«تامبور هورايزن» ساعة تجمع التقنية بالوجه الحسن

«لويس فويتون» تدخل عالم الساعات الذكية من باب السفر

بعلبة قطرها 42 ملم مقارنة بـ46 في الساعات الأخرى تكون أصغر ساعة ذكية لحد الآن - تتميز بوجه أنيق يتعدى عملها الوظيفي في قراءة الوقت
بعلبة قطرها 42 ملم مقارنة بـ46 في الساعات الأخرى تكون أصغر ساعة ذكية لحد الآن - تتميز بوجه أنيق يتعدى عملها الوظيفي في قراءة الوقت
TT

«تامبور هورايزن» ساعة تجمع التقنية بالوجه الحسن

بعلبة قطرها 42 ملم مقارنة بـ46 في الساعات الأخرى تكون أصغر ساعة ذكية لحد الآن - تتميز بوجه أنيق يتعدى عملها الوظيفي في قراءة الوقت
بعلبة قطرها 42 ملم مقارنة بـ46 في الساعات الأخرى تكون أصغر ساعة ذكية لحد الآن - تتميز بوجه أنيق يتعدى عملها الوظيفي في قراءة الوقت

فصل جديد كتبته دار «لويس فويتون» مؤخرا بدخولها عالم الساعات الذكية. فعندما اقتحمت مجال الساعات الفاخرة أول مرة منذ 15 عاما كان حلمها أن تنافس كبريات بيوت الساعات والمجوهرات بحركات ميكانيكية وتوربيونات وغيرها. ونظرا لقوة الدار في مجال المنتجات المترفة، كان كل شيء متوقعا منها سوى أن تدخل عالم الساعات الذكية. لكن 15 عاما طويلة في عالم الموضة عدا أن الكثير من الأمور تغيرت وغيرت معها صناعة الترف ككل، الأمر الذي دفع الكثير من البيوت العالمية إلى دخول العالم الرقمي والإنترنت وغيرها. «لويس فويتون» بدورها كانت أمام خيارين، إما أن تبقى في دور المتابع السلبي أو أن تدخل المجال وتساهم فيه. واختارت المسار الثاني، لتنضم إلى «هيرميس» التي تعاونت مع «آبل» ودار «مايكل كورس» التي تعاونت مع «فوسيل» على سبيل المثال لا الحصر. من جهتها تعاونت «لويس فويتون» مع كل من «غوغل» و«كوالكوم تكنولوجي»، بينما تم تصنيع الإطار في سويسرا.
لكن خلافا لغيرها من بيوت الأزياء التي سبقتها، ورغم جرأة خطوتها ظلت وفية لتيمة السفر التي تأسست عليها. فعندما يُذكر اسم «لويس فويتون» أول ما يتبادر إلى الذهن صناديق وحقائب السفر التي تتفنن فيها الدار منذ 1854، العام الذي ولدت فيه الدار وأطلق فيه السيد لويس فويتون ما أصبح يعرف بمفهوم السفر الراقي.
نظرة واحدة للساعة تشير إلى أنها ليست وجها حسنا فحسب، بل تحمل كل المعايير والمواصفات التي تجعل منها رفيقا مثاليا و«خدوما» في السفر إن صح القول. فهي نفسها وُلدت في باريس قبل أن تُرسل إلى سويسرا حيث صُنعت بمواد تم تطويرها في كاليفورنيا لتوجد وتؤدي مهمتها في كل أنحاء العالم بما في ذلك الصين. كل هذا يُمني عُشاق الدار الفرنسية بأن ساعتها قادرة على تغيير «وجه» المنتجات التكنولوجية، التي كانت إلى حد قريب تركز على العملية الوظيفية على حساب الأناقة والجمال. فالعنصر الجمالي أمر غير قابل للتفاوض بالنسبة لدار دخلت عالم الأزياء منذ عقود قليلة وحققت فيها نجاحات كبيرة إلى حد أنها أصبحت تنافس من سبقوها بقرون. فالساعة تأتي إما من الصلب المصقول أو المطفي أو من الأسود.
لا يضاهي حُسن وجهها سوى مواصفاتها التكنولوجية التي تناسب شخصا دائم الترحال والتنقل ليس من بلد إلى آخر بل من قارة إلى أخرى. فهي تتضمن مثلا وظائف مثل «ماي فلايت» My Flight وهو أول تطبيق تتضمنه ساعة ذكية لحد الآن، يُمكن صاحبها من متابعة مسار أي رحلة طيران تحسبا لحدوث أي تأخيرات بالإضافة إلى التعرف على التغييرات التي تطرأ على البوابات وفترات الانتظار وما إلى غير ذلك من معلومات.
التطبيق الثاني عبارة عن دليل سياحي لمدن اختارتها الدار City Guide، كما يدل اسمه، يعرض هذا التطبيق توصيات لأفضل العناوين في سبع عواصم عالمية، سواء كانت مطعما أو مقهى أو متجرا في الجوار فضلا عن أقرب وأهم المتاحف والمآثر وغيرها من مراكز الجذب والترفيه. هذه الخدمة أشرفت الدار على تجميعها بنفسها وتوفيرها بهدف مساعدة المسافر على الاستمتاع بإجازته أو رحلة عمله.
ولأنها تعرف أن البعض يتخوف من الإفصاح عن جميع المعلومات الخاصة بالتذكرة، فإنها تعاملت مع الأمر بحساسية بالغة. تعهدت بعدم مشاركتها هذه المعلومات مع أي جهات أخرى، ولا استغلالها لأي غرض آخر غير مساعدة صاحب الساعة على التخطيط لسفره على نحو أفضل. فالفكرة من التكنولوجيا يجب أن تكون لتسهيل الحياة وليس لتعقيدها، حسب رأي رئيس الدار التنفيذي مايكل بيرك. وبما أن الإنترنت أصبح واقعاً لا مهرب منه فإن البحث عن حلول تُرضي كل الأطراف أصبح ضروريا. فهي الآن لغة الشباب ومن الواضح أنها ستتطور وتتوسع وليس العكس لهذا يجب مواكبتها وإتقانها.
مواصفات الساعة:
تنبه صاحبها إلى رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية الواردة، كما تحسب عدد الخطوات، فضلا عن الكثير من التطبيقات الأخرى. بمعنى آخر، تتولى ذات المهام التي تؤديها معظم الساعات الذكية الأخرى باستثناء مراقبة القلب أو قيامها بمهمة الهاتف. وغني عن القول إنها تعمل مع الأجهزة المعتمدة في «آبل» و«آندرويد».
ومثلما الحال مع «آبل ووتش» تعيد شحن بطاريتها لدى توصيلها بوسادة مغناطيسية، وبإمكانها الاتصال بالهاتف عبر «البلوتوث»، ومع «واي فاي».
- مثل «تامبور مون» الميكانيكية الجديدة، تتميز «تامبور هورايزن» بإطار معقوف عند الأطراف، ما يتيح أكبر قطر للدائرة على وجه الساعة مع حد أدنى بالنسبة للوزن. فهي قد تبدو كبيرة الحجم بالنسبة لساعة عادية إلا أنها أقل حجماً مقارنة مع نظيراتها من الساعات الذكية. فقطرها يبلغ 42 ميليمترا، مقارنة بـ46 في الساعات الأخرى.
- تعمل الساعة داخل الصين، لأن «لويس فويتون» أبرمت اتفاقات مع منصات محلية، مثل «ويبو» يتمكن بموجبها صاحب الساعة استغلال كل ميزاتها من دون توقف. وغني عن القول أن هذا الأمر مهم جدا بالنظر إلى أن الصينيين يشكلون أكبر نسبة من عملاء الدار على المستوى العالمي. تكمن أهميته أيضا في أن من يشتري الساعة لن يصاب بالإحباط أو يتفاجأ بعدم قدرتها على العمل في بلد ما.
- يتراوح سعر الساعة ما بين 2.450 و2.900 دولار مقارنة بغيرها من الساعات الذكية التي يمكن أن تتراوح ما بين 200 و350 دولاراً فقط. فسعر ساعة «آبل ووتش سبورت» مثلا يبدأ من 269 دولاراً، بينما يبدأ سعر «آبل ووتش هيرميس» من 1.149 دولاراً، وساعة «تاغ هوير كونيكتيد» بـ1.600 دولار. وهذا ما يجعلها ترفا بالمقارنة، وشبهه مايكل بيرك، الرئيس التنفيذي للدار بشراء حذاء. فقد لا نكون بحاجة إليه لكنه يجذبنا ويلمس شيئا بداخلها يدفعنا لشرائه. هو الآخر يعتمد سعره على نوعية جلده وكيفية صُنعه.



دانييل لي يُقدم لـ«بيربري» أقوى «عرض» شهدته منذ سنوات

أبدع دانييل لي مجموعة من المعاطف تنوعت تصاميمها وخاماتها بشكل مدهش (بيربري)
أبدع دانييل لي مجموعة من المعاطف تنوعت تصاميمها وخاماتها بشكل مدهش (بيربري)
TT

دانييل لي يُقدم لـ«بيربري» أقوى «عرض» شهدته منذ سنوات

أبدع دانييل لي مجموعة من المعاطف تنوعت تصاميمها وخاماتها بشكل مدهش (بيربري)
أبدع دانييل لي مجموعة من المعاطف تنوعت تصاميمها وخاماتها بشكل مدهش (بيربري)

سيغادر أم لا يغادر؟ هذا هو السؤال الذي كان يدور في أوساط الموضة حول مصير المصمم دانييل لي في دار «بيربري»، حتى مساء الاثنين الماضي. أي قبل أن يقدم عرضاً كان مسك ختام أسبوع لندن لخريف وشتاء 2025. بكل تفاصيله وبهاراته، بشَّر بأن «بيربري» استعادت السحر الذي افتقدته في المواسم الماضية، وأن كل ما يدور من شائعات لا يتعدى كونها كذلك. أو على الأقل هذا ما خرج الحضور وهم يتهامسون به. كان هناك إجماع بينهم على أن العرض استوفى كل مقومات الإبهار والإبداع، بدءاً من عدد النجوم الذين شاركوا في العرض على اختلاف مقاساتهم وأعمارهم، أو احتلوا المقاعد الأمامية، وصولاً إلى الأزياء والإكسسوارات التي تفتح النفس على كل ما له علاقة بالريف الإنجليزي، بما في ذلك الطقس المتقلب.

عاد المصمم في هذه التشكيلة إلى الجذور والأساسيات (بيربري)

أقيم العرض في متحف «تيت بريتان» Tate Britain الواقع على مسافة خطوات قليلة من المقر الرئيسي الجديد لـ«بيربري». بمعماره النيوكلاسيكي شكل خلفية رائعة لعرض كان بمثابة قصيدة شعر تتغزل بالجمال الطبيعي والتاريخي لبريطانيا، فاجأ به دانييل لي الجميع بأنه يتمتع بلمسة ميداسية قادرة على تحويل التراب ذهباً. مهارة ظهرت لديه عندما كان في دار «بوتيغا فينيتا» قبل أن يلتحق بـ«بيربري». هنا أيضاً تجلت هذه المهارة والقدرات في تشكيلة حرَّكت الحواس وأيقظت إرثاً اعتقد البعض أنه فقد صلاحيته في ظل التغيرات الاقتصادية والثقافية التي يمر بها العالم عموماً وبريطانيا خصوصاً.

كونه بريطاني المولد، يعرف دانييل جيداً أن «بيربري» جزء لا يتجزأ من الثقافة البريطانية. كانت دائماً تتوجه لكل الطبقات، المتوسطة والأرستقراطية على حد سواء. وعكتها في السنوات الأخيرة تطلبت منه بذل كل الجهد لحمايتها من دوائر الزمن. وهذا ما كان. جمع نجوماً بريطانيين مثل ريتشارد إي غرانت، وليزلي مانفيل، وإليزابيث ماكغوفرن وناعومي كامبل وغيرهم لمساعدته في تلميع صورتها. هؤلاء شاركوا في العرض وأضفوا عليه بريقاً بنكهة إنجليزية طريفة، بعد أن شاركوا في شهر أكتوبر الماضي في حملة ترويجية أطلقتها الدار بعنوان «إنه دائماً طقس (بيربري)».

أبدع دانييل لي مجموعة من المعاطف تنوعت تصاميمها وخاماتها بشكل مدهش (بيربري)

بيد أنه حتى من دون مشاركتهم، فإن الاقتراحات التي أبدعها دانييل لي كانت كافية لإعادتها إلى قواعدها سالمة غانمة وتذكيرنا بماضيها الغني. يمكن القول إن تشكيلته لخريف وشتاء 2025، كانت من بين أقوى التشكيلات التي تم تقديمها منذ رحيل المصمم البريطاني السابق كريستوفر بايلي في عام 2018 إلى الآن.

دانييل لي مثل بايلي، ابن البلد. فيه تربى ودرس وغاص في وحله واحتمى من مطره، كما يعرف جيداً مدى أهمية «بيربري» في المجتمع البريطاني وتأثيرها على ثقافته. لهذا كانت ورقته الرابحة في هذه التشكيلة العودة إلى الأساسيات التي بُنيت عليها الدار منذ أكثر من قرن من الزمن، وإحياء العلاقة الحميمة التي تربطها بالريف البريطاني وما يتخلله من فروسية ونزهات صيد وفخامة تطبع جدران وستائر ومفروشات بيوته وقصوره.

من كل هذه العناصر، استقى قطع أزياء وإكسسوارات تتعدى الفصول والمواسم. زاد عليها حبة مسك بتطريزها وضخها بتفاصيل مبتكرة عصرية ارتقت بها إلى مستوى جديد.

تكاثف البريطانيون نجوماً وعارضات لإضفاء البريق على دار متجذرة في الثقافة البريطانية (بيربري)

من بين الأقمشة المتنوعة التي استعملها، برزت الجلود الطبيعية والبروكار المخملي والصوف المنسوج بسماكة. الممثل ريتشارد إي غرانت، البالغ من العمر 67 عاماً، مثلاً ظهر على المنصة مرتدياً معطفاً من الصوف مزدوج الصدر، وكنزة بياقة عالية. حمل معه أيضاً قفازات جلدية ومظلة صفراء بنقشات «بيربري» المربعة؛ تحسباً لأي تقلبات جوية قد تداهمه.

تصاميم أخرى كثيرة اقترحها المصمم، استوحى بعضها من عالم الفروسية تشمل سترات وسراويل وغيرها، وبعضها الآخر من أجواء الريف الإنجليزي وحياة المدن بإيقاعها السريع؛ الأمر الذي يحتاج إلى قطعة تحمل صاحبها من النهار إلى المساء بسهولة، مثل معطف باللون الأرجواني ظهرت به ناعومي كامبل، البالغة من العمر 54 عاماً. جاء بتصميم مزدوج الياقة من قماش الجاكار تم تنسيقه مع تنورة متعددة الطبقات وحذاء أسود عالي الساق.

إلى جانب المعاطف التي كانت نجم العرض تألقت العارضات في فساتين بتفاصيل مميزة (بيربري)

هذه هي خامس تشكيلة يقدمها دانيال لـ«بيربري» منذ التحاقه بها في عام 2022، والثانية بعد أن تسلم جاشوا شولمان وظيفته رئيساً تنفيذياً. استراتيجية هذا الأخيرة كانت العودة إلى جذور الدار، أي إلى تلك العلاقة التي تربط تصاميمها بالهواء الطلق، إضافة إلى إعادة النظر في أسعارها، والتي تم رفعها بشكل كبير في عهد الرئيس التنفيذي السابق رغبة منه في الارتقاء بها إلى مصاف بيوت الأزياء العالمية الأوروبية. لكن ما يصلح في باريس وميلانو لا يصلح بالضرورة في بريطانيا. فهذه لها ذائقة مختلفة تماماً في كل شيء، بما في ذلك روح النكتة.

هذا ما استوعبته الدار في هذه التشكيلة. جاءت متنوعة تخاطب الطبقات المتوسطة والأرستقراطية على حد سواء، بألوانها التي تباينت بين درجات متنوعة من البني، والرمادي، والأخضر والعنابي، وأيضاً بخاماتها التي تبث الدفء في الجسم بمجرد النظر إليها.

فساتين السهرة كادت أن تسرق الأضواء من المعاطف المتنوعة (بيربري)

الجميل في المعاطف الصوفية مثلاً أنها على الرغم من أنها تبدو سميكة، فهي تنسدل على الجسم بشكل أنيق، والمعاطف الواقية من المطر مطبوعة بالجاكار ما يُدخلها مناسبات المساء من أوسع الأبواب، بينما صُنعت التايورات من البروكار المخملي وهلم جراً.

اللافت أيضاً، أن أزياء السهرة والمساء، التي لم تكن يوماً تُشكِّل قوة كبيرة للدار، نالت اهتمام المصمم. ضخها بجرعة عصرية أكسبتها جمالاً وجاذبية. غلبت عليها نغمة رومانسية خفيفة وتفاصيل عملية، كادت أن تسرق الأضواء من المعاطف التي كانت نجم العرض بلا منازع، خصوصاً المصنوعة من البروكار الدمشقي والمطرزة بالورود.