استراتيجية سعودية لتعظيم المحتوى الصناعي وتنافسية الصادرات عالمياً

تهدف إلى زيادة حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة 133.3 % خلال 3 سنوات

فواز العلمي («الشرق الأوسط»)
فواز العلمي («الشرق الأوسط»)
TT

استراتيجية سعودية لتعظيم المحتوى الصناعي وتنافسية الصادرات عالمياً

فواز العلمي («الشرق الأوسط»)
فواز العلمي («الشرق الأوسط»)

تمضي السعودية قدماً في تحقيق استراتيجيتها الرامية لتعظيم المحتوى المحلي الصناعي وتنافسية الصادرات في الأسواق العالمية، وزيادة حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 133.3 في المائة خلال 3 أعوام مقبلة، ورفع إجمالي قيمة الاستثمار إلى 2.3 تريليون ريال (613.3 مليار دولار)، فضلاً عن رفع ترتيب المملكة إلى المرتبة 20 في تقرير التنافسية العالمي.
وقال خبير التجارة العالمية، الدكتور فواز العلمي: «عندما أعلنت السعودية، عن رؤيتها لعام 2030، كانت تهدف، إلى تقليص اعتمادها على النفط كسلعة وحيدة للدخل، من خلال رفع نسبة الصادرات غير النفطية من 16 في المائة إلى 50 في المائة على الأقل من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي، وزيادة نسبة المحتوى المحلي من 40 في المائة إلى 75 في المائة، في صناعة النفط والغاز، وإلى 50 في المائة، في قطاع الصناعات العسكرية».
وأضاف العلمي وهو وكيل وزارة التجارة السعودية السابق، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «عندما أطلقت السعودية، برنامجها للتحول الوطني 2020، أخذت المملكة على عاتقها مضاعفة جهودها لرفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي من المستوى الراهن 3.8 في المائة، إلى المعدل العالمي 5.7 في المائة».
وتابع العلمي: «هذا يعني زيادة حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة للمملكة بنسبة 133.3 في المائة خلال السنوات الثلاث القادمة، ورفع قيمة فرص الاستثمار الإجمالية إلى 2.3 تريليون ريال (613.3 مليار دولار)، مما سيرفع نسبته إلى 200 في المائة، من الناتج المحلي الإجمالي، وسيواكب ذلك سعي الهيئة العامة للاستثمار لرفع ترتيب المملكة في تقرير التنافسية العالمي من المركز 25 إلى المرتبة 20، ومضاعفة نسبة المحتوى المحلي من 20 في المائة إلى 40 في المائة».
وأوضح العلمي، أنه لتعزيز المحتوى المحلي بادرت السعودية في الأسبوع الماضي، بإنشاء شركة الصناعات العسكرية لزيادة القيمة المضافة لنحو 250 مليار ريال (66.6 مليار دولار)، من مشتريات الأسلحة من 2 في المائة إلى 50 في المائة خلال العقد المقبل، مشيراً إلى أنه أعلنت وزارة الصحة في الشهر الماضي برنامج زيادة المحتوى المحلي في صناعة الأدوية إلى 10 في المائة سنوياً.
ووفق العلي، قامت شركة «أرامكو» السعودية، بتأسيس برنامج «اكتفاء» لتعزيز القيمة المضافة في قطاع مشتريات الشركة، حيث سجل البرنامج خلال الأشهر السبعة الأولى مستويات غير مسبوقة في المحتوى المحلي فاقت الـ60 مليار ريال (16 مليار دولار).
وقال العلمي: «من المتعارف عليه أن قيمة الإنفاق التقديري لشركة (أرامكو) السعودية، سيبلغ أكثر من تريليون و400 مليار ريال (106.6 مليار دولار) على مدى الـ10 أعوام المقبلة، مما يؤهل البرنامج ليكون الأمثل في تطبيق مبدأ المحتوى المحلي».
ولفت العلمي، إلى أنه في الشهر الماضي، أعلنت شركة «سابك»، أهدافها الرامية لتنمية الصناعات المحلية، حيث تمكنت من زيادة إجمالي قيمة شراء المواد المصنعة المحلية لعام 2016 لتصل إلى 2.6 مليار ريال (693.3 مليون دولار) بما يعادل 35 في المائة، من إجمالي مشتريات مواد الشركة للعام نفسه، الذي يعادل زيادة بمقدار 143 في المائة منذ انطلاق نشاطات الشركة في تطوير المحتوى الصناعي المحلي.
ونوه العلمي، إلى أنه بلغ إجمالي قيمة عقود الخدمات المحلية في شركة «سابك» لعام 2016 ما مقداره 7.8 مليار ريال (ملياري دولار)، ما يشكل نسبة 86 في المائة، من إجمالي مشتريات الخدمات في الشركة، وبذلك ترتفع قيمة الشراء المحلي للمواد والخدمات إلى 10.4 مليار ريال (2.7 مليار دولار) لعام 2016، التي تعادل 64 في المائة، من المشتريات السنوية للشركة.
وأكد وزير التجارة السعودي السابق، أنه بهذه الخطوات بدأت المملكة في تحقيق رؤيتها وجني نتائج برامجها وجني نتائج وطموحاتها، تعزيزاً لاستراتيجيتها الرامية لتعظيم المحتوى المحلي الصناعي، وتنافسية الصادر في الأسواق العالمية في الوقت نفسه.



وزير النقل: توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية بـ2.6 مليار دولار في السعودية

الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
TT

وزير النقل: توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية بـ2.6 مليار دولار في السعودية

الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)

قال وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، إن السعودية نجحت في جذب الاستثمارات من الشركات العالمية الكبرى في القطاع اللوجيستي، كاشفاً عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية بالمواني باستثمارات تجاوزت 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

وأضاف الجاسر، خلال كلمته الافتتاحية في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية، (الأحد) في الرياض، أن المملكة لعبت دوراً محورياً في تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد العالمية، مشيراً إلى أن هذا النجاح كان نتيجة للاستفادة من الإمكانات اللوجيستية المتنامية التي تتمتع بها السعودية، والتي تشمل شبكة متقدمة من المطارات والمواني عالية الكفاءة، بالإضافة إلى السكك الحديدية والطرق البرية التي تسهم في تسهيل وتسريع عمليات الشحن والتصدير.

وبيَّن أن قطاع النقل والخدمات اللوجيستية في السعودية استمرَّ في تحقيق نمو كبير، متجاوزاً التحديات التي يشهدها العالم في مختلف المناطق، موضحاً أن بلاده حافظت على جاهزيتها في سلاسل الإمداد والتوريد العالمية، وذلك من خلال التطور الملحوظ الذي شهده القطاع محلياً.

وفيما يخصُّ التطورات الأخيرة، أشار الجاسر إلى أن المملكة واصلت تقدمها في التصنيف الدولي في مناولة الحاويات خلال عام 2024، وسجَّلت 231 نقطة إضافية في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وأُضيف 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن، مما يعكس دور المملكة الفاعل في تيسير حركة التجارة العالمية ودعم قطاع الخدمات اللوجيستية.

وأكد الجاسر أن إطلاق ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، المخططَ العام للمراكز اللوجيستية والمبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد يعكس الاهتمام الكبير الذي يحظى به القطاع من الحكومة.

ووفق وزير النقل، فإن السعودية تستهدف رفع عدد المناطق اللوجيستية إلى 59 منطقة بحلول عام 2030، مقارنة بـ22 منطقة حالياً، ما يعكس التزام المملكة بتطوير بنية تحتية لوجيستية متكاملة تدعم الاقتصاد الوطني، وتعزز من مكانتها مركزاً لوجيستياً عالمياً.