الجوف... خط الانقلابيين الشرقي لتهريب السلاح إلى صعدة

استغلال الطرق الوعرة والصحارى الخاوية لإيصال مختلف الممنوعات

الجوف... خط الانقلابيين الشرقي  لتهريب السلاح إلى صعدة
TT

الجوف... خط الانقلابيين الشرقي لتهريب السلاح إلى صعدة

الجوف... خط الانقلابيين الشرقي  لتهريب السلاح إلى صعدة

كشفت مصادر يمنية خاصة، عن أهم خطوط الإمداد والتهريب التي تعتمد عليها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في شمال البلاد، لتأمين وصول الأسلحة والمهربات إلى مدينة صعدة، المعقل الرئيسي لزعيم جماعة الحوثيين الانقلابية عبد الملك الحوثي.
وقال مدير مكتب وزارة حقوق الإنسان في محافظة الجوف، عبد الهادي العصار، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن محافظة الجوف، ذات الطبيعة الصحراوية، تعد من أهم خطوط التهريب الرئيسية التي يمر عبرها الانقلابيون، والمؤدية إلى صعدة.
ومنذ بدء الانقلابيين في شن حربهم ضد اليمنيين، أواخر العام 2014. والتي لا تزال مستمرة حتى الآن في الكثير من الجبهات والمحافظات، أغلقت الكثير من الطرق الرئيسية بين بعض المحافظات وما تجاورها، جراء الحصار المتعمد على المدن أو بفعل الحرب، فذهب اليمنيون لعبور طرقات بديلة للتنقل أو هربا ونزوحا من الحرب، وقد تتجاوز رحلة التنقل عشر ساعات أو أكثر من ذلك، بعد الانقلاب، غير أن ميليشيات الانقلاب تسلك طرقا أخرى، حولتها لطرق تهريب كل ما يحتاجونه لإطالة أمد الحرب.
وتحدث المسؤول المحلي في محافظة الجوف عن أبرز وأهم تلك الطرق، بالقول إن الميليشيات تتخذ طريق الرملة والصحراء، قرب الحدود مع سلطنة عمان مرورا بحضرموت وشبوة ومنطقة «الرويك»، عبر الصحراء التابعة لمحافظة الجوف، تتخذها طرقا لتهريب الأسلحة والمشتقات النفطية والأجهزة الإلكترونية.
ويؤكد العصار أنه وعبر هذه الطرق يتمكن الانقلابيون من تهريب الأسلحة والقيادات العسكرية الميدانية وكل ما يحتاجونه لتموين قدرتهم العسكرية واستمرارهم في الحرب في جبهات المحافظة أو جبهات خارجها، تحت غطاء المشتقات النفطية والشاحنات الثقيلة التي تستخدم لنقل المواد الغذائية والثلاجات التجارية، وغيرها وهذه تمر عبر مدينة الحزم مركز المحافظة، وتابع أن عملية التهريب تجري بالتنسيق عبر شبكة كبيرة من المهربين الذين يتواجدون في الكثير من المناطق.
وتطرق العصار، إلى تحد يشوب التشديدات والإجراءات الأمنية من قبل قوات الجيش الوطني في فحص كل ما يصل عبر المناطق المحررة، والتي يتواجد جنودها في نقاط التفتيش، وتتواجد قوات الجيش في بعض المناطق الصحراوية التي تقع شرقي المحافظة، بالإضافة للخط الرئيسي الذي يربط مدينة الحزم في الجوف وصنعاء، وقال العصار إن هناك مواقع في مديرية خب الشعف يتم وصول المواد المهربة إليها وهي أم شداد وسوق الثلوث ومنطقة المهاشمة واليتمة والحاسر، ويكون في استقبالها هناك، قيادات من جماعة الحوثيين الذين يرافقونها حتى تصل محافظة صعدة.
يقول العقيد عبد الله الأشرف، الناطق باسم الجيش الوطني في محافظة الجوف إن هناك طرق مفرق العبر غرباً، باتجاه مديرية خب الشعف في المحافظة والقريبة من الشريط الحدودي جنوب المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن هذه المنطقة صحراء ورمال تمتد حتى البقع (أقصى شمال اليمن)، وهي منطقة خالية من السكان وبعيدة عن جبهات القتال، يستغلها المهربون ويقومون بنقل المخدرات والممنوعات والأسلحة.
يضيف الأشرف لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك تنسيقا يتم بين المهربين ومتعاونين معهم، حتى يصلوا حدود قبائل وائلة، لتصل بعد ذلك إلى حدود محافظة صعدة.
وأفاد الأشرف أن هذه المناطق خالية وبعيدة عن أماكن تواجد قوات الجيش الوطني ولا يستطيع تغطيتها، بالإضافة لانعدام إرسال الشبكات فيها، ولا تعمل فيها سوى الهواتف التي تعمل عبر الأقمار الاصطناعية.
وردا على ما تطرحه بعض الأوساط من أن بعض المواد المهربة تمر عبر مناطق تقع تحت سيطرة قوات الجيش الوطني، يقول العقيد الأشرف إنه «من الصعوبة أن يتم تفتيش كل ما يمر في كل النقاط، ولكن إن وجدت هناك معلومات يتم التعامل مع الأمر»، وتوقع الأشرف «أن تكون عمليات التهريب مستمرة في الصحراء، كون المهربين هم من يعرف متى يتحركون وكيف ومن أين»، ورغم كافة الاحتياطات وأساليب الاحتيال التي يستخدمها المهربون ومن ورائهم الميليشيات الحوثية، فإن قوات الجيش الوطني تمكنت، أخيرا، من ضبط غالبية تلك المواد المهربة والأسلحة والمخدرات، بالإضافة إلى عملات نقدية مزورة قدرت بملايين الريالات، وتم إلقاء القبض على قيادات عسكرية انقلابية أو موالين لهم عبر أغلب طرق التهريب تلك في المحافظة.
يذكر أن قوات الجيش الوطني اليمني، تسيطر على نحو 70 في المائة من المساحة الجغرافية للمحافظة والبالغة نحو 39 ألف كيلومتر مربع. وتتوسط الجوف خمس محافظات يمنية، هي صنعاء ومأرب جنوبا وعمران غربا وحضرموت شرقا وصعدة شمالا، بالإضافة لمتاخمة حدودها مع المناطق الحدودية في المملكة العربية السعودية من جهة الشمال الشرقي لليمن. فيما يصل عدد سكان المحافظة إلى نحو 532 ألف نسمة.


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».