تحرك مرتقب للمقيمين العقاريين لإعادة التوازن للسوق السعودية

غياب التقييم العادل ساهم في تضخم الأسعار خلال سنوات قليلة

محمد الدحيم - تعمل السعودية بشكل جاد على إنهاء ملف أزمة الإسكان من خلال حزمة من البرامج والحلول
محمد الدحيم - تعمل السعودية بشكل جاد على إنهاء ملف أزمة الإسكان من خلال حزمة من البرامج والحلول
TT

تحرك مرتقب للمقيمين العقاريين لإعادة التوازن للسوق السعودية

محمد الدحيم - تعمل السعودية بشكل جاد على إنهاء ملف أزمة الإسكان من خلال حزمة من البرامج والحلول
محمد الدحيم - تعمل السعودية بشكل جاد على إنهاء ملف أزمة الإسكان من خلال حزمة من البرامج والحلول

بات المقيمون العقاريون في السوق السعودية على أعتاب تحقيق أدوار فعلية لإعادة التوازن للسوق المحلية، يأتي ذلك بعد أن مرت سوق العقارات في البلاد بموجة سريعة من تضخم الأسعار، بلغ مداها نحو 500 في المائة، خلال 10 سنوات فقط، وهو الأمر الذي ولّد أزمة ملحوظة في قطاع الإسكان.
وتعمل السعودية بشكل جاد على إنهاء ملف أزمة الإسكان من خلال حزمة من البرامج والحلول، فيما يأمل العاملون في القطاع العقاري، بأن تكون لهم إسهامات بارزة في معالجة ملف الإسكان، والدخول في شراكات عملية ومثمرة مع وزارة الإسكان في البلاد.
وفي هذا الشأن، أكد المهندس محمد الدحيم، المستشار في الشؤون العقارية والمالية، أن أزمة الإسكان في السعودية، ليست وليدة اللحظة، وقال إن «تضخم أسعار الأراضي خلال السنوات العشر الماضية بشكل كبير جداً، ساهم في بلوغ مستويات لا يمكن للمطور العقاري أن يتعامل معها اليوم، لأن طالبي السكن لا يمكن أن يقبلوا بها ويتحملوها».
ولفت المهندس الدحيم إلى أن السعودية أدركت أهمية التقييم في تنمية الاقتصاد، حيث جاء إنشاء الهيئة السعودية للمقيمين المعتمدين نظرا للحاجة الملحة للارتقاء بمهنة التقييم في المملكة، يأتي ذلك في الوقت الذي تُعرف فيه عملية التقييم بأنها عملية تحديد القيمة العادلة للعقارات، أو المنشآت الاقتصادية، أو المعدات والممتلكات على اختلاف أنواعها، لغرض محدد.
وشدد المهندس الدحيم خلال حديثة، على أن ملف التقييم ما زال بحاجة ماسة إلى المتخصصين، الذين يدركون صعوبة هذه المهنة، مبيناً أن عدم وجود مظلة منظمة لقطاع التقييم، ساهم في بلوغ أسعار العقارات مستويات غير مسبوقة، مما وضع الباحثين عن السكن أمام عقبة قوية تحول دون شراء المساكن وتملّكها.
وقال المهندس الدحيم: «كما أن صناديق الاستثمار العقارية (صناديق الريت) أصبحت اليوم واجهة جديدة للاستثمار، ومن هنا تزداد أهمية أن تستند هذه الصناديق على مقيمين عقاريين مهنيين يستطيعون ربط الأسعار الحالية، بالمتغيرات الاقتصادية التي تحيط بالقطاع العقاري، وهي المتغيرات التي تلعب بلا شك دوراً في ربحية هذه الصناديق مستقبلاً».
وتأتي هذه التطورات الجديدة، في الوقت الذي أكد فيه وزير الإسكان السعودي ماجد الحقيل أن هيئة تقييم العقار ستلعب دوراً كبيراً في دعم القطاع، عبر الحلول التمويلية المطروحة، مشدداً على أهمية أن تكون هنالك «عدالة في التقييم العقاري».
وأضاف الحقيل خلال حديث له في وقت سابق أن «إقامة مؤتمر (واقع ومستقبل مهنة التقييم العقاري) في المملكة الذي تنظمه الهيئة السعودية للمقيمين المعتمدين، يتيح لنا مناقشة مجموعة من المحاور التي تُعنى بهذا القطاع المهم، خصوصاً أنه مؤثر في جميع القطاعات، ومنها الصناعات المالية والاستثمارية، والمنتجات العقارية، وأيضاً المجتمع».
وتابع الحقيل: «الكل يترقب نظام الرهن العقاري، وتفعيله وآلياته، ومن دون التقييم العقاري لن يكون لهذا النظام أي فاعلية»، مضيفا: «لا شك أن التقييم سيساعد على جذب الاستثمارات داخلياً وخارجياً، خصوصاً مع توجه الدولة لتوفير البيئة القانونية والمناخ الاستثماري الذي يحفظ الحقوق لكل الأطراف».
وأشار وزير الإسكان إلى أن «نجاح هيئة التقييم سيساعد في الحد من الممارسات الفردية الخاطئة التي شهدناها في السوق السعودية، وتأثر كثيراً بها القطاع العقاري، وعدد كبير من الصناعات»، لافتاً إلى أن نجاح هيئة التقييم سيكون من خلال عمل محترف يساعد في كسب الثقة للقطاع العقاري، ويساعد في تأسيس قاعدة بيانات حول أسعار الماضي والتضخم، بهدف التخطيط المستقبلي.
وقال الحقيل: «نعمل في وزارة الإسكان مع الهيئات المختلفة لتحقيق الآمال الوطنية، والهيئة السعودية للمقيمين المعتمدين تعد من الجهات التي نجد منها تعاوناً فاعلاً، خصوصاً في برنامج الرسوم على الأراضي البيضاء»، مشيراً إلى أن هيئة التقييم تمثل شريكاً استراتيجياً مهماً لوزارته.
بينما قال وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، في وقت سابق: «عانت صناعة العقار في السعودية من الحوكمة والإدارة بمفهومها الحديث، إلا أن المملكة اليوم تقوم بتنظيم هذه الصناعة، بداية بتأسيس وزارة الإسكان».



الأسواق الآسيوية ترتفع بفضل بيانات التضخم الأميركية وتوقعات خفض الفائدة

متعاملون بالقرب من شاشات تعرض مؤشر أسعار أسهم «كوسبي» في غرفة تداول العملات بسيول (أ.ب)
متعاملون بالقرب من شاشات تعرض مؤشر أسعار أسهم «كوسبي» في غرفة تداول العملات بسيول (أ.ب)
TT

الأسواق الآسيوية ترتفع بفضل بيانات التضخم الأميركية وتوقعات خفض الفائدة

متعاملون بالقرب من شاشات تعرض مؤشر أسعار أسهم «كوسبي» في غرفة تداول العملات بسيول (أ.ب)
متعاملون بالقرب من شاشات تعرض مؤشر أسعار أسهم «كوسبي» في غرفة تداول العملات بسيول (أ.ب)

شهدت الأسهم الآسيوية ارتفاعاً يوم الخميس، مستفيدة من صعود أسهم التكنولوجيا في «وول ستريت» خلال الليل بعد قراءة غير متوقعة لمؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، مما عزّز التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة من قِبل الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المقبل.

وتجاوز مؤشر «نيكي» الياباني مستوى 40 ألف نقطة للمرة الأولى منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، مدعوماً بمكاسب أسهم قطاع الرقائق. كما استفاد المؤشر الذي تهيمن عليه أسهم المصدرين من ضعف الين؛ حيث قلّص المتعاملون رهاناتهم على رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان في اجتماعه المقبل.

بدوره، ارتفع الدولار الأسترالي بفضل بيانات توظيف قوية فاجأت الأسواق، متعافياً من ضعفه يوم الأربعاء بعد تقرير لـ«رويترز» يفيد بأن الصين قد تدرس السماح لليوان بالانخفاض أكثر العام المقبل. وتعد الصين الشريك التجاري الأول لأستراليا، وغالباً ما يتم استخدام الدولار الأسترالي بديلاً سائلاً لليوان.

في الوقت ذاته، استقر اليوان فوق أدنى مستوى في أسبوع، بعد أن أبقى البنك المركزي الصيني نقطة المنتصف الرسمية للعملة ثابتة.

أداء الأسواق

ارتفع مؤشر «نيكي» الذي يعتمد على التكنولوجيا بنسبة 1.6 في المائة اعتباراً من الساعة 06:11 (بتوقيت غرينتش)، بينما تقدم مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 1.1 في المائة.

وفي كوريا الجنوبية، ارتفع مؤشر «كوسبي» بنسبة 1.8 في المائة، في حين ارتفع مؤشر «تايوان» القياسي بنسبة 0.6 في المائة.

وفي هونغ كونغ، قفز مؤشر «هانغ سنغ» بنسبة 1.8 في المائة، وارتفعت الأسهم القيادية في البر الرئيسي بنسبة 1 في المائة.

وفي الولايات المتحدة، ارتفع مؤشر «ناسداك» الذي يركز على التكنولوجيا بنسبة 1.8 في المائة ليغلق فوق مستوى 20 ألف نقطة للمرة الأولى، في حين ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.8 في المائة.

أمّا على صعيد الأسواق الأوروبية، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ستوكس 50» بنسبة 0.1 في المائة.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة 0.3 في المائة الشهر الماضي، وهو أكبر مكسب منذ أبريل (نيسان)، لكن المحللين قالوا إن الزيادة كانت متماشية مع توقعات الاقتصاديين في استطلاع أجرته «رويترز» وليست كافية لتقويض فرص خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وقال كريس ويستون، رئيس الأبحاث في «بيبرستون»: «قراءة التضخم أشعلت شرارة في أسواق الأسهم الأميركية»، مضيفاً أن السوق شهدت إزالة ما بدا أنه آخر العقبات المتبقية أمام المعنويات، مما مهّد الطريق لانتعاش موسمي حتى نهاية العام.

ويرى المتداولون حالياً احتمالات بنسبة 97 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في الاجتماع المقبل لبنك الاحتياطي الفيدرالي في 18 ديسمبر (كانون الأول).

واستقر الدولار الأميركي بالقرب من أعلى مستوى له في أسبوعين، مدعوماً بارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية، بعدما أظهرت البيانات اتساع العجز في الموازنة الأميركية، مما دفع المتداولين إلى توخي الحذر بشأن الديون.

وارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.2890 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ 27 نوفمبر (تشرين الثاني). وعكس الدولار خسائره المبكرة ليرتفع 0.2 في المائة إلى 152.755 ين، بعد أن ذكرت «رويترز» أن صناع السياسات في بنك اليابان يميلون إلى تأجيل رفع أسعار الفائدة في 19 ديسمبر وانتظار المزيد من البيانات بشأن الأجور في أوائل العام المقبل.

وارتفع اليورو والفرنك السويسري أيضاً قبل تخفيضات متوقعة تصل إلى نصف نقطة مئوية من البنك المركزي الأوروبي والبنك الوطني السويسري في وقت لاحق من اليوم.

الذهب والنفط

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها في أكثر من شهر، لتسجل 2725.79 دولار للأوقية (الأونصة) للمرة الأولى منذ السادس من نوفمبر، قبل أن تتراجع قليلاً إلى 2711.24 دولار.

أما أسعار النفط الخام، فقد واصلت ارتفاعها هذا الأسبوع وسط تهديدات بفرض عقوبات إضافية على إنتاج النفط الروسي. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 27 سنتاً إلى 73.79 دولار للبرميل، في حين تم تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 70.45 دولار للبرميل، بارتفاع 16 سنتاً.