفي سياق متصل، حظيت حكومة الوفاق الوطني الليبية بدعم داخلي مهم، مع إعلان بلديات عشر مدن ساحلية غربًا تأييدها لها، أملاً في أن تتمكن هذه الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي من إنهاء النزاع المسلح والفوضى الأمنية وإيقاف التدهور الاقتصادي.
ويشكل خروج المدن الممتدة من طرابلس وحتى الحدود التونسية عن سلطة الحكومة غير المعترف بها دوليًا في العاصمة، ضربة لهذه السلطة التي تفقد بذلك السيطرة على الجزء الأكبر من الغرب الليبي، في وقت بدأت طرابلس تشهد فيه تحركات مدنية مناهضة لها.
ورغم أن رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج وستة أعضاء آخرين لم يغادروا قاعدة طرابلس البحرية منذ وصولهم إليها، أول من أمس (الأربعاء)، فإنهم نجحوا في يومين من اللقاءات مع شخصيات سياسية ومالية في إطلاق عملهم بشكل رسمي، متجنبين الاصطدام المباشر مع السلطة الحاكمة.
وتحظى حكومة الوفاق بدعم مجموعة مسلحة رئيسية في المدينة يطلق عليها اسم «النواصي»، وهي تتبع وزارة الداخلية في الحكومة غير المعترف بها، وتتمتع بقدرة تسليحية عالية. ويشير هذا الدعم إلى انقسام في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في طرابلس.
ويَعِد السراج وحكومته الليبيين بتوحيد البلاد بعد أكثر من عام ونصف العام من المعارك التي قُتل فيها الآلاف، وببناء جيش وطني يضع حدًا لنفوذ الجماعات المسلحة، وبإصلاح الوضع الاقتصادي، حيث تشهد البلاد أزمة مالية خانقة مع نقص السيولة في المصارف.
وفي بيان مشترك، دعا رؤساء وممثلو البلديات العشر عقب اجتماع في صبراتة (70 كيلومترًا غرب طرابلس)، مساء أمس، الليبيين إلى «الوقوف صفًا واحدًا لدعم حكومة الوفاق الوطني».
وقال هؤلاء في البيان الذي نُشِر على الصفحة الرسمية لبلدية صبراتة في موقع «فيسبوك» إن بلديات مدنهم الواقعة بين طرابلس والحدود التونسية غربًا تدعم وصول «حكومة التوافق إلى العاصمة طرابلس».
ودعوا الحكومة إلى العمل على «السعي لإنهاء الصراعات المسلحة، وبشكل عاجل، بكامل التراب الليبي»، وعلى إصلاح الوضع الاقتصادي.
والمدن الليبية العشر التي خضعت لأكثر من عام ونصف العام لسلطة طرابلس وتحالف «فجر ليبيا» المسلح هي زلطن، ورقدالين، والجميل، وزوارة، والعجيلات، وصبراتة، وصرمان، والزاوية الغرب، والزاوية، والزاوية الجنوب.
كذلك حصلت حكومة الوفاق على تأييد من جهاز حرس المنشآت النفطية، وهو فصيل مسلح غير رسمي يسيطر على المنشآت النفطية في شرق البلاد، التي أُغلِق بعضها وسط نزاعات سياسية.
وقال علي الحاسي الناطق باسم حرس المنشآت النفطية في وقت متأخر، أمس، إن «الجهاز مستعد لإعادة فتح الموانئ النفطية في الزويتينة والسدر وراس لانوف»، لكنه لم يذكر موعدًا. وأصيب ميناءا السدر وراس لانوف بأضرار في هجمات متكررة شنها متشددو تنظيم داعش.
وقبيل ذلك، تظاهر نحو 300 شخص في ساحة الشهداء في طرابلس تأييدًا لحكومة الوفاق، في أول تأييد علني بالعاصمة الليبية لهذه الحكومة منذ إعلان تشكيلها.
وهتف المتجمعون، وهم رجال ونساء وأطفال: «ارحل ارحل يا الغويل» (في إشارة إلى خليفة الغويل رئيس حكومة طرابلس)، و«الشعب يريد حكومة الوفاق»، ورفعوا أعلامًا بيضاء وأعلامًا ليبية.
وقال أحد المتظاهرين سليم العويل لوكالة الصحافة الفرنسية: «نريد دولة مؤسسات اليوم قبل الغد، سئمنا الفوضى في كل شيء».
وانتشر عناصر من الشرطة التابعة لسلطات طرابلس حول الساحة.
وتحمي الشرطة عادة كل يوم جمعة المظاهرات التي تخرج لمعارضة حكومة الوفاق والتي تجمع دوريًا مئات المتظاهرين.
وتشهد طرابلس صباح اليوم حالة من الهدوء، في حين لم تُسمَع في الليل أصوات اشتباكات أو عمليات إطلاق نار أو قذائف.
وولدت حكومة الوفاق الوطني بموجب اتفاق سلام موقع في ديسمبر (كانون الأول) برعاية الأمم المتحدة.
وينص الاتفاق على أن عمل حكومة الوفاق يبدأ مع نيلها ثقة البرلمان المعترف به، لكن المجلس الرئاسي أعلن في 12 مارس انطلاق أعمالها، استنادًا إلى بيان تأييد وقّع عليه مائة نائب من أصل 198، بعد فشلها في حيازة الثقة تحت قبة البرلمان.
وتطعن حكومة طرابلس بشرعية حكومة الوفاق الوطني، وكذلك الحكومة الموازية في شرق ليبيا والمدعومة من البرلمان المعترف به.
ودفع المجتمع الدولي في اتجاه تشكيل هذه الحكومة، ووعد بدعمها ماليًا وعسكريًا، وعلّق عليها آمالاً للوقوف في وجه تمدد تنظيم داعش المتطرف في ليبيا، والعمل على مكافحة الهجرة غير الشرعية بين السواحل الليبية والأوروبية.
وأكد الرئيسان الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند، أمس (الخميس)، في واشنطن، ضرورة دعم الحكومة الليبية الجديدة لمنع تنظيم داعش من جعل ليبيا «قاعدة جديدة له في المستقبل».
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت في مقابلة مع صحيفة «ويست فرانس» المحلية، نُشرِت اليوم (الجمعة)، أن على المجتمع الدولي الوقوف على أتمّ الاستعداد لمساعدة حكومة الوفاق الوطني الجديدة في ليبيا، في حال طلبت ذلك، بما في ذلك المساعدة العسكرية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.