السلطات المصرية توجه ضربات قوية للجماعات الإرهابية في سيناء والإسكندرية

مقتل 12 من قيادات «داعش» و3 من عناصر حركة «حسم» التابعة لـ{الإخوان»

السلطات المصرية توجه ضربات قوية للجماعات الإرهابية في سيناء والإسكندرية
TT

السلطات المصرية توجه ضربات قوية للجماعات الإرهابية في سيناء والإسكندرية

السلطات المصرية توجه ضربات قوية للجماعات الإرهابية في سيناء والإسكندرية

نفذت السلطات المصرية أمس ضربات قوية ضد الجماعات الإرهابية، فبينما أعلن الجيش المصري قصف القوات الجوية إحدى البؤر الإرهابية في محافظة شمال سيناء؛ ما أسفر عن مقتل 12 فردا تكفيريا شديد الخطورة من قيادات جماعة «أنصار بيت المقدس»، التابعة لتنظيم داعش الإرهابي. قالت الداخلية المصرية إنها قتلت 3 من عناصر حركة «حسم» الإرهابية، في تبادل لإطلاق النار بمدينة الإسكندرية.
وتشهد مصر منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، أعمالاً إرهابية تشنها جماعات مسلحة قتل فيها المئات. وتقول السلطات إنها مرتبطة بتنظيم الإخوان «المحظور»، فيما تنفي جماعة الإخوان مسؤوليتها عن تلك الأعمال.
وتعد محافظة شمال سيناء هي البقعة الأكثر انتشارا لتلك الجماعات المتشددة، وعلى رأسها جماعة «أنصار بيت المقدس»، التي بايعت تنظيم داعش الإرهابي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، وغيرت اسمها إلى «ولاية سيناء».
وأعلن العقيد تامر الرفاعي المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، في بيان أمس، أن القوات الجوية نفذت قصفا جويا مركزا شمال سيناء؛ أسفر عن مقتل 12 فردا تكفيريا شديد الخطورة من قيادات تنظيم «أنصار بيت المقدس»، وتدمير 4 عربات دفع رباعي، خاصة بعناصر التنظيم.
وأضاف المتحدث العسكري أن «القصف جاء بناء على معلومات استخباراتية مؤكدة بشأن تجمع قيادات لما يسمى بتنظيم أنصار بيت المقدس في إحدى البؤر الإرهابية بشمال سيناء، وذلك استمرارا لجهود القوات المسلحة في القضاء على البؤر الإرهابية، واستهداف مواقع تجمع العناصر التكفيرية في سيناء».
وأشار إلى أن «قوات إنفاذ القانون بالتعاون مع القوات الجوية، مستمرة في مواصلة تنفيذ عملياتها للقضاء على باقي البؤر الإرهابية والعناصر التكفيرية لدحر الإرهاب في شمال ووسط سيناء».
كما أعلن المتحدث العسكري أن قوات إنفاذ القانون بالجيش الثالث الميداني تمكنت من القبض على 3 أفراد تكفيريين بوسط سيناء، إضافة إلى ضبط 3 عربات تحتوي على كمية من المواد المشتبه بها في تصنيع العبوات الناسفة، غرب نفق الشهيد أحمد حمدي بمدينة السويس.
ويعاون الجيش في حملته بشمال سيناء، عدد من قبائل بدو سيناء، الذين شكلوا كتائب لمقاتلة تنظيم داعش في سيناء، بدعم السلطات الأمنية، زادت وتيرتها في الأيام الماضية، حيث نجح أبناء القبائل في خطف وقتل العشرات من مسلحي التنظيم الإرهابي.
وتقول السلطات المصرية إنها حققت تقدما ملحوظا في حربها على التنظيم الإرهابي بسيناء، المدعوم من دول إقليمية بحسب مسؤولين مصريين، رغم استمرار العمليات الإرهابية في مدن بشمال سيناء.
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أمس مقتل 3 عناصر من لجان الحراك المسلح «حسم» في تبادل لإطلاق الرصاص مع الشرطة بمدينة الإسكندرية. وتعتبر السلطات الأمنية المصرية أن حركة «حسم» وتنظيمات مسلحة صغيرة أخرى تتبع جماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفها السلطات المصرية على أنها جماعة إرهابية.
وقالت الداخلية في بيان لها، إنه استمراراً في ملاحقة الوزارة لعناصر ما يسمى لحركة «حسم» (الجناح المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية) وتحديد أوكارهم التنظيمية التي يتخذونها مأوى لهم خشية الملاحقة الأمنية وضبطهم، توفرت معلومات مؤكدة لقطاع الأمن الوطني تفيد باختباء مجموعة من قيادات الحركة المشار إليها الهاربة، بإحدى الشقق الكائنة بمنطقة «مساكن شركة الملح» دائرة قسم شرطة برج العرب محافظة الإسكندرية.
وأضاف البيان: «تم التعامل مع تلك المعلومات (بالتنسيق مع مختلف أجهزة الوزارة) لضبط هؤلاء العناصر عقب استئذان نيابة أمن الدولة، وحال اقتراب القوات من العقار المشار إليه فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها، ما دفعها للتعامل مع مصدر النيران، وأسفر ذلك عن مصرع عدد 3 من العناصر المنتمية للحركة والعثور بحوزتهم على أسلحة».
وأوضح البيان أن المذكورين من أبرز كوادر حركة «حسم» وسابق اضطلاعهم بدور بارز لصالحها خلال الفترة الماضية، ارتكز على تنفيذ تكليفات قياداتهم الهاربين خارج البلاد، بالتخطيط وتوفير الدعم اللوجيستي لعناصر الحركة، لتنفيذ كثير من الحوادث الإرهابية. وأكدت الوزارة اتخاذ الإجراءات القانونية كافة حيال الواقعة المشار إليها، وتوالي نيابة أمن الدولة العليا التحقيق فيها.
من جهته، أكد الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، أن القوات المسلحة تعمل بأقصى درجات اليقظة والاستعداد لفرض سيادة الدولة وتأمين حدودها البرية والساحلية، والتصدي بكل حسم لكل من تسول له نفسه المساس بحدود مصر وأمنها القومي.
وأضاف، خلال كلمة له نشرت أمس عقب لقائه عددا من القادة والضباط والصف والصناع العسكريين، أن رجال القوات المسلحة بما يملكونه من انضباط ذاتي وحس وطني مخلص، يدركون حجم المصاعب والتحديات التي تمر بها مصر، ويعملون بكل شجاعة وإخلاص لتنفيذ كل ما يكلفون به من مهام للحفاظ على أمن الوطن واستقراره، والمساهمة بفاعلية في دعم مقومات التنمية الشاملة وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين في ربوع مصر كافة.
وأشار إلى أن رجال القوات المسلحة والشرطة يمثلان السياج المنيع والدرع الواقية للمصريين، بعطائهم الممتد وتضحياتهم المخلصة، وأشاد بالدور الوطني لرجال القوات المسلحة في اقتلاع جذور الإرهاب والتطرف.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.