نيجيريا تستبعد التفاوض مع «بوكو حرام».. وأميركا تنشر طائرات

والدة إحدى الفتيات تعرفت على ابنتها في الفيديو

نيجيريا تستبعد التفاوض مع «بوكو حرام».. وأميركا تنشر طائرات
TT

نيجيريا تستبعد التفاوض مع «بوكو حرام».. وأميركا تنشر طائرات

نيجيريا تستبعد التفاوض مع «بوكو حرام».. وأميركا تنشر طائرات

استبعد الرئيس النيجيري غودلاك دوناثان أن تتفاوض حكومة بلاده مع جماعة "بوكو حرام" المتطرفة، من أجل تحرير حوالى 200 فتاة تختطفهن منذ شهر، بحسب ما أفادت تقارير إعلامية اليوم (الثلاثاء) في أبوجا.
وقالت وسائل إعلام محلية إن الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان، عقد اجتماعا مع قادة الأمن في العاصمة أبوجا، وذلك بعد ساعات على بث "بوكو حرام" شريط فيديو تظهر فيها مجموعة من الفتيات المحجبات قالت الجماعة إنهن من المخطوفات "بعد أن اعتنقن الاسلام"، وأبدى أبو بكر شيكاو زعيم الجماعة استعداده لتحريرهن مقابل إطلاق سراح سجناء من "بوكو حرام"، يقضي بعضهم، عقوبات سجن لفترات طويلة بعد إدانتهم في قضايا إرهاب.
من جهة أخرى، قال المدير العام لهيئة التوجيه الوطني في نيجيريا مايك أوميري، إن الحكومة مستمرة في فحص الفيديو جيدا للتوصل إلى أي دليل يرشد عن مكان وجود الفتيات اللاتي اختطفن في 14 أبريل (نيسان) الماضي في قرية شيبوك بولاية بورنو.
وشهدت عدة مدن نيجيرية وعالمية مظاهرات تطالب بإطلاق سراح الفتيات، وتوحدت المظاهرات في رفع شعار موحد هو "أعيدوا إلينا بناتنا".
من جهة أخرى، ذكرت تقارير إعلامية أميركية اليوم (الثلاثاء)، أن طائرات مراقبة أميركية انضمت للجهود الدولية للبحث عن الفتيات المختطفات.
ونقلت شبكة "سى إن إن" الأميركية عن مسؤولين بإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما القول، إن أميركا أرسلت طائرة للأراضي النيجيرية، كما أنها تتشارك صور الأقمار الصناعية مع السلطات.
وأضافت الشبكة أن مسؤولين بريطانيين وأميركيين موجودون في العاصمة النيجيرية أبوجا للمساعدة في العثور على الفتيات.
كما أشارت الشبكة إلى أنه من المتوقع وصول فريق إسرائيلي لمكافحة الارهاب لنيجيريا في القريب العاجل.
وفي نيجيريا أفادت صحيفة "بانش" الصادرة اليوم (الثلاثاء)، أن أعضاء بلجنة رئاسية نيجيرية معنية بملف العثور على الفتيات، التقت مع ممثلين من الصين وفرنسا أمس (الاثنين).
من جهة أخرى، أكد دوموما مبور، وهو رئيس رابطة للآباء والمعلمين اليوم، أن والدة إحدى التلميذات المخطوفات تعرفت على ابنتها في تسجيل الفيديو الذي بُـث أمس.
وأضاف مبور رئيس رابطة الآباء والمعلمين بمدرسة الفتيات الثانوية الحكومية في تشيبوك بشمال شرقي نيجيريا، إن الأم شاهدت تسجيل الفيديو في التلفزيون مساء أمس ورأت ابنتها بين عشرات الفتيات المخطوفات اللائي كن يجلسن على الأرض مرتديات الحجاب.



للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
TT

للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

سحب الفرنسيون من تشاد، الثلاثاء، مقاتلات عسكرية من طراز «ميراج 2000»، ليصبح البلد الأفريقي مترامي الأطراف والحبيس في قلب القارة السمراء، خالياً من أي مقاتلات فرنسية لأول مرة منذ أن نال استقلاله عن باريس قبل 6 عقود.

اليوم، أصبحت سماء تشاد هادئة من أزيز «الميراج» الفرنسية، وأغمضت العين الفرنسية التي ظلّت لعقود طويلة رقيباً لا يغفل على أرض تشاد الشاسعة، الممتدة من صحراء أوزو الحارقة شمالاً، وصولاً إلى أحواض بحيرة تشاد الرطبة في أقاصي الجنوب.

الطائرة التي تُمثّل فخر الصناعة العسكرية الفرنسية، ظلّت لسنوات طويلة صاحبة الكلمة الأولى في السماء التشادية، والسلاح الحاسم الذي تدخّل لقلب موازين السياسة أكثر من مرة، خصوصاً حين حاصر المتمردون القادمون من الشمال الرئيسَ الراحل إدريس ديبي في 2006 و2019.

بداية الرحيل

طائرة «ميراج» فرنسية وهي تغادر قاعدة «غوسي» التشادية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

في حدود منتصف نهار الثلاثاء، كان الجنود الفرنسيون في قاعدة «غوسي» العسكرية في عاصمة تشاد إنجامينا، يتبادلون الابتسامات الباهتة مع أقرانهم التشاديين، فطغت على أجواء الوداع حميمية مصطنعة، وهم يستعدون لركوب طائرات «الميراج»، في رحلة ذهاب دون عودة، نحو فرنسا.

رفع الطيار العسكري الفرنسي يده بتحية عسكرية صارمة، من وراء زجاج طائرته النفاثة، وألقى نظرة أخيرة، ثم حلّق عالياً لتكون بذلك بداية انسحاب فرنسي من بلد دخله أجداده مستعمرين مطلع القرن العشرين، أي قبل 120 عاماً.

الجيش الفرنسي قال في بيان مقتضب تعليقاً على سحب طائراته العسكرية، إن القرار جاء بعد أن قررت تشاد إنهاء العمل باتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع فرنسا، يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف أن «وجود هذه الطائرات كان تلبية لحاجة سبق أن عبّر عنها الشريك (التشادي)».

فيما قال مصدر فرنسي إن وجود المقاتلات الفرنسية في تشاد لم يعُد مبرّراً بعد إنهاء التعاون العسكري بين البلدين، وأضاف أن «فرنسا تنهي نشر مقاتلاتها في قاعدة (غوسي) الجوية في إنجامينا. والجيش الفرنسي اتخذ قراراً بسحب طائراته الحربية».

رحيل تدريجي

وزير خارجية تشاد، عبد الرحمن كليم الله، نشر تغريدة مقتضبة على موقع «إكس»، قال فيها: «إنه بعد الانسحاب النهائي لمقاتلات (الميراج) الفرنسية وطائرة الدعم والإسناد، نفذت المرحلة الأولى من سحب القوات الفرنسية في تشاد».

كما نشرت الخارجية التشادية بياناً قالت فيه: «إن هذا الحدث يُمثل خطوة كبيرة في تنفيذ الجدول الزمني المتفق عليه بين الطرفين» بخصوص مغادرة القوات الفرنسية، قبل أن تشير إلى أنه «سيتم الترحيل التدريجي للقوات البرية خلال الأسابيع المقبلة».

ويوجد في تشاد نحو ألف جندي فرنسي، كانوا موجودين بموجب اتفاق تعاون عسكري موقع منذ عقود، وجرى تجديده عام 2019، ولكن تشاد قررت الشهر الماضي أن تنهيه من جانب واحد من أجل «تجسيد السيادة» على أراضيها.

وفي هذا السياق، قالت الخارجية التشادية إن الشعب التشادي «يتطلّع إلى مستقبل تحظى فيه السيادة الوطنية بالاحترام الكامل، وتتولى فيه القوات المسلحة الوطنية بشرف وكفاءة الدفاع عن أراضيها وأمن مواطنيها».

ولكنها في الوقت نفسه، شدّدت على «فكّ الارتباط (مع فرنسا) يتم بروح من الاحترام المتبادل والحوار البنّاء للحفاظ على العلاقات الثنائية بين تشاد وفرنسا في المجالات الاستراتيجية الأخرى ذات الاهتمام المشترك».

لجنة مشتركة

جنديان تشاديان خلال مناورات مع سلاح الجو الفرنسي (أرشيف الجيش الفرنسي)

ورغم أن البلدين لم يُعلنا أي تفاصيل حول الجدول الزمني لسحب القوات الفرنسية، فإن المصادر تؤكد تشكيل «لجنة مشتركة» تتولّى الإشراف على العملية، وقد عقدت هذه اللجنة اجتماعها الأول يوم الجمعة الماضي، دون إعطاء أي تفاصيل.

في هذه الأثناء، وصفت صحف فرنسية واسعة الانتشار من بينها «لوموند» ما يجري بأنه «صفعة موجعة» تتلقّاها فرنسا في بلد ظلّ لعقود يمثل حليفاً استراتيجياً في أفريقيا، واليوم يُعدّ آخر مركز نفوذ لفرنسا في منطقة الساحل الأفريقي، حيث سبق أن انسحبت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

ويصر الفرنسيون على أن ما يحدث في تشاد مختلف عما جرى في دول الساحل الأخرى؛ حيث وقعت قطيعة تامة مع باريس.

ويقول مصدر وصفه الإعلام الفرنسي بأنه قريب من الملف: «إن التشاديين لم يطلبوا سحب القوات بشكل فوري، وبهذه السرعة»، وأضاف: «نحن من أراد التحكم في الانسحاب» تفادياً لأي مفاجآت.