ضريبة السكر على المشروبات الغازية تبدأ في بريطانيا

من المتوقع أن يؤثر ارتفاع سعر المشروبات الغازية الناتج من فرض الضريبة على نسبة الاستهلاك
من المتوقع أن يؤثر ارتفاع سعر المشروبات الغازية الناتج من فرض الضريبة على نسبة الاستهلاك
TT

ضريبة السكر على المشروبات الغازية تبدأ في بريطانيا

من المتوقع أن يؤثر ارتفاع سعر المشروبات الغازية الناتج من فرض الضريبة على نسبة الاستهلاك
من المتوقع أن يؤثر ارتفاع سعر المشروبات الغازية الناتج من فرض الضريبة على نسبة الاستهلاك

بدأ، أمس، في بريطانيا، تطبيق ضريبة السكر على المشروبات الغازية وسط ترحيب العاملين بالمجال الصحي والناشطين ضد السمنة. وبموجب الضريبة سيتحمل منتجو المشروبات الغازية، التي تحتوي على أكثر من 5 غرامات من السكر لكل 100 مليليتر، الضريبة بمعدل 18 بنساً على الليتر، أو 24 بنساً على الليتر إذا زادت نسبة السكر عن 8 في المائة لكل 100 مليليتر.
وتوقع الحكومة والعاملون بمجال الصحة أن يؤثر ارتفاع سعر المشروبات الغازية الناتج من فرض الضريبة، على نسبة الاستهلاك، وبالتالي يؤدي لانخفاض معدل السمنة.

وتعد «كوكا كولا» و«بيبسي» من الشركات التي تضم مشروباتها نسبة عالية من السكر. وترجع الشركتان ذلك لتفضيل المستهلكين، وبالتالي سترتفع أسعار مشروباتها تبعاً للضريبة، حيث سيرتفع سعر علبة «الكوكاكولا»، التي تحتوي مقدار سبع ملاعق صغيرة من السكر، بنسبة 8 في المائة، بالإضافة لضريبة المبيعات.
ولكن الضريبة أثبت فاعلية قبل تطبيقها، إذ ذكرت محطة «آي تي في» أن أكثر من 50 في المائة من المصنعين قد غيروا وصفات مشروباتهم لتخفيض نسبة السكر، وذلك استناداً لأرقام أعلنتها وزارة الخزانة البريطانية الشهر الماضي.
ويتوقع مكتب الميزانية البريطانية، وهو جهاز مكلف بمراقبة الإحصاءات الرسمية، أن تحصل الضريبة الجديدة 240 مليون جنيه إسترليني في 2018 - 2019، وهو نصف المبلغ الذي توقعته وزارة الخزانة عندما أعلنت عن الضريبة منذ عامين. ويعود ذلك في جزء كبير إلى أن الشركات المصنعة للمشروبات الغازية قد بادرت بتخفيض نسب السكر فيها تحسباً لتطبيق الضريبة. وأعلنت سلاسل متاجر كبرى تصنع المشروبات المحلاة أنها قامت بالفعل بالتخفيض في المشروبات التي تحمل علاماتها، وتوقعت أن يؤدي ذلك لإنقاص أكثر من 9 مليارات من السعرات الحرارية من النظام الغذائي لزبائنها. وأعلنت تلك المتاجر أنها ستعرض المشروبات الغازية التي لن تغير نسب السكر فيها بأسعار أعلى حسباً للضريبة، وبعبوات أصغر. يذكر أن شركتي «بيبسي كولا» و«كوكا كولا» أعلنتا أنهما لن تقوما بتخفيض الوصفة الخاصة بهما، وأن معدلات السكر في مشروباتهما هي محل تفضيل من المستهلكين. وكانت متحدثة من شركة «كوكا كولا» قد صرحت لـ«آي تي في» قائلة: «(كوكا كولا كلاسيك) من العلامات التجارية القليلة التي ستخضع لتطبيق الضريبة الجديدة، حيث إننا قررنا ألا نغير الوصفة الخاصة بنا. يطلب منها المستهلكون عدم تغييرها، ونعتقد من جانبنا أن من حقهم اختيار مشروب (كوكا كولا كلاسيك) إذا كان ذلك ما يريدون. وإذا أردوا (كوكا كولا) من دون سكر، فلدينا (كوكا كولا دايت) و(كوكاكولا زيرو)، وهي لن تقع تحت الضريبة».
ولكن «كوكا كولا» قررت تغيير قرارها بشأن نسبة السكر، حيث أعلنت منذ يومين خفض نسبة السكر في اثنين من مشروباتها في بريطانيا.
غير أن المتحدثة باسم «كوكا كولا ألمانيا» قالت رداً على استفسار لوكالة الأنباء الألمانية بهذا الشأن، إن هذه الخطوة ليس لها علاقة بضريبة السكر التي فرضتها بريطانيا.
وأضافت المتحدثة أن الشركة «قررت قبل سنوات كثيرة من الإعلان عن الضريبة، خفض نسبة السكر في مشروباتها».
وذكرت مصادر إعلامية في ألمانيا، في وقت سابق، أن «كوكا كولا» ستخفض نسبة السكر في مشروب «فانتا» من 9.‏6 إلى 6.‏4 جرام في كل 100 مليمتر، ومن 6.‏6 إلى 3.‏3 جرام بالنسبة لمشروب «سبرايت». ولم تذكر هذه المصادر وقت بدء سريان هذا التخفيض.
وأشارت المتحدثة باسم «كوكا كولا» إلى أن الشركة تعهدت هي وشركات أخرى بخفض نسبة السكر في مشروباتها الغازية داخل الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2020، بمعدل 10 في المائة، وستخفض نسبة السكر في مشروب «سبرايت» في ألمانيا بواقع 50 في المائة هذا العام، حسبما أعلنت المتحدثة، مشيرة إلى أن نسبة السكر الحالية في مشروب «سبرايت» تبلغ 1.‏9 جرام في كل 100 مليمتر.
وأضافت المتحدثة، أن هناك خيارات أخرى من دون السكر لمشروب «سبرايت» ومشروبات غازية أخرى.
من جانبها قالت رابطة «المشروبات الغازية البريطانية» إنه لا يوجد دليل على أن فرض ضريبة من هذا النوع سيكون له أثر على نسبة السمنة. وقالت إن نسبة السكر في المشروبات المحلاة تتناقص عاماً بعد عام منذ 2013، ولكن نائب رئيس إحدى المؤسسات الخيرية المعنية بالغذاء (ساستين) قال مدافعاً: «ناصرنا فرض ضريبة على المشروبات المحلاة في المقام الأول لمصلحة صحة الأطفال، وبالفعل نشاهد تفاعلاً سريعاً من صناعة المشروبات الغازية التي بدأت بتغيير نسب المكونات. وإن كانت الضريبة طريقة واحدة للتعامل مع المشكلة، فإننا نأمل أن الأسعار المرتفعة للمشروبات وزيادة الوعي سيؤدي لاستهلاك أقل من المنتجات المحلاة».
- باحثون: فرض الضرائب وسيلة لمحاربة الأمراض المزمنة
كان باحثون من أكثر من دولة قد أشادوا في 5 دراسات لهم بأن فرض ضرائب إضافية على المشروبات الغازية والكحول والتبغ يمكن أن يكون وسيلة ناجعة ضد تزايد الأمراض المزمنة والأمراض غير السارية.
ونشرت نتائج الدراسات الخمس، الأربعاء الماضي، في مجلة «ذي لانسيت» البريطانية. وأجمع أصحاب هذه الدراسات الخمس على أن السكتات الدماغية وأمراض القلب والسكر وأمراض التنفس المزمنة والسرطان، سببها في كثير من الأحيان التغذية غير الصحية وإدمان مواد مخدرة.
وتبين للباحثين بعد تحليل أكثر من 300 دراسة دولية، أن الأسعار الأعلى يمكن أن تخفض الطلب على المنتجات غير الصحية، خصوصاً لدى مجموعات السكان ذات الدخل المنخفض، وهي نفسها المجموعات التي تطالها الأمراض العضال أكثر من غيرها، وما يرتبط بهذه الأمراض من آثار مالية.
وقالت راشيل نوجنت من منظمة «RTI» الدولية وغير الحكومية ورئيسة برنامج «ذي لانسيت» للأمراض غير السارية (التي لا تنتقل للغير): «الأمراض غير السارية سبب رئيسي، وفي الوقت ذاته نتيجة رئيسية للفقر على مستوى العالم».
وشددت نوجنت على أنه من الضروري استثمار العائدات الإضافية للضرائب في مكافحة الفقر، وقالت: «الحقائق العلمية تثبت أن المخاوف من أن فرض ضرائب أعلى على التبغ والكحول والمشروبات الغازية تضر الفقراء هي مخاوف مبالغ فيها».
كما أكد باحثو برنامج «ذي لانسيت» على أن الضرائب الاستثنائية يمكن أن تساهم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
ورأت منظمة «فود ووتش» لحماية المستهلك أن الشكل المتردد الذي تفرض به الحكومات ضرائب استثنائية على المنتجات غير الصحية، يعود لتأثير مجموعات الضغط في القطاع الصناعي.
واتهمت المنظمة المعنية بسلامة الغذاء، شركة «كوكا كولا»، يوم الأربعاء، في تقرير من 100 صفحة، بالتهوين بشأن مخاطر مشروباتها المحتوية على السكر، وبالمشاركة في المسؤولية عن تزايد البدانة والسكري.
وسارعت الشركة الأميركية العملاقة إلى رد هذه الاتهامات، قائلة إنها تستثمر الكثير من أموالها في الترويج لمشروباتها، سواء التي تحتوي على سكر، أو التي لا تحتوي.
وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الأمراض السارية هي أكثر أسباب الوفاة على مستوى العالم. وتعزو المنظمة 86 في المائة من حالات الوفاة في أوروبا إلى هذه الأمراض.
وحسب تقديرات جامعة هامبورج، فإن البدانة والتبغ وتعاطي الكحول يكبد القطاع الصحي في ألمانيا نحو 180 مليار يورو سنوياً.


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.