ألمانيا وفرنسا وإيطاليا تعتزم زيادة دعم خفر سواحل ليبيا

الأمم المتحدة تحذر من توسع نشاط تهريب البشر فيها

TT

ألمانيا وفرنسا وإيطاليا تعتزم زيادة دعم خفر سواحل ليبيا

تعتزم ألمانيا وفرنسا وإيطاليا تقديم المزيد من المساعدات المالية لخفر السواحل الليبية للحد من أزمة اللاجئين في البحر المتوسط، حيث أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أمس أن وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب اتفق على ذلك مع وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير ونظيره الإيطالي ماكرو مينيتي خلال اجتماع مساء أول من أمس في باريس. كما اتفق الوزراء على دعم منظمة الهجرة الدولية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، لجعل مراكز إيواء اللاجئين في ليبيا متوافقة مع المعايير الدولية.
ومن المقرر مناقشة هذه المقترحات الخميس المقبل خلال اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي.
وتجدر الإشارة إلى أن المئات من قوارب اللاجئين تنطلق من السواحل الليبية قبل أن تصل إلى أوروبا. وكانت الحكومة الإيطالية قد طلبت من شركائها الأوروبيين أكثر من مرة الدعم في السيطرة على أزمة اللاجئين.
وشارك في الاجتماع مع الوزراء الثلاثة مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية ديمتريس أفراموبولوس. كما اتفق الوزراء على وضع ميثاق لقواعد السلوك، التي من المنتظر أن تلتزم بها منظمات الإغاثة التي تعمل على إنقاذ اللاجئين في البحر المتوسط، وذلك بغرض تحسين التعاون بينها.
وتبحث دول الاتحاد الأوروبي إمكانيات تشديد الرقابة على الحدود الجنوبية لليبيا، وإسراع عملية إعادة توزيع اللاجئين داخل الاتحاد.
وفي هذا السياق اتفقت ألمانيا وفرنسا على تكثيف جهودهما في هذا المجال.
من جهتها، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس في تقرير حول المخرج الرئيسي للمهاجرين الأفارقة، الذين يسعون للذهاب إلى أوروبا انطلاقا من الأراضي الليبية، إن شبكات تهريب البشر في ليبيا أصبحت تتوسع سريعا وأضحت أكثر احترافية من ذي قبل.
وخلصت دراسة اعتمدت على حوارات مع مهاجرين ولاجئين وعاملين في مجال الإغاثة وسلطات إلى أن المهاجر المثالي الذي يسافر عبر ليبيا يكون في الغالب شابا وذكرا وأعزب، ولديه مستوى تعليمي منخفض، ويسعى للسفر لأسباب اقتصادية.
ومع ذلك، كشف البحث عن أن نحو نصف الذين يصلون إلى ليبيا في بادئ الأمر لا يريدون التوجه لأوروبا، ولكن يريدون البقاء في ليبيا من أجل العمل.
وقالت المفوضية «مع ذلك، يدفع الافتقار للاستقرار والأمن وحكم القانون والأزمة الاقتصادية وتفشي الإساءات والاستغلال البعض ممن يصلون لبيبا لمحاولة الوصول لأوروبا».
ويوجد في ليبيا مئات المهاجرين، معظمهم من الأفارقة، الذين يواجهون الاضطهاد والسرقات والعمل القسري والاستغلال الجنسي على يد مهربي البشر. وقد سمح انهيار النظام القضائي في ليبيا للجماعات المسلحة الكثيرة والعصابات الإجرامية والأفراد للمشاركة في هذه الجرائم.
وجاء في الدراسة، التي أجرتها شركة «التاي» البحثية الفرنسية للاستشارات وهيئة «امباكت» السويسرية لصالح مفوضية اللاجئين أن «قطاع تهريب البشر يخضع حاليا لتوسع سريع في ليبيا».
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 83 ألفا من بين 97 ألف مهاجر وصل أوروبا هذا العام، أبحروا عبر البحر المتوسط من شمال أفريقيا لإيطاليا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.