طارق الشناوي
ناقد سينمائي، وكاتب صحافي، وأستاذ مادة النقد بكلية الإعلام في جامعة القاهرة. أصدر نحو 30 كتاباً في السينما والغناء، ورأس وشارك في لجان تحكيم العديد من المهرجانات السينمائية الدولية. حصل على العديد من التكريمات، وقدم أكثر من برنامج في الفضائيات.

«وحش الكون» يواجه «ملبن مصر»

في السبعينات انتقد الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين سياسة الانفتاح الاقتصادي التي أقرها الرئيس أنور السادات، ووصفها قائلاً: انفتاح «السداح مداح».

تلوين {مدرسة المشاغبين} لا يعني تزييفها!

سوف يلتقي الجمهور العربي مع أول أيام عيد الفطر على مائدة مسرحية «مدرسة المشاغبين»، التي صارت طقساً مرتبطاً ببهجة هذا اليوم، مثل الحلوى وملابس العيد الجديدة. هذه المرة سنرى المسرحية ملونة على قناة (إم بي سي). منذ إعلان الخبر، وهناك ترقب ما، وتخوف ما. هل تقديم عمل ملون رقمياً من تراثنا الفني القديم يعني اعتداءً على التاريخ، أم حفظاً له؟

فطاطري «النجوم»

هل تتذكرون ماذا يفعل الفطاطري بقطعة العجين الصغيرة؟ يشكلها على مائدته طبقاً لرغبات الزبون، قليل من الدقيق، من الممكن أن تشغل مساحة لا تتجاوز بضعة سنتيمترات، لو أنه مثلاً قرر أن يصنع منها قطعة (بيتزا) صغيرة، بينما نفس الكمية لو كان بصدد فطيرة ستجدها وقد اتسع قطرها إلى دائرة مترامية الأطراف، سمكها محدود جداً، ولكنها تشغل حيزاً كبيراً. هل تجدون أن هناك توافقاً ما بين الفطيرة وعدد غير قليل ما شاهدناه ولا نزال من المسلسلات وفي قول آخر عفواً (المهلهلات) المعروضة أمامنا، خاصة مع بداية النصف الثاني من رمضان؟

على حافة مزاد الأرقام

نعيش الآن موسم الأرقام، أكثر من فنان يعلن عن رقم يصفه بأنه لا يحتمل التشكيك، يصعد به عادة إلى منصة التتويج باعتبار مسلسله الأكثر مشاهدة، ودوره الأكثر إبداعاً. مسألة التوثيق في ظل كل الاختراقات التي نتابعها، ليست أبداً سهلة المنال، قبل بضعة أسابيع، ألقى أحدهم بقنبلة في وجه كل من اعترض على المسلسل الذي كان محل استهجان كبير.

سر اللمسة الساحرة!

يقولون الفن يكمن في التفاصيل، وأيضاً الشيطان، وأضيف أن (الكاريزما) هي بالضبط تلك اللمحات الدقيقة جداً العصية على التحليل، التي نطلق عليها تفاصيل. المطرب عبد الحليم حافظ، سبقه للحياة وللغناء شقيقه الذي يكبره بعشر سنوات إسماعيل شبانة، وكان عبد الحليم في البداية يحمل اسم شبانة قبل أن يمنحه الإذاعي حافظ عبد الوهاب اسمه. وأتصور أن عبد الحليم كانت لديه حساسية من هذا اللقب، وهكذا جاء اسم الشهرة (حافظ) ليضع الأمور في نصابها، فلا يَحدث خلط بين الشقيقين إسماعيل وعبد الحليم. هل كانت بينهما مشاعر غيرة مكبوتة؟

الغرفة رقم 49

الحكاية بدأت كحة خفيفة، قالت لي صديقتي المخرجة ونحن في اجتماع تابع لإحدى لجان وزارة الثقافة: (كحتك مش عاجباني)، تجاهلت المعنى تماماً الذي تشير إليه، إلا أنها أضافت: (أنا تعافيت قبل أربعة أشهر من كورونا، وبقولك كحتك صعبة)، قلت مع نفسي، هو أنا مثلاً الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي كان دائم (النحنحة) فبل الغناء لأنه يتوجس خيفة من احتمال غياب صوته، هي ترى أن كحتي صارت نشازاً. أول خط دفاع غالباً هو الإنكار، وهو أسوأ اختيار من الممكن أن يؤدى إلى نتائج وخيمة جداً، أمضيت يومين مستنداً إلى بقاء حاستي الشم والتذوق في عز قوتهما، وهو ثاني قرار كارثي، الفيروس قد تسلل وبدأ رحلة الغزو، طلب أحد الأطباء الأصدقا

«ريا وسكينة»... وأشياء أخرى

في دنيا المظاليم كُثر من أصحاب المواهب لم يحققوا ما يستحقون، إلا أن الإبداع لا يموت، سيكتشف كل من أمسك يوماً بوهج النور أن النور ينتظره في اللحظة المواتية. التقيت مطلع الثمانينات موسيقاراً كبيراً وهو أيضاً فنان تشكيلي، من بين قلة قدمت إضافات خاصة على المستوى الإيقاعي النغمي في موسيقانا الشرقية، إنه الموسيقار الكبير أحمد صدقي. الحكاية أنه في عام 1953 وفي أثناء إعداد فيلم «ريا وسكينة» بطولة نجمة إبراهيم وزوزو حمدي الحكيم وأنور وجدي، رشّحه المخرج صلاح أبو سيف، لوضع الموسيقى والأغاني، وأشهرها «يا ختي عليها - يا ختي عليها» لحظة الفوطة المبلولة على الفم ثم طقوس نزع الأساور الذهبية من النساء قبل التخ

هند صبري كشفت قصورنا

لا أدري ولا أستطيع حتى أن أجد أي مبرر لكل هذا الهجوم الضاري الذي تعرضت له مؤخراً هند صبري لمجرد أنها شاركت في حفل عالمي لنقل «مومياوات» من المتحف المصري إلى متحف الحضارة.. حدث تاريخي شارك فيه العالم، كل إنسان هو ابن لكل الحضارات الإنسانية. البعض مع الأسف لعب على ورقة جنسية هند صبري، تونسية أباً عن جد، وكلنا نفخر بذلك، وبرغم عشقها لمصر وجنسيتها المصرية بحكم الزواج والإنجاب وقبل ذلك رصيدها الفني المحسوب بقوة للفن المصري فإنها تونسية أباً عن جد. ما هي المشكلة إذن؟

نظرية «الفأر الذكي»

تكرر اسم فئران الاختبار، والعلماء يبحثون عن مصل واقٍ لـ(كورونا)، ولا بأس من أن نستعيره من المعمل أو بالأحرى نتقمص شخصيته، قرأت قبل أيام على صفحات (الشرق الأوسط) أنهم اكتشفوا أن فأر المنازل بحكم العشرة مع الإنسان، اكتسب قدراً من الذكاء - مشيها ذكاء - في التعامل مع كل متغيرات الحياة لتجنب شراسة البشر، كل شيء لدى الفأر يمارسه بتأنٍ، فهو لا يكتفي مثلاً بالصمت التام حتى يخرج من مكمنه، ولكنه، يبدأ بحركة خفيفة يعقبها صمت تام، وبعد عدة اختبارات بين الحركة والصمت، يمارس حياته الطبيعية، موقناً أن لا أحد يترصده، مطبقاً سياسة (الخطوة خطوة). هل تسلل يوماً فأراً إلى منزلك، وأحضرت له عشرات من أنواع السموم، و

شاكوش بين حب راغب وسخرية شاكر!

في مطلع الألفية الثالثة، كان البسطاء من سكان العشوائيات، يسرقون الفرحة من قبضة الأحزان، انتصروا على الحياة الضنينة بصناعة البهجة بما هو متاح، وهكذا اختاروا رتماً راقصاً ونغمة سريعة الترديد، لتصبح هي عنوانهم ونشيدهم. الزمن كان شحيحاً في أفراحه كريماً في أتراحه، إلا أنهم تعودوا ألا يستسلموا لمشاعر الإحباط، مهما بلغت قسوتها. لم يكن هذا الأمر جديداً أو استثنائياً.