مصرع 4 جنود كينيين بانفجار في الصومال

مقديشو من دون خدمات الإنترنت لليوم الثالث على التوالي

جنود صوماليون قرب موقع تفجير سيارة مفخخة في مقديشو (أ.ف.ب)
جنود صوماليون قرب موقع تفجير سيارة مفخخة في مقديشو (أ.ف.ب)
TT

مصرع 4 جنود كينيين بانفجار في الصومال

جنود صوماليون قرب موقع تفجير سيارة مفخخة في مقديشو (أ.ف.ب)
جنود صوماليون قرب موقع تفجير سيارة مفخخة في مقديشو (أ.ف.ب)

لليوم الثالث على التوالي، تعطلت أمس خدمة الإنترنت في العاصمة الصومالية مقديشو والمحافظات الجنوبية، بينما لقي ثمانية أشخاص، بينهم أربعة أطفال كانوا متوجهين إلى المدرسة بعد عطلة عيد الفطر، مصرعهم في انفجار عبوة على جانب الطريق في شرق كينيا قرب الحدود مع الصومال.
وقال متحدث باسم الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية بعد الانفجار الذي وقع بين مراراني وكيونغا على بعد مسافة قصيرة عن الحدود: «لدينا ثمانية قتلى، أربعة أطفال وأربعة شرطيين».
وفى حادث آخر، لقي أربعة جنود كينيين، يعملون مع بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم»، حتفهم في انفجار قنبلة بالقرب من بلدة الواك في منطقة جيدو.
ونقلت إذاعة شابيلا عن سكان محليين، إن قنبلة زرعت على جانب الطريق، وتم تفجيرها عن بعد، أصابت قافلة عسكرية تحمل جنودا من قوات الدفاع الكينية في منطقة تقع في ضواحي الواك؛ مما أسفر عن مقتل أربعة جنود.
وجاء الانفجار بعد تبادل كثيف لإطلاق النار بين قوات الدفاع الكينية ومقاتلي حركة الشباب، ووردت تقارير تفيد بأن قتلى من الجانبين سقطوا جراء القتال، لكن لم يتم التأكد فورا من عدد الضحايا. ولم تعلق وزارة الدفاع الكينية بعد على هذا الهجوم الذي يعد آخر سلسلة من الانفجارات، التي استهدفت جنودا من قوات الدفاع الذاتي في منطقة جيدو في الأشهر القليلة الماضية. ودأبت جماعة «الشباب» على استهداف كينيا بسبب مشاركتها في حملة عسكرية يشنها الاتحاد الأفريقي ضد عناصر الجماعة المتطرفة التي تريد إقامة دولة إسلامية في الصومال.
وأرسلت كينيا جنودها إلى الصومال عام 2011 بعد سلسلة من الهجمات التي شنتها حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة على الأراضي الكينية.
إلى ذلك، أعلنت وزارة البريد والاتصالات الصومالية، أن تعطل خدمة الإنترنت يرجع إلى قطع سفينة كابلين بحريين من كينيا وجيبوتي يزودان مقديشو والمحافظات الجنوبية بخدمة الإنترنت.
وأضافت الوزارة، أن هناك مساعي حثيثة لإصلاح العطل الفني، مشيرة إلى أن حل المشكلة يمكن أن يستغرق أياما عدة.
وطبقا لوسائل إعلام محلية ولما ذكرته وكالة «بانا برس» الأفريقية، فقد أثر انقطاع خدمة الإنترنت سلبا على أنشطة الشركات التجارية والمكاتب الرسمية وغير الرسمية ووسائل الإعلام.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».