في حفلة لقيت إقبالاً كبيراً، ولم تبق لها تذكرة واحدة إلا وبيعت، احتفل مساء أول من أمس عازف البوق الموسيقي العالمي إبراهيم معلوف بمرور عشرة أعوام على مسيرته الفنية على إدراج «معبد باخوس»، أمام أكثر من 3000 شخص ضمن فعاليات «مهرجانات بعلبك الدولية».
عزف الفنان مقاطع من أسطواناته السابقة مثل Diaspora و«يا هلا» و«ليلي» وغيرها من الأعمال. وعبّر معلوف (وهو ابن شقيقة الأديب أمين معلوف)، خلال الحفل، عن تعلّقه ببلده الأم لبنان وهويته العربية، وهو الذي اضطرت عائلته للهجرة لينشأ في فرنسا بسبب الحرب الأهلية اللبنانية.
كان الجمهور الحاضر والمتحمّس على موعد مع مفاجآت عدة، وُعد بها من دون يُعلن عن طبيعتها. وبينما كان معلوف يعزف على البيانو مع فرقته الموسيقية مقطوعة True Story، دخل موسيقيون صغار، وهم تلامذة في معاهد موسيقية في بيروت وبعلبك، وعزفوا معه. وشارك أطفال من اللاجئين السوريين إلى جانب أطفال لبنانيين، معلوف ككورس في مقطوعة Red and Black light.
وفي نهاية الحفل، قدم الفنان تحية إلى «مدينة الشمس»، وخلالها أطلّت فرقة رقص من مدينة بعلبك وقدّمت لوحات فولكلورية ودبكة على أنغام مقطوعة ألّفها خصيصاً للمهرجان، ولهذه المناسبة التي قال تكراراً إنّها غالية على قلبه.
يعتبر معلوف أن شهرته العالمية منقوصة ما دام ليس معروفاً بالقدر الكافي في بلده، ويعيد ذلك إلى أن الاستماع إلى الموسيقى وحدها من دون غناء لم يتحوّل إلى تقليد بين الناس في المنطقة العربية، ولا تزال الكلمة هي الجاذب الأكبر للجمهور، معولاً على أنّ العادات تتغير والأمزجة الفنية أيضاً.
إلى المشاركة المحلية الرمزية لكل من اللوحات المذكورة، استضاف معلوف أيضاً، خلال حفله البعلبكي، المغنية الأميركية المعروفة ميلودي غاربو التي قدّمت أغنية Baby I’m a fool، وأغنية ثانية من أسطوانته الجديدة التي سيصدرها في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مرافقاً إياها على آلة البوق. وتضمن الحفل أيضاً تحية إلى المغنية الراحلة داليدا من خلال تقديمه أغنية J’attendrai.
أتت هذه الليلة المميزة في بعلبك تشبه إبراهيم معلوف من حيث المزيج الذي يمثله ما بين الغرب والشرق. وهذا الفنان الشاب المولود في لبنان عام 1980، خلال إحدى زيارات والديه لبلدهم الذي تركوه قسراً إلى فرنسا، هو حفيد الكاتب المعروف رشدي المعلوف، والدته عازفة بيانو، ووالده عازف بوق طور آلته في الخمسينات، لتصبح طيّعة وتتجاوب مع النغم الشرقي. وإبراهيم الابن من بين قلة في العالم يعزفون على هذا البوق المطور، ونال شهرة واسعة، ويعتبر اليوم أحد أهم عازفي البوق في العالم.
الجدير ذكره أنّ الموسيقي العالمي شاء أن يختتم في بعلبك، وفي ظلال معابدها جولته العالمية التي بدأت في سبتمبر (أيلول) 2015. وهذه الحفلة هي نفسها التي قدمها في مدينة «بيرسي» الفرنسية، والتي حضرها 17 ألف شخص.
إبراهيم معلوف على أدراج بعلبك و10 سنوات من الإبداع والعالمية
عودة إلى الجذور ومفاجآت لجمهور لم يترك تذكرة واحدة
إبراهيم معلوف على أدراج بعلبك و10 سنوات من الإبداع والعالمية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة