نجوم التلفزيون يختارون الهواء لتقديم استقالتهم... وأحدثهم بولا يعقوبيان

ظاهرة يعود تاريخها إلى زمن الأبيض والأسود

بولا يعقوبيان أحدث الإعلاميين الذين تقدموا باستقالتهم عبر الشاشة التي يعملون فيها - مي شدياق قدمت استقالتها عبر شاشة «إل بي سي آي» بشكل مفاجئ - رولا بقسماتي انهمرت دموعها على الهواء مباشرة أثناء تقديمها استقالتها من تلفزيون «المستقبل»
بولا يعقوبيان أحدث الإعلاميين الذين تقدموا باستقالتهم عبر الشاشة التي يعملون فيها - مي شدياق قدمت استقالتها عبر شاشة «إل بي سي آي» بشكل مفاجئ - رولا بقسماتي انهمرت دموعها على الهواء مباشرة أثناء تقديمها استقالتها من تلفزيون «المستقبل»
TT

نجوم التلفزيون يختارون الهواء لتقديم استقالتهم... وأحدثهم بولا يعقوبيان

بولا يعقوبيان أحدث الإعلاميين الذين تقدموا باستقالتهم عبر الشاشة التي يعملون فيها - مي شدياق قدمت استقالتها عبر شاشة «إل بي سي آي» بشكل مفاجئ - رولا بقسماتي انهمرت دموعها على الهواء مباشرة أثناء تقديمها استقالتها من تلفزيون «المستقبل»
بولا يعقوبيان أحدث الإعلاميين الذين تقدموا باستقالتهم عبر الشاشة التي يعملون فيها - مي شدياق قدمت استقالتها عبر شاشة «إل بي سي آي» بشكل مفاجئ - رولا بقسماتي انهمرت دموعها على الهواء مباشرة أثناء تقديمها استقالتها من تلفزيون «المستقبل»

ما زالت ظاهرة تقديم نجوم الإعلام التلفزيوني استقالتهم من المحطة التي يعملون فيها، وعلى هوائها مباشرة، لها وقعها المؤثر على المشاهد منذ أيام الأبيض والأسود حتى اليوم.
وأحدث هذه الاستقالات تلك التي قدمتها المذيعة بولا يعقوبيان منذ يومين على الهواء مباشرة، إثر انتهائها من تقديم برنامجها الحواري الأسبوعي «إنترفيوز»، حيث ألقت كلمة مختصرة وصفت فيها قرارها بالصعب، لا سيما أنّها تغادر مكاناً هو بمثابة بيتها الثاني، وناسه كأهلها تماماً. واعترفت بأنّ هذا القرار سبق أن فكرت فيه أكثر من مرة، وأنّها كانت تعود عنه في كل مرة يطالبها فيها الرئيس سعد الحريري (صاحب قناة المستقبل) بالعدول عنه. وأنهت بولا كلمتها تشكر العاملين معها في هذه المحطة، طالبة من المشاهدين الذين كانوا أوفياء لها على مدى 10 سنوات متتالية ألا يحزنوا على قرارها هذا، على أمل اللقاء القريب.
الإعلامية اللبنانية حسمت أمرها بالنسبة لموضوع الانتخابات النيابية المقبلة، بحيث ستترشح عن مقعد الأرمن في بيروت ضمن كتلة المجتمع المدني، وقد تنتقل إلى محطة «الجديد» لتقديم برنامج حواري بعنوان «بولاتيكس»، تستضيف فيه شخصيات معروفة مرشحة لخوض الانتخابات النيابية، فتتحدث عن برنامجها المستقبلي الذي تبني عليه معركتها السياسية.
وسبق استقالة بولا يعقوبيان من تلفزيون «المستقبل» لائحة أسماء طويلة من نجوم الإعلام المرئي، الذين اختاروا تقديم استقالاتهم مباشرة عبر هواء المحطات العاملين فيها، منذ أيام الأبيض والأسود حتى اليوم. وعلى الرغم من اختلاف الأسباب التي دعت كلاً من هؤلاء لاتخاذ قرارهم هذا، والإعلان عنه بهذا الأسلوب، فإن الأمر كان في النهاية يشكل طريقة وداع لائقة لمشاهديهم يقومون بها من باب واجبهم المهني.
وحسب أنطوان كسابيان، أحد أشهر صانعي المذيعات والمذيعين في العالم العربي، فإنّ هذه الظاهرة تعدّ نتيجة طبيعية وحتمية لتلك العلاقة الوثيقة التي تربط بين المذيع ومشاهديه، وقد قال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «عندما تتم هذه الاستقالة في الإطار المهني المحترف كالذي قامت به بولا يعقوبيان، فإنه لا عيب فيه، كون المشاهد له حق على المذيع الذي كان يستضيفه يومياً أو أسبوعياً عبر شاشته الصغيرة في المنزل، ليطلع منه على قراره هذا. ولكن ما لا أستسيغه هو تلك الاستقالات التي يرمي بها بعض المذيعين أمام مرؤوسيهم بشكل مفاجئ على الهواء من دون أن يعطوهم ولا حتى فكرة عن الأسباب التي دفعتهم للقيام بها، وكذلك فإنّ اتباع بعض نجوم التلفزيون نشر مشكلاتهم مع المحطة التي يعملون بها في أثناء تقديمهم استقالتهم لهو أمر غير مرغوب به، ويتجاوز أصول التهذيب واللياقة العامة».
وعمّا إذا كانت هذه اللحظات بالنسبة للمذيع تشبه بمعانيها الفكرية والروحية تلك التي يتمناها الفنان خاتمة له على خشبة المسرح، يوضح أنطوان كسابيان: «لا أعتقد ذلك، فهي تشكل فعلاً وداعياً طبيعياً لنجم تلفزيوني محبوب من قبل مشاهديه لأنه يكن المودة لهم ويحترمهم، خصوصاً أنهم شكلوا العمود الفقري لنجاحه واستمراريته».
وبالعودة إلى لائحة أسماء نجوم التلفزيون الذين اختاروا شاشة أماكن عملهم لتقديم استقالتهم من على هوائها مباشرة، نستذكر مذيع الأخبار كميل منسي في تلفزيون لبنان الذي تقدم باستقالته مباشرة على الهواء أواخر الستينات لأسباب سياسية. ومن الجيل المخضرم، نذكر المذيعات يولا سليمان التي تقدمت باستقالتها في عام 2003، في نهاية تلاوتها لنشرة أخبار 26 يونيو (حزيران) من العام المذكور، على شاشة «إل بي سي آي»، وكذلك الأمر بالنسبة لمي شدياق التي فاجأت مدير المحطة المذكورة آنفاً بيار الضاهر بقرار استقالتها على الهواء مباشرة في عام 2009 (بعيد تعرضها لمحاولة اغتيال بسيارة مفخخة في عام 2005)، وذلك بسبب محاربتها من قلب البيت كما ذكرت يومها. وعندما اتصل بها الضاهر مستفسراً عن أسماء الأشخاص الذين يحاربونها، رفضت إجابته واكتفت بالتمسك بقرارها.
أمّا مذيعة نشرة الأخبار دوللي غانم، فجاء وداعها في عام 2011 لمشاهدي شاشة «إل بي سي آي» التي عملت فيها لنحو 26 عاماً جزئياً، إذ أعلنت يومها عبر البرنامج السياسي الصباحي «نهاركم سعيد»، الذي كانت تشارك في تقديمه، أنّها لن تطل عليهم في نشرات الأخبار بعد اليوم، وأنّ إطلالاتها ستقتصر فقط على البرنامج المذكور.
وبالنسبة للمذيعة رلى بقسماتي، فقد انهمرت بالبكاء إثر إعلانها استقالتها على الهواء مباشرة، متوجهة إلى مشاهديها بأنّ 4 أغسطس (آب) من عام 2017 سيكون اليوم الأخير لها كمذيعة على شاشة تلفزيون «المستقبل»، وجاء ذلك في أثناء تقديمها برنامج «عالم الصباح».
ولا تقتصر هذه الظاهرة على المذيعين اللبنانيين، بل تطال أيضاً عدداً كبيراً من المذيعين العرب، أمثال المصري جمال الشاعر، والأردني نجم الدين الطوالبة، والسودانية توسل تاي الله، والتونسية زينة الخميري، والعراقية غالية الطيبي، الذين كانت الشاشة الصغيرة بمثابة منصة رسمية لإعلان قرارات مصيرية تتعلق بمهنتهم، على الرغم من اختلاف الأسباب التي دفعتهم للقيام بها.


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم الصحافي الأميركي غيرشكوفيتش بالعمل لحساب الـ«سي آي إيه»

العالم مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إيفان غيرشكوفيتش في صورة غير مؤرخة (رويترز)

روسيا تتهم الصحافي الأميركي غيرشكوفيتش بالعمل لحساب الـ«سي آي إيه»

سيُحاكم الصحافي الأميركي، إيفان غيرشكوفيتش، بتهمة «التجسس» أمام محكمة في مدينة إيكاتيرينبورغ بمنطقة الأورال، على ما قال المدعون الروس، الخميس.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
يوميات الشرق لميس الحديدي خلال برنامج «البودكاست» (فيسبوك)

تفاعل واسع مع حديث لميس الحديدي عن إصابتها بالسرطان

حظي حديث الإعلامية المصرية لميس الحديدي حول تعرضها للإصابة بمرض السرطان قبل 10 سنوات بتفاعل واسع.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق روبرت مردوخ وإيلينا جوكوفا خلال الزفاف في كاليفورنيا (أ.ب)

في الـ93 من عمره... قطب الإعلام روبرت مردوخ يتزوج للمرة الخامسة

تزوج قطب الإعلام روبرت مردوخ (93 عاماً) من عالمة الأحياء البحرية المتقاعدة إيلينا جوكوفا في كاليفورنيا وهو الزواج الخامس لمردوخ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
إعلام جانب من برنامج حديث مع صبا (الشرق الأوسط)

صبا عودة لـ «الشرق الأوسط» : الإعلام عند مفترق طرق

تأمل الإعلامية المخضرمة صبا عودة، مذيعة قناة «الشرق بلومبرغ»، لاستكشاف ورواية قصص لأشخاص فاعلين حول العالم،

مساعد الزياني (الرياض)
إعلام تجدد المخاوف على «خصوصية» المستخدمين من الذكاء الاصطناعي

تجدد المخاوف على «خصوصية» المستخدمين من الذكاء الاصطناعي

تجددت المخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على «خصوصية» بيانات المستخدمين، مع اعتراف شركة «ميتا» باستغلال صور المستخدمين المنشورة

فتحية الدخاخني (القاهرة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.