حكومة جنوب السودان تعلن إرجاء الانتخابات الرئاسية إلى 2015

مشار يدين خروقات القوات الحكومية لاتفاق وقف إطلاق النار

حكومة جنوب السودان تعلن إرجاء الانتخابات الرئاسية إلى 2015
TT

حكومة جنوب السودان تعلن إرجاء الانتخابات الرئاسية إلى 2015

حكومة جنوب السودان تعلن إرجاء الانتخابات الرئاسية إلى 2015

قال رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت أمس إن بلاده ستؤجل انتخابات الرئاسة المقررة عام 2015، بسبب حاجة الفصيلين المتحاربين في البلاد إلى وقت من أجل تحقيق المصالحة، مضيفا أنه من المرجح أن تجرى الانتخابات في أواخر عام 2018.
وقال كير في مطار جوبا الليلة الماضية: «لن تجرى الانتخابات عام 2015، لأن المصالحة بين الناس ستتطلب وقتا»، وأضاف: «يتعين تمديد الجدول الزمني للانتخابات عامين أو ثلاثة، لذا فإن هذه الحكومة المؤقتة ستظل في السلطة، ويمكن أن تجرى الانتخابات عام 2017 أو 2018»، موضحا أنه كان يحبذ إجراء الانتخابات عام 2015.
وتبادل جيش جنوب السودان وقوات المتمردين الاتهامات أول من أمس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار بعد ساعات من سريانه. وبينما قال فيليب أقوير، المتحدث باسم القوات الحكومية، إنه لم ينشب أي قتال في جنوب السودان أمس. اتهمت حكومة جنوب السودان أمس نائب الرئيس السابق، رياك مشار، بانعدام قدرته على ضبط قواته المتمردة التي تخوض معارك مع الجيش منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مشيرة إلى هجمات جديدة رغم توقيع اتفاق جديد الجمعة لوقف النار.
وأعلن وزير الدفاع كول مانيانغ، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القوات الموالية لمشار شنت منذ مساء الأحد هجوما جديدا في ولاية أعالي النيل النفطية (شمال شرق) ضد الجيش، مؤكدا أن هذا الأخير تلقى الأمر «بألا يشن هجوما؛ وإنما بالدفاع عن نفسه فقط». وقال: «الواقع أن مشار لا يسيطر على قواته. إنها قوات غير منتظمة مثل الجيش الأبيض»، وهي ميليشيا المدنيين من إثنية النوير التي يتحدر منها مشار، والتي لها عداوات قديمة مع إثنية الدينكا التي ينتمي إليها كير. وتابع الوزير أن «الجيش الأبيض مؤلف من مدنيين مسلحين، وهم لا يعلمون حتى أنه جرى توقيع اتفاق لوقف الأعمال الحربية، ولم يعرفوا به وهم الذين يشنون الهجمات».
من جهته، أوضح مشار في بيان له أمس، أن الحكومة خرقت اتفاق وقف إطلاق النار الموقع يوم الجمعة الماضية، وأنها هاجمت موقع قواته في ولايات الوحدة وأعالي النيل وجونغلي، وجميعها تقع فيها حقول النفط. وقال مشار: «ندين بأقوى العبارات خروقات الطرف الحكومي، وندعو الوسطاء والمجتمع الدولي بالوقوف بشدة ضد الانتهاكات»، وأضاف أن «الأهمية الأولى تكمن في الوصول إلى سلام بمعالجة أسباب المشكلة».
من جانبه، أوضح مصدر من الوفد الحكومي لجنوب السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لـ«الشرق الأوسط» أن وسطاء دول شرق أفريقيا (الإيقاد) تسلمت مذكرة احتجاج من وفده بسبب خرق المتمردين وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن الوسطاء قسموا طرفي التفاوض إلى أربع مجموعات ولجان فرعية، تشمل لجنة أمنية، ووقف إطلاق النار، ولجنة سياسية، ولجنة دستورية.
وقال المصدر إن الوسطاء حددوا يوم السبت المقبل كآخر موعد لكي تقدم اللجان مقترحاتها ورؤيتها، مؤكدا أن مقترح الحكومة الانتقالية سيناقش ضمن اللجنة السياسية، وأن «وفد المتمردين لديهم مقترح لم يقدم بشكل رسمي لنا، بأن يستمر الرئيس الحالي كير في موقعه خلال الفترة الانتقالية، بشرط ألا يترشح في الانتخابات التي قد تجرى بعد ثلاثة أعوام».
وحول مجموعة قيادات الحزب الحاكم التي أفرج عنها بقيادة الأمين العام السابق باقان أموم، قال المصدر إنه «سيجري ضم مجموعة قيادات الحركة في الحوار الشامل ضمن آخرين من الشخصيات القومية والمجتمع المدني والاتحادات النسوية والشبابية ورجال الدين والقوى السياسية والقيادات القبلية. وستناقش هذه المجموعات قضايا شكل ونظام الحكم، والدستور الدائم، وإجراء المصالحة الشاملة، والإصلاح الإداري والأمني، والإحصاء، وموعد الانتخابات».



الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
TT

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة، خلال عملية عسكرية خاصة داخل الشريط الحدودي بين موريتانيا ومالي. في حين أعلن الجيش الموريتاني أن المواطنين جرى توقيفهم داخل أراضي مالي، وأكد أنه «لن يسمح» بأي انتهاك لحوزته الترابية.

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

وقالت مصادر محلية إن المواطنين الموريتانيين أفرج عنهم بعد ساعات من التوقيف، وكانت وحدة «فاغنر» قد سلّمتهم إلى الجيش المالي الذي حقّق معهم ثم أفرج عنهم، ليعودوا إلى الأراضي الموريتانية ليل الأربعاء/الخميس.

اختراق الحدود

بعد توقيف الموريتانيين من طرف وحدة «فاغنر»، المرافقة للجيش المالي، تداول ناشطون موريتانيون على وسائل التواصل الاجتماعي معلومات تُفيد بأن مقاتلي «فاغنر» وقوات الجيش المالي «اخترقوا» الحدود، وأوقفوا مواطنين موريتانيين.

ولكن الحكومة الموريتانية نفت أن يكون قد حدث أي اختراق للحدود، وقال الوزير الناطق باسم الحكومة، الحسين ولد أمدو: «إن وحدات من الجيش المالي كانت تتحرك في مناطق تابعة لحدودها، وأثناء مرورها اعتقلت هذه المجموعة».

وأضاف ولد أمدو، في مؤتمر صحافي مساء الأربعاء، أن القرية التي دخلها الجيش المالي وقوات «فاغنر»، «تابعة لدولة مالي»، مشيراً إلى أن «اتصالات جرت بين السلطات العسكرية الموريتانية والمالية أسفرت عن إطلاق سراح الموقوفين».

لا تسامح

وأصدر الجيش الموريتاني بياناً صحافياً حول الحادثة، وقال إن ما تداولته الصحف المحلية وبعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي حول اختراق الحدود «مجرد معلومات مغلوطة وأخبار زائفة»، وقال: «إنه لن يسمح لأي كان بانتهاك الحدود».

وأوضح الجيش الموريتاني أن «الأمر يتعلق بوصول وحدة من الجيش المالي إلى قرية الأغظف الموجودة داخل التراب المالي»، وشدّد على أنه «لم تصل القوات المالية مطلقاً إلى خط الحدود بين البلدين».

وقال الجيش الموريتاني: «إن الوحدة العسكرية المالية أوقفت 18 شخصاً في المناطق التي مرت بها، قبل أن يجري إطلاق سراح الموقوفين لاحقاً، بعد اتصالات ميدانية بين الجهات المعنية بموريتانيا ومالي».

وخلص الجيش الموريتاني إلى «طمأنة المواطنين بأن الوحدات العسكرية الموريتانية المرابطة على الحدود، لن تسمح لأي كان بانتهاك الحوزة الترابية للبلاد»، وفق نص البيان الصحافي.

احتفاء محلي

كان توقيف المواطنين الموريتانيين قد أثار حالة من الرعب في أوساط السكان المحليين، في ظل مخاوف من تصفيتهم، كما سبق أن حدث مع موريتانيين خلال العامين الماضيين، أوقفتهم «فاغنر» وعثر عليهم في مقابر جماعية، ما كاد يقود إلى أزمة في العلاقات بين مالي وموريتانيا.

وبعد الإفراج عن الموقوفين سادت حالة من الارتياح في أوساط السكان المحليين، وأصدرت مجموعة من السياسيين والمنتخبين المحليين بياناً، قالت فيه إن سكان محافظة باسكنو الحدودية «يثمنون إطلاق سراح المختطفين على الحدود المالية».

وقال النائب البرلماني، محمد محمود ولد سيدي، إن الإفراج عن الموقوفين «لحظة تحمل في طياتها فرحة كبرى، وترسم أفقاً جديداً من الأمل والطمأنينة في قلوب الجميع».

وأضاف عضو البرلمان الموريتاني عن دائرة باسكنو، أن السكان يشكرون الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني «الذي قاد بحكمة وحزم مسار الجهود المبذولة لتحقيق هذا الإنجاز الوطني الكبير».

وأرجع النائب جهود الإفراج عن الموقوفين إلى ما سمّاه «الدبلوماسية العسكرية (الموريتانية) التي أظهرت قدرتها على إدارة الأزمات بفاعلية، وأثبتت بالدوام نجاعة وحنكة عاليتين في التعامل مع هذا التحدي الأمني الكبير».

حرب مالي

وتعيش دولة مالي على وقع حرب، منذ أكثر من 10 سنوات، ضد مجموعات مسلحة موالية لتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وقبل سنوات قاد ضباط ماليون انقلاباً عسكرياً، وسيطروا على الحكم في البلد، ليعلنوا التحالف مع روسيا، وجلب مئات المقاتلين من «فاغنر» لمساعدتهم في مواجهة المجموعات الإرهابية.

ويثير وجود «فاغنر» داخل الأراضي المالية، خصوصاً في المناطق الحدودية، مخاوف الموريتانيين؛ إذ تسببت عمليات «فاغنر» في مقتل عشرات الموريتانيين داخل الشريط الحدودي بين البلدين.

وتوجد في الشريط الحدودي عشرات القرى المتداخلة، بعضها تتبع موريتانيا ويقطنها مواطنون ماليون، وأخرى تتبع مالي ويقطنها مواطنون موريتانيون، وذلك بسبب عدم ترسيم الحدود بشكل نهائي بين البلدين.