بريت ستيفنز
خدمة «نيويورك تايمز»

لماذا ستخفق حركة الوعي الاجتماعي؟

في الكثير من جوانبه، يبدو التاريخ الأميركي قصة طويلة من الاحتجاجات الكبرى. وبصورة عامة، تأتي هذه الاحتجاجات في نوعين. هناك حركات احتجاجية تعتقد، حتى في حالة المعارضة الشرسة، أن النظام الأميركي يتحرك في نهاية المطاف نحو الوفاء بوعوده الداخلية، أي تلك المتعلقة بالمساواة، والحقوق التي لا يمكن المساس بها، والسعي وراء السعادة، والتعددية وتحقيق اتحاد أكثر كمالاً. هذا ما كان يدور في ذهن فريدريك دوغلاس.

هل ينجو الليبراليون من الحياة التقدمية؟

منذ نحو 30 عاماً، أخذ بيل كلينتون استراحة من الحملة الانتخابية للإشراف على إعدام النزيل المحكوم عليه بالإعدام ريكي راي ريكتور المدان بقتل ضابط شرطة. من الناحية الأخلاقية، ربما كان إجراءً بغيضاً أن يُحكم على معاق عقلي بالإعدام طلب الاحتفاظ بآخر شطيرة تناول قضمة منها في إفطار صبيحة يوم إعدامه لاستكمال تناولها «بعد عودته». أما من الناحية السياسية، فكان إعدامه ضرورياً. فبحلول أوائل التسعينات من القرن الماضي، أمضى اليسار الأميركي جيلاً كاملاً في الحياة ضمن صورة ناعمة للجريمة في عصر تزايد فيه انعدام القانون.

حول موقف أميركا المتداعي عالمياً

وصف جون كيربي، السكرتير الصحافي للبنتاغون، هجوماً بطائرة من دون طيار استهدف مؤخراً موقعاً عسكرياً أميركياً في سوريا يساعد في تدريب الحلفاء المحليين لمحاربة «داعش» بـ«الهجوم المتعمد المعقد والمنسق»، وأنه قد تم تنفيذه بواسطة خمس طائرات إيرانية من دون طيار، أطلقها وكلاء إيرانيون وتم تنفيذه بمساعدة ومباركة إيران. سنرى ما إذا كان هناك أي نوع من الرد الأميركي، إذ لا تزال إدارة بايدن يائسة من إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات لتوقيع اتفاق نووي من شأنه أن يوفر مليارات الدولارات من التمويل الذي يمكن أن تستخدمه طهران لشن المزيد من مثل هذه الهجمات. وقد أفاد ديفيد سانجر المحرر بصحيفة «تايمز» الاثنين الماضي

الأخبار السيئة للإدارة الأميركية

كتب المؤرخ ويل ديورانت عن البابليين يقول «ولدت الحضارة رواقية وتموت أبقورية». لكن حضارتنا ولدت متفائلة ومستنيرة، على الأقل بمعايير العصر. والآن يبدو الأمر كما لو أنه يتلاشى وسط شيخوخة جنون العظمة. كان من المفترض أن يكون جو بايدن رجل الساعة: رجل ذو حضور هادئ، ينضح باللياقة والاعتدال والثقة. وكمرشح، قدم الرجل نفسه كرئيس انتقالي، وكشخصية أبوية في قالب جورج بوش الذي يعيد الكرامة والحصافة للبيت البيضاوي بعد الكذب والفوضى التي شهدناها من قبل.

ما الذي ينبغي أن يحافظ عليه المحافظون؟

ألقى فيديادر نيبول عام 1990 محاضرة شهيرة عن «حضارتنا العالمية الأممية»، وكان ذلك بعد سقوط جدار برلين، وصعود الديمقراطية الليبرالية، وأراد فيديادر نيبول تأمل ما تعنيه الحضارة العالمية الأممية، التي كان يقصد بها الغرب، لشخص مثله، ابن هندوسي من ترينيداد خلال الحقبة الاستعمارية نجح في الصعود والانتقال من «الهامش إلى المركز». كان نيبول يهدف إلى أن تكون محاضرته احتفاء بالغرب، لكنه شعر بتيار خفي من الاضطراب والانزعاج، وجده في رواية «ذا فورينر» (الأجنبي) لناهد رشلين عام 1978.

مناخ من اليقين التام

في المرحلة الأخيرة من السباق الرئاسي في العام الماضي، ظنت هيلاري كلينتون وفريقها أنهم إن لم يكونوا على حق بنسبة مائة في المائة، فإنهم أقرب ما يكونون من هذه النسبة. كانوا محقين في الأسس الموضوعية، وواثقين بالأساليب المتبعة، ومتأكدين من فرصهم المتاحة، وعندما أشار السيد بيل كلينتون على مستشاري زوجته أنهم، باعتبار «البريكست» البريطاني، ربما يقللون من تأثير المد الشعبوي، رد عليه رئيس الحملة الانتخابية للسيدة كلينتون برد مفحم وقاس، إذ قال إن البيانات التي لدينا تتعارض مع الحكايات التي تشغل بالك. إننا نعيش في عالم تنتقل فيه السلطة من خلال البيانات، ولكن السلطة تميل إلى النزوع إلى اليقين، واليقين يولد