السلطات الألمانية تعتزم إطلاق سراح متطرف خطير قريباً

صورتان للبناني الأصل الذي أنهى فترة محكوميته إلا أن إطلاق سراحه تأجل بعد سلوكه العدواني ضد شرطة السجن أثناء تفتيش زنزانته («الشرق الأوسط»)
صورتان للبناني الأصل الذي أنهى فترة محكوميته إلا أن إطلاق سراحه تأجل بعد سلوكه العدواني ضد شرطة السجن أثناء تفتيش زنزانته («الشرق الأوسط»)
TT

السلطات الألمانية تعتزم إطلاق سراح متطرف خطير قريباً

صورتان للبناني الأصل الذي أنهى فترة محكوميته إلا أن إطلاق سراحه تأجل بعد سلوكه العدواني ضد شرطة السجن أثناء تفتيش زنزانته («الشرق الأوسط»)
صورتان للبناني الأصل الذي أنهى فترة محكوميته إلا أن إطلاق سراحه تأجل بعد سلوكه العدواني ضد شرطة السجن أثناء تفتيش زنزانته («الشرق الأوسط»)

تحدث تقرير صحافي، لم تعلق عليه النيابة العامة والشرطة البرلينية، عن عزم سلطات برلين على إطلاق سراح متشدد خطير من السجن قريباً. وجاء في تقرير لصحيفة «برلينر مورغن بوست» ليوم أمس (الجمعة) أن اللبناني محمد أ. (27 سنة)، الذي يقضي محكومية في سجن «تيغل» البرليني بسبب السرقة، سيطلق سراحه قريباً بعد أن قضى فترة محكوميته.
وأضاف التقرير أن اللبناني، الذي تطرف في السجن بتأثير متشددين إسلاميين، تحدث وهو في السجن عن ضرورة قتل «الكفار» أينما وجدوا.
استندت الصحيفة البرلينية اليومية في تقريرها على مذكرة لقسم حماية الدولة في شرطة برلين صَنَّف محمد أ. في خانة المتطرفين «الخطرين» الذين يمكن أن يعرضوا أمن الدولة إلى الخطر. وأضافت الصحيفة أن سلطات برلين ستواجه مهمة معقدة تتمثل في فرض رقابة دائمة على محمد أ. بعد إطلاق سراحه، خشية تنفيذ عملية إرهابية.
وتشير مذكرة الشرطة في هذا المجال إلى «بذل جميع الجهود الممكنة، بعد إطلاق سراحه، لمنعه من تنفيذ عملية إرهابية ضد (الكفار)». وتقدر المذكرة أن «الشاب، الذي تطرف داخل السجن، وبسبب ميله للعنف، يمثل خطراً للأمن الداخلي وللأشخاص الآخرين في محيطه».
وكتب قسم حماية الدولة في شرطة برلين هذه المذكرة بعد حملة تفتيش نفذتها شرطة سجن تيغل في زنزانة محمد أ. في يونيو (حزيران) الماضي. وثبت من تحليل معطيات هاتفه الجوال أنه كان يقيم من السجن علاقات مع متشددين مستعدين لممارسة العنف في ألمانيا، وأنه كان يتبادل الأحاديث معهم حول قتل الكفار أينما وجدوا. كما يفترض أنه كتب في دردشاته مع المتشددين عن تنفيذ أعمال عنف في ألمانيا. وكان يتبادل أفلام الفيديو الدعائية التي يوزعها تنظيم داعش عن أعمال العنف التي يمارسها.
وواقع الحال أن محمد أ. أنهى فترة محكوميته البالغة 3.5 سنة بتهمة السرقة الثقيلة واستخدام العنف، إلا أن إطلاق سراحه تأجل بعد سلوكه العدواني ضد شرطة السجن أثناء تفتيش زنزانته. شتم محمد أ. رجال الشرطة وقاومهم أثناء تفتيش زنزانته، ولهذا فقد نال حكماً إضافياً بالسجن لمدة ستة أشهر بتهمة التعدي على رجال القانون ومحاولة إلحاق أضرار جسدية.
ويعود التأخر في اتخاذ قرار إطلاق سراحه من عدمه إلى أنه طعن في الحكم وينتظر أن تنظر المحكمة في القضية مجدداً، إلا أن سراحه لن يطلق قبل مضي بضعة أشهر، بحسب تقرير «برلينر مورغن بوست»، وأن رفضت المحكمة دعوته القضائية المضادة.
وتضيف الصحيفة أن سلطات برلين تجد صعوبة بالغة في ترحيل محمد أ. بعد إنهائه محكوميته، لأنه لا يمتلك وثائق سفر. كما لم توفر السلطات اللبنانية وثائق سفر بديلة يمكن على أساسها تسفيره إلى لبنان. وأرسلت برلين وفداً خاصاً إلى لبنان للإسراع بتوفير الوثائق البديلة لمحمد أ. «إلا أن السلطات اللبنانية في مسقط رأسه (صيدا) رفضت ذلك بدعوى (الحالة القانونية القائمة)».
ولا تجد شرطة الجنايات بديلاً عن حبس أو تسفير اللبناني «الخطير» إلا بفرض إجراءات رقابة مشددة عليه بعد إطلاق سراحه. وتحدثت «برلينر مورغن بوست» عن تكبيل كاحله بسوار إلكتروني يعمل بتقنية تعيين المواقع بواسطة الأقمار الصناعية، ومنعه من مغادرة حي مارتسان البرليني الذي يسكن فيه.
وتتضمن حزمة الإجراءات الأخرى فرض تسجيل حضوره أمام الشرطة يومياً، وفرض الرقابة عليه على مدار الساعة، ومنعه من استخدام «سمارت فون» والكومبيوتر والإنترنت.
وعلى صعيد الإرهاب أيضاً، أعلنت النيابة العامة في ولاية سكسونيا عن إقامة دعوى قضائية ضد سوري (25) بتهمة العضوية في منظمة إرهابية وخرق قانون السلاح. ونشرت النيابة العامة في مدينة دريسدن تقريراً صحافيا جاء فيه أن السوري اعتقل في مدينة كيمنتس في منتصف فبراير (شباط) الماضي، وأنه كان يقاتل منذ سنة 2014 إلى جانب «جبهة النصرة» المحسوبة على تنظيم القاعدة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».