«داعش» يهاجم السفارة العراقية في كابل بانتحاري وثلاثة مهاجمين

إجلاء القائم بالأعمال والإعلان عن مقتل اثنين من الحراس

عناصر أمنية في موقع الإنفجار (أ.ف.ب)
عناصر أمنية في موقع الإنفجار (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يهاجم السفارة العراقية في كابل بانتحاري وثلاثة مهاجمين

عناصر أمنية في موقع الإنفجار (أ.ف.ب)
عناصر أمنية في موقع الإنفجار (أ.ف.ب)

تعرضت السفارة العراقية في كابل اليوم (الاثنين) لهجوم تبناه تنظيم "داعش"، فجّر خلاله مهاجم نفسه، بينما تستمر العملية الأمنية لملاحقة 3 مهاجمين آخرين.
وأكدت وزارة الداخلية الأفغانية بعد نحو ساعتين من بدء الهجوم، وبينما كان دوي انفجارات قوية لا يزال مسموعا في محيط السفارة، وقوع الهجوم.
وجاء في بيان صادر عن الوزارة: «نحو الساعة 11:20 هذا الصباح، هاجمت مجموعة من 4 إرهابيين السفارة العراقية في القطاع الرابع من كابل (وسط المدينة)». وتابع: «فجّر انتحاري نفسه عند مدخل المجمع، واقتحم 3 آخرون المكان، وردت الشرطة بسرعة، وتم نقل طاقم السفارة إلى مكان آمن». وأشار إلى أن «العملية جارية لقتل الإرهابيين». وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم.
وجاء في التبني الذي أوردته وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم عبر تطبيق «تلغرام»: «انغماسيان من (داعش) يقتحمان مبنى السفارة العراقية في مدينة كابل الأفغانية»، من دون تفاصيل إضافية.
وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها السفارة العراقية في كابل، بعد اعتداءات عدة ضد بعثات دبلوماسية غربية. وكان مسؤول أمني رفض الكشف عن هويته، أفاد بتعرض السفارة لهجوم. وقال المصدر: «القوات الخاصة في المكان ويجري إجلاء المدنيين».
ودوت انفجارات قوية عدة بينما سمع إطلاق نار بعد ساعتين على وقوع الانفجار الأول، بحسب سكان في المنطقة. وسمع السكان القريبون من السفارة 4 انفجارات على الأقل، بعيد الساعة 11:00 (06:30 ت.غ) تلاها إطلاق نار وقنابل يدوية.
وارتفع عمود من الدخان الكثيف الأسود فوق الحي المستهدف، وسمعت أصوات صفارات سيارات الشرطة والإسعاف بعد أكثر من ساعة على بدء الهجوم.
وأفاد أحد المصورين بأن «سيارات الإسعاف وقوات الأمن بينها قوات أميركية انتشرت في المكان». ولم ير المصورون الذين منعوا من الاقتراب من المجمع الدبلوماسي، جرحى أو قتلى.
وتقع السفارة العراقية بالقرب من مقر «قوات الشرطة الأفغانية للحماية العامة» التابعة لوزارة الداخلية، والتي تم تشكيلها لحماية المباني غير الرسمية.
وكان موقع السفارة العراقية الإلكتروني، قد أورد أن القائم بالأعمال نظم في 13 يوليو (تموز) مؤتمرا صحافيا بمناسبة انتصار القوات المسلحة العراقية في الموصل وتحريرها، وهي ثاني أكبر مدن العراق، من التنظيم المتطرف.
ويوجد تنظيم داعش الذي تعرض لخسائر جسيمة خلال السنتين الماضيتين في سوريا والعراق، في أفغانستان منذ عام 2015، وينتشر خصوصا في شرق البلاد. وقد أعلن مسؤوليته عن كثير من الاعتداءات الدامية في كابل منذ عام، بينها أول اعتداء له في العاصمة في 23 يوليو 2016 والذي أوقع 84 قتيلا و300 جريح.
وفي تطور لاحق، أعلنت وزارة الداخلية الافغانية انتهاء الهجوم على السفارة العراقية في كابل، مع مقتل جميع المهاجمين.
وكتبت الوزارة في صفحتها على "فيسبوك" "انتهى الهجوم وقتل المهاجمون الأربعة"، بعد أكثر من اربع ساعات على بدء العملية.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية العراقية إنه تم إجلاء القائم بأعمال سفارة البلاد في العاصمة الأفغانية كابل بعد الهجوم ونُقل إلى السفارة المصرية.
وقالت في بيان "إجلاء القائم بأعمال السفارة العراقية في العاصمة الأفغانية كابل إلى السفارة المصرية، واستمرار محاولات إجلاء اثنين من طاقم السفارة". وأضافت "أسفرت عملية اقتحام السفارة حتى الآن عن مقتل اثنين من حرسها الأفغان".



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».