المشهد

المشهد
TT

المشهد

المشهد

* حروب
- ما من حرب وقعت إلا وتناولتها السينما في عشرات، وبل مئات الأفلام. في ذلك تتساوى الحروب جميعاً. تلك التي سبقت عصر السينما وتلك التي وقعت بعد ولادتها. والحجم لا يهم: حروب صغيرة وحروب كبيرة. محلية وإقليمية أم عالمية. كلها مجازة للنبش إذا ما وقعت قبل عهود أو للرصد الحالي إذا ما كانت دائرة اليوم أو دارت في الأمس القريب.
- هناك سبب مهم لذلك، وهو الرغبة في أحد أمرين: التسلية بإظهار بطولة فريق دون آخر أو التعليق السياسي بتأييد فريق دون آخر. لذلك؛ معظم الأفلام الحربية لا تعادي الحرب كفعل، بل تستغل وجوده لهذا السبب أو ذاك.
- لكن هناك ذلك الفريق الثالث، الأصغر حجماً ولو أن عدد أفلامه يصلح لتأليف كتاب عنه، المعادي للحروب بصرف النظر عمن أطلق الرصاصة الأولى والأسباب الداعية لها. وهذه إما تتخذ من الفيلم الحربي مادة لها (كما الحال مع فيلم لويس مايلستون «كل شيء هادئ على الجبهة الغربية» أو فيلم ستانلي كوبريك «سترة معدنية كاملة»)، أو تتخذ من الحرب وسيلة للذكرى والمقارنة بين حال ما قبل الحرب وما بعدها.
- في هذا الإطار، نجد المخرج العراقي سمير (يكتفي باسمه الأول علماً بأن كامل اسمه هو سمير جمال الدين)، الذي طرح مأساة النزوح والتشتت إثر الغزو الأميركي للعراق في مطلع التسعينات في فيلم تسجيلي طويل (جداً) وجيد عنوانه «أوديسا عراقية»، يعود إلى الموضوع نفسه في فيلم جديد يقوم حالياً بتصويره ما بين لندن وزيورج وبغداد بعنوان «بغداد في ظلي» (Baghdad in My Shadow).
- المختلف هو أن الفيلم الحالي دراما وليس تسجيليا. لكنه ما زال يدور حول العراق ولاجئيها إلى الغرب. في المعلومات الواردة ما يفيد بأن المخرج لديه مادة ثرية ألّـفها عن وقائع عدّة ومنحها خطأ تشويقياً، وإن ليس على الطريقة الهوليوودية مثلاً. الأحداث تقع في مقهى لندني صاحبه عراقي، والشخصيات الأخرى كلها تنتمي إلى هذا المقهى، إما عاملين فيه أو زبائن.
- الحروب التي تدور في رحى العالم العربي دائماً ما أفرزت أفلامها. سواء أكانت الحروب العربية - الإسرائيلية الغابرة، أو الحرب الأهلية اللبنانية، أو الحرب السورية حالياً. وهذا جيد لأن هذه النتاجات ستبقى في الحاضر طويلاً مرجعيات، حتى ولو كانت روائية وغير تسجيلية.


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».