الجيش اليمني يحشد في تعز ويزيل الألغام في مأرب

الحكومة تخصص 400 مليون ريال لمواجهة الكوليرا في الجنوب

يمني يتلقى العلاج بعد الاشتباه في اصابته بالكوليرا في صنعاء (أ.ب)
يمني يتلقى العلاج بعد الاشتباه في اصابته بالكوليرا في صنعاء (أ.ب)
TT

الجيش اليمني يحشد في تعز ويزيل الألغام في مأرب

يمني يتلقى العلاج بعد الاشتباه في اصابته بالكوليرا في صنعاء (أ.ب)
يمني يتلقى العلاج بعد الاشتباه في اصابته بالكوليرا في صنعاء (أ.ب)

تجددت المواجهات بين الجيش الوطني اليمني والميليشيات الانقلابية أمس في جبهة تعز، وتحديداً في محيط التشريفات والقصر الجمهوري، شرق المدينة، وشرق جبل المنعم والضباب، غربا، إثر محاولات من الميليشيات التسلل إلى مواقع كان الجيش قد استولى عليها وسقط خلالها قتلى وجرحى من الميليشيات ضمنهم القيادي الأول في الميليشيات في الجبهة الشرقية علي محمد حامي (أبو جعفر) وعدد من مرافقيه. وتركزت المواجهات الأعنف في الجبهة الغربية وخاصة في محيط تبة الخلوة وحذران والذبح، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة وسقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين. وصعد الجيش الوطني قصفه المدفعي على مواقع للميليشيات في معسكر قوات الأمن الخاصة وتبتي الجعشا ورضاجة، شرق تعز.
وقال القائد في الجيش الوطني، نائب ركن التوجيه في «اللواء 22 ميكا»، عبد الله الشرعبي، إن «المرحلة المقبلة في تعز سيسودها التكتيك والترتيب العسكري، لاستكمال تحرير المحافظة». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «سيكون يوليو (تموز) الحالي شهر الحشد والتعبئة لكافة منتسبي اللواء». وأشار إلى أن ذلك تقرر خلال اجتماع لقادة القطاعات لمناقشة آلية العمل في المرحلة المقبلة وضرورة الحشد والتعبئة لجميع القوات المنضوية تحت قيادة «اللواء 22 ميكا»، مع ضرورة الالتزام بالنظام العسكري والبناء المؤسسي للجيش الوطني وتعزيز الجوانب الإيجابية ورفع الروح المعنوية للجيش الوطني. وأكد أن «الجيش الوطني يواصل تقدمه في مختلف جبهات القتال في تعز من خلال استعادة مواقع كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات ومواقع ومبان هامة، علاوة على تطهير ما تم تحريره من الألغام الكثيفة التي زرعتها هذه الميليشيات، وفي القريب العاجل سيتم تحرير كامل مدرسة محمد علي عثمان ومعسكر القوات الخاصة (الأمن المركزي)، شرق المدينة، من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية».
إلى ذلك، لا تزال جبهة مأرب تشهد مواجهات مستمرة، في الوقت الذي شدد الجيش الوطني، المسنود من طيران التحالف العربي، حصاره على جيوب الميليشيات في مركز مديرية صرواح، آخر معاقل الانقلابيين في مأرب. واحتدمت المواجهات شمال وادي الملتقي باتجاه مواقع الميليشيات في جبل هيلان المحاصرة من الانقلابيين.
ومقابل المواجهات، تواصل الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني نزع الألغام الكثيفة التي زرعتها الميليشيات بشكل عشوائي في المناطق المحررة خلال الأيام الماضية بما فيها جبهة المخدرة بشكل كامل والنصيب الأحمر ووادي الضيق بمديرية صرواح. وحررت قوات الجيش الوطني، أول من أمس، مدرسة بني جبر في صرواح التي حولتها الميليشيات إلى ثكنة عسكرية ومعمل لتصنيع المتفجرات لها، حيث عثرت على ألغام كانت معدة لزرعها فيما تبقى من المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرتهم، حسب ما أكدته مصادر عسكرية.
وفي جبهة الجوف، اشتدت حدة المعارك بين قوات الشرعية والميليشيات، في غرب منطقة صبرين. وتزامنت المواجهات مع قصف مدفعي متبادل واستمرار طيران التحالف العربي شن غاراته الجوية المساندة للجيش على تجمعات ومواقع الميليشيات في مزارع الورش بمديرية المتون. كما شنت المقاتلات غاراتها على اجتماعات لقيادات الميليشيات في بيت الورش وسط مزارع الورش شمال مديرية المتون بمحافظة الجوف، مما أسفر عن مقتل 12 عنصرا وجرح 17 آخرين، وغارات أخرى استهدفت تعزيزات للميليشيات كانت قادمة من صنعاء ومتجهة إلى مديرية صرواح بمأرب، حيث تقترب قوات الجيش من تطهيرها.
ومنذ منتصف ليل الاثنين، شهدت العاصمة صنعاء تحليقا مكثفا من قبل طيران التحالف العربي التي شنت غاراتها على مواقع ومخازن أسلحة للميليشيات، حسبما أفاد به شهود عيان لـ«الشرق الأوسط».
في شأن ذي صلة، وجه رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وزارة المالية بصرف أربعمائة مليون ريال لمواجهة وباء الكوليرا في الجنوب وتحديدا في محافظات عدن ولحج وأبين والضالع. وشدد بن دغر، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، على «ضرورة تسخير كافة الجهود للقضاء على وباء الكوليرا».
وتصاعدت التحذيرات من انتشار الكوليرا في محافظة تعز المحاصرة من قبل الميليشيات. وكشفت وحدة رصد وباء الكوليرا عن وفاة «133 حالة بمرض الكوليرا في محافظة تعز». وقالت مديرة وحدة الرصد الدكتورة إيلان عبد الحق، إن الحالات المسجلة في المحافظة بلغت 19437 إصابة محتملة فيما بلغ إجمالي الوفيات 133 حالة، أي بنسبة حالتين في اليوم.
وكانت وزارة الصحة والسكان، أعلنت قبل ثلاثة أيام عن تراجع جائحة الكوليرا في محافظات مأرب – شبوة - صعدة– المهرة، وتزايدها في تعز. وقال الناطق الرسمي للوزارة الدكتور محمد السعدي، إن مؤشر عدد الحالات في الارتفاع في محافظة تعز حيث وصلت عدد الحالات المؤكدة مخبريا 121 حالة، وهذه المحافظة تعاني الحصار المستمر من قبل ميليشيا الانقلاب. وأوضح أن عدد حالات الاشتباه للإسهالات المائية الحادة من تاريخ 27 أبريل (نيسان) 2017 إلى 27 يونيو (حزيران) 2017 هو 208203 حالات، وإجمالي حالات الخروج والشفاء 202180 حالة، بينما إجمالي عدد الحالات المؤكدة مخبريا لأصابتها بالكوليرا 569 حالة فقط، وعدد الوفيات 1344. واستنفرت وزارة الصحة العامة والسكان طواقمها الطبية وفرق الترصد الوبائي وبدعم وتنسيق مع شركائها من المانحين والمنظمات الوطنية والدولية وذلك لتقييم طبيعة الانتشار وخطورته وهل يمكن تحولها من حالات فردية إلى وباء.



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.