بروكسل تتقدم رسمياً لاستضافة «السلطة المصرفية الأوروبية»

استعداداً لنقل المقر من لندن عقب «بريكست»

TT

بروكسل تتقدم رسمياً لاستضافة «السلطة المصرفية الأوروبية»

أعلنت الحكومة البلجيكية في بروكسل أمس (الاثنين)، أنها تقدمت بالملف الرسمي للترشح لاستضافة مقر السلطة المصرفية الأوروبية والموجود حالياً في العاصمة البريطانية لندن، وسيتم نقل المقر عقب انتهاء عملية التفاوض الحالية لترتيب خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد، بناء على نتائج استفتاء جرى في يونيو (حزيران) من العام الماضي، وصوت البريطانيون بالأغلبية فيه لصالح الخروج من التكتل الأوروبي الموحد.
وقال بيان لوزارة الخارجية البلجيكية إن موقع العاصمة بروكسل في قلب أوروبا يجعل منها واحدة من العواصم التي يسهل الوصول إليها من أي مكان في القارة الأوروبية، مما يؤهلها لاستضافة السلطة المصرفية، وهي الهيئة التي تعمل على ضمان التنظيم والإشراف المنسق والفعال على القطاع المصرفي، وأيضاً تقييم المخاطر وتحديد مواطن الضعف في القطاع المصرفي الأوروبي من خلال تقارير لتقييم الوضع واختبارات الضغط على البنوك.
وعددت الحكومة البلجيكية المميزات التي تتوفر في بروكسل، مما يرشحها لتكون المكان الأنسب لاستضافة الهيئة الأوروبية التي تشرف على المصارف، وقال البيان إن بلجيكا فيها قطاع مالي قوي، ونوعية الحياة، ووجود فرص للموظفين وأسرهم والمباني المتميزة وأيضاً المدارس الدولية، وبأسعار معقولة، وحياة ثقافية غنية، حيث يوجد في بروكسل مجتمعات المغتربين من ثقافات مختلفة، فضلاً عن توفير جودة عالية من الاتصال الرقمي والصحة والابتكار والتعليم والاستعدادات التكنولوجية، وهي أمور تجعل بلجيكا بمثابة الموقع المثالي.
وألمح البيان إلى تنوع القطاع المصرفي البلجيكي، وأنه يتضمن كبريات الشركات وبنوك أوروبية كبيرة، كما تضم بروكسل أيضاً عدداً من اللاعبين الرئيسيين في الأسواق المالية الدولية، مثل يوروكلير، وبنك نيويورك ميلون، وسويفت، ومقر مستركارد الأوروبي، إلى جانب وجود الخبرة في مجال ضمان حسن سير العمل في الأسواق المالية.
كما يمكن أن يؤدي نقل مقر السلطة الإشرافية على البنوك إلى بروكسل لضمان عملية انتقال سريعة وفعالة، وأيضاً من حيث التكلفة بالنسبة لأنشطة الهيئة المصرفية الأوروبية. كما أن وجود المؤسسات الأوروبية الرئيسية في بروكسل يخلق كثيراً من الفرص للتعاون بين الهيئة المصرفية الأوروبية والمنظمات الشريكة لها في أوروبا.
وجاء ذلك بعد أن قال مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن 23 مدينة تقدمت بطلبات لاستضافة وكالات الاتحاد الأوروبي الموجودة حالياً في المملكة المتحدة، وهي عبارة عن 19 عرضاً لاستضافة وكالة الأدوية الأوروبية، و8 عروض للسلطة المصرفية الأوروبية.
وقالت مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط»، إن هذه الوكالات ستحتاج إلى إعادة توطين في سياق انسحاب بريطانيا من التكتل الأوروبي الموحد، ولا بد من تحديد المواقع المستقبلية بالاتفاق المشترك بين الدول الأعضاء الـ27.
واتفقت الدول الأعضاء على تقييم الطلبات التي جرى تقدمت بها بناء على عدة معايير، ومنها ضمان تشغيل الوكالة عقب الخروج من بريطانيا، وإمكانية الوصول إلى الموقع، وتوفير مدارس لأطفال الموظفين، والوصول إلى سوق العمل والرعاية الصحية لأسر الموظفين، واستمرارية الأعمال، والانتشار الجغرافي.
وستقوم المفوضية الأوروبية بنشر تقييم للعروض التي تلقتها من المدن الأوروبية في 30 سبتمبر (أيلول) المقبل، وتناقش في اجتماع وزاري في أكتوبر (تشرين الأول) على هامش اجتماع مجلس الشؤون العامة، لاتخاذ القرار عن طريق التصويت السري.
ويأتي ذلك بعد أن أقر قادة دول الاتحاد في قمة يونيو الماضي الخطوة الأولى في هذا الاتجاه، وهي تقديم العروض من قبل الدول الأعضاء بحلول 31 يوليو (تموز) الماضي.
وتقدمت لاستضافة الهيئة المصرفية الأوروبية 8 مدن، وهي بروكسل في بلجيكا، ودبلن في آيرلندا، وفرانكفورت في ألمانيا، وباريس في فرنسا، وبراغ التشيكية، ولوكسمبورغ في دوقية لوكسمبورغ، وفيينا في النمسا، ووارسو في بولندا.
وبالنسبة لاستضافة الوكالة الأوروبية للأدوية، وهي المسؤولة عن التقييم العلمي والإشراف والمراقبة على سلامة الأدوية في الاتحاد الأوروبي، تقدمت لاستضافتها كل من أمستردام الهولندية، وأثينا اليونانية، وبون الألمانية، وبراتيسلافا السلوفاكية، وبروكسل البلجيكية، وبوخارست الرومانية، وكوبنهاغن في الدنمارك، ودبلن في آيرلندا، وهلسنكي في فنلندا، وليل الفرنسية، وميلانو الإيطالية، وبورتو في البرتغال، وصوفيا في بلغاريا، واستكهولم في السويد، وفيينا في النمسا، ووارسو في بولندا، وزغرب في كرواتيا، ومالطة في جمهورية مالطة.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.