الكرملين لم ينف الاتفاق مع واشنطن لإبعاد ميليشيات إيران من جنوب سوريا

TT

الكرملين لم ينف الاتفاق مع واشنطن لإبعاد ميليشيات إيران من جنوب سوريا

دعا ديمتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الكرملين، إلى الانطلاق في تفسير فقرات البيان الرئاسي الروسي - الأميركي المشترك حول سوريا، من نص البيان نفسه.
واضطر بيسكوف للتعليق مجدداً أمس على البيان الذي توافق عليه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب، على هامش مشاركتهما في قمة «منتدى آسيا - المحيط الهادئ» يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في فيتنام. وأثارت جدلا بصورة خاصة الفقرة من البيان التي تتحدث عن إبعاد «القوات الأجنبية» عن منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سوريا؛ أي منطقة الحدود السورية مع الأردن وإسرائيل.
وفي تعليقه أمس، بطلب من الصحافيين، على الأنباء التي تقول إن البيان ينص على أن الجانب الروسي سيعمل على إبعاد القوى الموالية لإيران على مسافة محددة عن تلك المنطقة، لم ينف بيسكوف كما لم يؤكد صحة تلك الأنباء، واكتفى بالدعوة لقراءة نص البيان نفسه، وأشار إلى أن «البيان لا يتضمن مثل تلك التفاصيل»، وأضاف: «قبل كل شيء فيما يخص ما تم الاتفاق عليه (في البيان بين الجانبين الأميركي والروسي) أقترح الاعتماد على نص البيان. وبالنسبة للمسائل الأخرى ذات الطابع التقني، فلا يمكنني أن أقول أي شيء».
ويدور الجدل بصورة رئيسية حول الفقرة من البيان التي تتحدث عن توقيع كل من الأردن وروسيا والولايات المتحدة مذكرة في عمّان حول منطقة خفض التصعيد جنوب - غرب سوريا، في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. ويقول البيان بهذا الخصوص إن «المذكرة تعزز نجاح المبادرة لوقف إطلاق النار، بما في ذلك تقليص الوجود، وفي نهاية المطاف إبعاد القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من المنطقة، من أجل ضمان سلام دائم». وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن «المذكرة تعكس تمسك روسيا والولايات المتحدة والأردن باستبعاد وجود أي قوات غير سورية (أجنبية) في المنطقة». وأضاف، وفق ما نقلت عنه «ريا نوفوستي» أن «هذا يشمل القوات الإيرانية والميليشيات المدعومة من إيران، مثل (حزب الله) اللبناني، وكذلك (الجهاديين) الأجانب في صفوف (جبهة النصرة) وغيرها من مجموعات متطرفة في المنطقة». وأكد أن «روسيا وافقت في الفقرة الأخيرة على العمل مع النظام السوري لإبعاد الميليشيات المدعومة من إيران عن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وعن الحدود مع الأردن، وهضبة الجولان».
وفي تعليقه على تلك التصريحات، قال بيسكوف، أول من أمس، الأحد، إن «البيان لا يتطلب التعليق، لأن النص موجود، ويمكن قراءته، وأي تأويلات مزدوجة في غير محلها»، دون أن يوافق بوضوح أو يرفض التأويل الذي قدمه الجانب الأميركي.
وتبدي تل أبيب اهتماما بتطورات الوضع في المنطقة الجنوبية في سوريا، من منطلق مصالحها الأمنية. وتدرك موسكو وواشنطن هذا الأمر جيدا، لذلك حرصتا على التشاور مع إسرائيل أثناء التحضير لتوقيع الاتفاق الأميركي - الروسي حول إقامة منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سوريا. ولم تعلن الحكومة الإسرائيلية موقفا واضحا من البيان الرئاسي الروسي - الأميركي المشترك حول سوريا، إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قال في حديث، أمس، أمام نواب «الكنيست» من حزب الليكود: «أبلغت الولايات المتحدة وروسيا أن إسرائيل ستتصرف في سوريا انطلاقا من مصالح أمنها الذاتي». وقال إسرائيل كاتس، وزير الاستخبارات الإسرائيلي، في تصريحات أمس لـ«أسوشييتد برس» إن إسرائيل ليست طرفا في الاتفاقات الأميركية - الروسية حول سوريا، «لكنها ستدافع عن مصالحها». ووصف البيان الرئاسي المشترك بأنه تطور إيجابي في التسوية السورية. غير أن كسينيا سفيتلوفا، عضو «الكنيست»، انتقدت الاتفاقات التي يتضمنها البيان الروسي – الأميركي، وقالت: «لا يكفي أن يقتصر الأمر على البيانات بأنه سيتم إبعاد إيران والميليشيات الموالية لها عدة كيلومترات عن الحدود (السورية) مع إسرائيل»، وعدّت أن «هذا قليل»، وتساءلت: «من الذي سيراقب التزام إيران بالاتفاق؟».
وكان البيان الرئاسي الروسي - الأميركي المشترك، واحدا من جملة موضوعات تناولها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في تصريحات قبل توجهه إلى موسكو أمس، ودعا موسكو وواشنطن إلى سحب قواتهما من سوريا، وقال: «إذا كان الحل العسكري لا يمثل مخرجاً من الأزمة السورية، فيجب على أولئك الذين يقولون هذا الكلام أن يسحبوا قواتهم من سوريا». وكان بوتين وترمب أكدا في مستهل بيانهما المشترك أنه «لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.