تدريبات إسرائيلية في الجولان على حرب مفاجئة

تدريبات إسرائيلية في الجولان على حرب مفاجئة
TT

تدريبات إسرائيلية في الجولان على حرب مفاجئة

تدريبات إسرائيلية في الجولان على حرب مفاجئة

شهدت هضبة الجولان السوري المحتلة، منذ صباح أمس (الأحد)، تدريبات مفاجئة لقوات الجيش الإسرائيلي من جميع الأسلحة، تم خلالها استدعاء قوة كبيرة ضمت الألوف من الجنود والضباط من جيش الاحتياط؛ وذلك بهدف معلن هو «فحص جهوزية الجيش في الجولان لخوض معارك فورية ومفاجئة على الجبهة السورية والقدرة على الانتقال من وضع التدريب إلى وضع قتالي بشكل فوري».
وقد تحول الجولان إلى «ساحة حرب» خلال هذه التدريبات، فشوهدت حشود من الجنود منتشرة في منطقة واسعة وحراك واسع للآليات العسكرية البرية وعشرات الطائرات المروحية والمقاتلة. وسُمع دوي انفجارات طيلة النهار. وهُرعت الفرق الحربية من قواعد الجيش المنتشرة في الجليل والجولان. وشوهدت حركة نشطة في البحر الأبيض المتوسط، قبالة الشواطئ الإسرائيلية واللبنانية. وأعلن الجيش أن هذه التدريبات المفاجئة، ستستمر أياماً عدة، ولم يحدد موعد انتهائها بعد.
وترافق مع هذه التدريبات، تصريح لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، خلال جلسة الحكومة العادية حول ما اعتبره «الخطر الإيراني الداهم في سوريا» وتهديداته بأن «إسرائيل تواصل عملها بحزم ضد التموضع الإيراني و(حزب الله)». في حين أعلن وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، أن «إسرائيل حسمت قرارها بألا تسمح بأي شكل من الأشكال لوجود عسكري لإيران أو ميليشياتها في سوريا. وقال: «كل ما يعنينا هو جلاء تام بكل ما تعنيه كلمة جلاء من معنى، وليس فقط لإيران، بل أيضاً لميليشيات (حزب الله) اللبناني وغيرها. ونحن ندير محادثات مع المجتمع الدولي، بما في ذلك مع روسيا والولايات المتحدة، وبات موقفنا واضحاً للجميع. وعندما تستنفذ الوسائل السياسية ونحظى بالتأييد الدولي اللازم، لهذا الغرض، نكون قد حققنا هدفنا ونعمل على إجلائهم بالقوة». وادعى ليبرمان أن هناك بضع مئات من الإيرانيين ونشطاء «حزب الله» الذين يعملون كمستشارين ضمن القوات السورية وينتشرون في الجنوب السوري. وحتى هؤلاء سيغادرون.
وتأتي هذه التدريبات، بعد يومين فقط من تدريبات واسعة لسلاح الجو الإسرائيلي تحاكي وقوع حرب على أكثر من جبهة في آن واحد، وبالتزامن أيضاً أجرى سلاح البحرية تدريبات على سيناريوهات تبحثها الأجهزة الأمنية، وبموجبها ستعمل إيران أو «حزب الله» على ضرب آبار الغاز ومنشآت حساسة عبر البحر. وكشف الناطق بلسان الجيش عن أن تدريبات الجولان تشمل أيضاً نشاطاً لسلاح الجو على مساحات بعيدة وراء الحدود. وفيها يجربون إمكانية استدعاء كمية كبيرة من جنود الاحتياط بشكل فوري و«مجابهة خطر تسلل مسلحين من سوريا ووقوع هجمات ضد أهداف إسرائيلية على الحدود».
ومع أن الجيش حاول استبعاد خطر نشوب حرب، وأكد أن هذه التدريبات المفاجئة مخططة منذ زمن طويل، لكن بشكل غير معلن، وأنها جزء من مخطط تدريبات طويل لسنة 2018، إلا أن خبراء عسكريين وأمنيين، حذروا من تبعاتها وقالوا: إنها تخلق أجواء حربية غير ضرورية. وأشاروا بالبنان إلى نتنياهو، كمن يثير زوبعة حربية للتغطية على إعلان الشرطة أنها ستستأنف في القريب تحقيقاتها معه بشبهة الفساد.



حملات تعسف تغلق أسواقاً وتهدم منازل في صنعاء

جرافة حوثية تهدم منزلاً في صنعاء (فيسبوك)
جرافة حوثية تهدم منزلاً في صنعاء (فيسبوك)
TT

حملات تعسف تغلق أسواقاً وتهدم منازل في صنعاء

جرافة حوثية تهدم منزلاً في صنعاء (فيسبوك)
جرافة حوثية تهدم منزلاً في صنعاء (فيسبوك)

نفذّت الجماعة الحوثية حملات تعسف؛ استهدفت بالإغلاق والهدم أسواقاً ومتاجر ومنازل شعبية في العاصمة المختطفة صنعاء، وذلك ضمن عملية ممنهجة، تهدف إلى فرض مزيد من الإتاوات تحت مسميات غير قانونية.

وأكدت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن حملات التعدي التي أطلقتها الجماعة، عبر ما يُسمى فرع هيئة الزكاة ومكتب الأشغال العامة، أغلقت سوق «الربوعي» الشهيرة، الكائنة في شارع الزمر بالمدينة التاريخية، وطردت التجار والباعة والمتسوقين، كما هدمت منازل شعبية ومتاجر في شارع العشرين بمنطقة ذهبان، التابعة لمديرية بني الحارث.

الانقلابيون الحوثيون يهدمون منازل يمنيين في صنعاء (فيسبوك)

وجاء إغلاق الجماعة الحوثية للسوق التجارية على أثر خلاف بين ما يُسمى فرع هيئة الزكاة ومالك السوق حول إتاوات مالية، كما أصدرت رئيسة ما يُسمى محكمة الأموال العامة، الخاضعة للجماعة في صنعاء سوسن محمد علي الحوثي، أوامر بإغلاق السوق نهائياً، وطرد من فيها، بعد عجز مالكها عن سداد الإتاوات.

ولفتت المصادر إلى أن مسلحي الجماعة باشروا، عقب إغلاقهم السوق، باعتقال مالكها، ويُدعى محمد الربوعي، وإيداعه السجن، لإجباره على دفع ما عليه من إتاوات مقابل الإفراج عنه.

وردّاً على ذلك، أطلق تجار -متضررون من الاستهداف الحوثي- نداءات استغاثة لوقف التعسف الذي طالهم، إذ يتهمون الجماعة بالسعي للاستحواذ غير القانوني على السوق.

انتهاك مستمر

على صعيد ما يتعرض له سكان مديرية بني الحارث في صنعاء، استقدمت الجماعة 3 جرافات وشاحنة نقل مدعومة بعربات أمنية ومسلحين، وهدمت 4 منازل، وتسويتها بالأرض، و8 محلات تجارية، وأزالت سوراً يتبع مبنى سكنياً بطول 300 متر.

واشتكى مُلاك منازل ومحلات تجارية طالهم التعسف الحوثي، وذكروا لـ«الشرق الأوسط»، أن الجماعة تشنّ حملات تستهدف مصادر عيشهم تحت مبررات غير قانونية. لافتين إلى مواصلة الجماعة عبر حملتها هدم وإزالة محلات تجارية ومنازل شعبية أخرى بالمنطقة نفسها.

اتهامات للحوثيين بتصعيد الانتهاكات ضد اليمنيين (فيسبوك)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن الاستهداف لأملاك السكان في صنعاء هو لإزالة البناء العشوائي، ومن أجل الحفاظ على ما يسمونه المخطط العام لشارع العشرين في بني الحارث والشوارع الأخرى المحاذية له.

وسبق لجماعة الحوثي أن أطلقت في أواخر أبريل (نيسان) الماضي، حملة لهدم منازل ومصادرة أراضٍ في ريف صنعاء، بالتزامن مع شنّ حملة أخرى مماثلة لابتزاز صغار التجار وبائعي الأرصفة في عدة أسواق.

وأسفرت الحملة، آنذاك، عن هدم 43 منزلاً وتسويتها بالأرض، وجرف أساسات مبانٍ أخرى في طور البناء، إضافة إلى مصادرة مساحات واسعة من الأراضي، وتجريف أخرى مع أسوارها في منطقتي صرف وسعوان بمديرية بني حشيش، وفي منطقة قرمان بمديرية بني مطر، ومنطقة العرة بمديرية همدان.

وكان تقرير صادر عما يُسمى مكتب الأشغال، الخاضع للجماعة الحوثية في ريف صنعاء، قد اعترف بجباية ما يعادل نحو 150 ألف دولار، من سكان مديريات ريف صنعاء، تحت مسميات متنوعة.