نجحت الضغوط الدولية على قوات النظام السوري بتعزيز صمود الهدنة في محافظة درعا في جنوب سوريا التي بقيت صامدة، منذ شهر على إقرارها، رغم خروق «طفيفة»، أدت إلى مقتل شخص واحد خلال شهر، في أول حصيلة من نوعها منذ بدء الأزمة السورية.
وقال مصدر سوري معارض في الجنوب لـ«الشرق الأوسط» إن الهدنة في جنوب سوريا «لم تصمد لولا الضغوط الدولية»، لافتاً إلى أن القوات الروسية «يبدو أنها ألزمت النظام بإيقاف أعماله العسكرية، ونجحت إلى حد بعيد في ذلك»، لافتاً إلى أن قوات المعارضة السورية في المقابل «مضطرة للالتزام بالهدنة كون اتفاق وقف التصعيد عكس ارتياحاً في صفوف المدنيين الذين يعانون منذ ست سنوات من القصف المتواصل». وأشار إلى أن قوات المعارضة «ألزمت الفصائل الإسلامية التي كانت تخوض المعارك ضد النظام قبل إقرار الهدنة، بالتهدئة».
وللمرة الأولى منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، يوثق ناشطو محافظة درعا قتيلاً واحداً فقط خلال شهر عقب الإعلان عن هدنة 9 يوليو (تموز) الفائت، بعد أن كان متوسط أعداد القتلى نتيجة قصف قوات النظام وحلفائه خلال الأشهر الماضية يتراوح بين 100 و300 قتيل شهرياً، بحسب ما أفاد موقع «كلنا شركاء»، لافتاً إلى أن الهدنة التي دخلت شهرها الثاني، كان لها انعكاس واضح على المنطقة، ولا سيما في انخفاض عدد القتلى بشكل كبير، عقب انخفاض مستوى العنف من قبل قوات النظام وحلفائه.
ولم تمنع الهدنة تسجيل خروق، لكنها لن تدفعها باتجاه الانهيار. وأشار الموقع السوري المعارض إلى أن عدد الخروقات خلال الشهر الأول من الهدنة تجاوز 130 خرقاً من قبل قوات النظام، كان منها أكثر من 80 خرقاً بالأسلحة الثقيلة، لكنها لم تسفر عن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين، لافتاً إلى أن المحافظة «باتت تعيش في حالة من الهدوء، كونه منذ الإعلان عن الهدنة لم يسجل أي استهدف جوي للمناطق المحررة».
وتعمل الشرطة العسكرية الروسية منذ إقرار الهدنة على ضمان الأمن وتسهيل إيصال المساعدات للسكان، ومواد البناء لإعادة إعمار ما دمرته الحرب. وتتمركز وحدة من الشرطة العسكرية الروسية في دير اليخت، شمال غربي درعا، في الخط الفاصل أو ما يعرف بخط ترسيم حدود مناطق خفض التوتر، لضمان الأمن وتأمين الطريق، بين دير اليخت ومنطقة كفر شمس التي يسيطر عليها المسلحون.
وذكرت قناة «روسيا اليوم» إن حركة تنقل المدنيين عبر نقاط المراقبة بين دير اليخت ومنطقة كفر شمس تشهد ازديادا مطردا، وقد تم تسجيل عبور أكثر من 1500 شخص يوميا في الاتجاهين.
وتعتبر هدنة درعا، من أكثر الهدن صموداً من ضمن مناطق خفض التصعيد المعلنة في البلاد منذ الشهر الماضي. وفي مقابل الهدوء النسبي في درعا، رفضت الفصائل العاملة في ريف حمص الشمالي عند اجتماعها مع الروس اتفاق هدنة ريف حمص الشمالي الموقع في القاهرة، كما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في وقت استأنف فيه النظام القصف على المنطقة.
وأفاد «المرصد» أمس بأن قوات النظام قصفت مناطق في قريتي عيون حسين والسعن الأسود، بريف حمص الشمالي. وفي المقابل، سقطت عدة قذائف هاون على مناطق في قرية عين الدنانير بريف حمص، والخاضعة لسيطرة قوات النظام.
وفي ريف دمشق، أنهت قوات النظام الهدوء السائد في غوطة دمشق الشرقية منذ ما بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، عبر بدء القصف على أطراف غوطة دمشق الشرقية ومناطق أخرى في شرق العاصمة. واستهدفت قوات النظام أطراف عين ترما، وأطراف حي جوبر، بنحو 40 صاروخا يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، بالتزامن مع قصفها بأكثر من 20 قذيفة صاروخية ومدفعية. ووثق ناشطون قصف قوات النظام مناطق في مدينة دوما ومدينة حمورية، وسقبا وكفربطنا ومنطقة في مزارع الأشعري.
ويحمل ناشطون في ريف دمشق تنظيم «جبهة النصرة» مسؤولية الخروقات، كون الهدنة لا تشمله، كما يلقون بالمسؤولية على فصيل «فيلق الرحمن» الذي لم يوقع على اتفاق التهدئة.
وخرج نحو 1500 شخص أمس في مظاهرة بمنطقة عربين الواقعة في غوطة دمشق الشرقية، طالب خلالها المتظاهرون بخروج «النصرة» من منطقة عربين، وبخروجها بشكل كامل من غوطة دمشق الشرقية.
«هدنة الجنوب» صامدة... وقصف على غوطة دمشق وشمال حمص
«هدنة الجنوب» صامدة... وقصف على غوطة دمشق وشمال حمص
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة