«التجارة» توافق على النظر في مطالب دعم المخابز

خمسة آلاف مخبز تواجه تحديات ارتفاع أسعار المواد الأساسية

قدم ملاك المخابز مطالب تضمنت الحصول على الإعفاء من رسوم العمالة الجديدة  وارتفاع تكاليف التشغيل مثل الوقود («الشرق الأوسط»)
قدم ملاك المخابز مطالب تضمنت الحصول على الإعفاء من رسوم العمالة الجديدة وارتفاع تكاليف التشغيل مثل الوقود («الشرق الأوسط»)
TT

«التجارة» توافق على النظر في مطالب دعم المخابز

قدم ملاك المخابز مطالب تضمنت الحصول على الإعفاء من رسوم العمالة الجديدة  وارتفاع تكاليف التشغيل مثل الوقود («الشرق الأوسط»)
قدم ملاك المخابز مطالب تضمنت الحصول على الإعفاء من رسوم العمالة الجديدة وارتفاع تكاليف التشغيل مثل الوقود («الشرق الأوسط»)

وافق الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة أصحاب المخابز المطالبين بدعم المواد المستوردة التي تدخل في تصنيع رغيف الخبز برفع مطالبهم بصفة رسمية للنظر فيها وإقرارها.
وقال فهد السلمان رئيس اللجنة الوطنية في مجلس الغرف السعودية لـ«الشرق الأوسط» إن «اللجنة رفعت مطالب المستثمرين بناء على موافقة وزير التجارة والتي تتضمن طلب إعفاءات جمركية وتخفيضا للرسوم الخاصة بوزارة التجارة وبعض الجهات الأخرى مثل الأمانات بهدف خفض التكاليف على أصحاب المخابز وضمان استمرار إنتاج الأفران حيث يوجد في السعودية أكثر من خمسة آلاف مخبز يواجه تحديات كبيرة نتيجة ارتفاع المواد الأساسية التي تدخل في صناعة الخبز»، مشيرا إلى أن الطلب تضمن تقديم تخفيض على الخمائر والمواد الأساسية التي تدخل في تركيب الخبز إلى جانب تقديم بعض الإعفاءات للأجهزة المساندة في المخابز من الآليات والأفران.
ويأتي تحرك أعضاء اللجنة عقب تلقيهم شكاوى رسمية من قبل ملاك المخابز بتوقف نشاطهم عن إمداد السوق بالخبز، نتيجة ارتفاع التكلفة في الآونة الأخيرة، وقدموا مطالب تضمنت الحصول على الإعفاء من رسوم العمالة الجديدة، وارتفاع تكاليف التشغيل مثل الوقود.
وكان فايز حمادة، نائب رئيس اللجنة الوطنية للمخابز أشار في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن أصحاب المخابز يواجهون تحديات كبيرة بسبب زيادة التكاليف، سواء من حيث رسوم العمالة وارتفاع أسعار بعض المواد والمعدات التي يجري استخدامها لإنتاج الخبز، مشيرا إلى أن ثلاث جهات حكومية هي المعنية بتفهم المشكلة التي يمر بها أصحاب النشاط في الوقت الذي تنص فيه القرارات على عدم رفع سعر الخبز ليصل إلى المستهلك بريال واحد.
وأوضح حمادة، أن الاجتماع الأول ناقش مشكلات العمالة وزيادة الرسوم مع أحمد الحميدان، وكيل وزارة العمل للشؤون العمالية، في حين ناقش الاجتماع الثاني مع الدكتور توفيق الربيعة، وزير التجارة والصناعة، ارتفاع أسعار المعدات وطلب تخفيض تكلفة المواد الأساسية اللازمة، موضحا أن هناك تفهما كبيرا للمشكلات التي يواجهها أصحاب المخابز.
وبين أن إقرار التحول من وقود الديزل إلى الكيروسين، حيث تصل تكلفة الأولى إلى ثماني هللات، في حين تصل تكلفة الأخير إلى 25 هللة مما يعد زيادة في التكاليف على المخابز إلى جانب فواتير الكهرباء المرتفعة خاصة للمخابز التي تستخدم الأفران الكهربائية، لافتا إلى أن تقديم مطالب بتقديم تخفيض يصل إلى 30 في المائة من أسعار الوقود الحالية بحيث يخفف التكاليف على المخابز ويساعد في استمرار نشاطها.
وأضاف أن «تلك التحديات تسببت في توقف بعض المخابز خاصة الصغيرة، الأمر الذي يؤثر على وفرة الخبز في السوق باعتباره سلعة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها».
وتوقع نائب رئيس لجنة المخابز، أن يرتفع حجم الطلب على رغيف الخبز في غرب السعودية نظرا لزيادة أعداد القادمين لأداء العمرة، حيث من المتوقع أن يقفز من 1800 طن في الوقت الحالي إلى أكثر من 2500 طن خلال موسم الصيف ورمضان والحج، مشيرا إلى أن كل المخابز تعمل بكامل طاقتها وتوفر جميع الأحجام بالأسعار المحددة.
وكانت الأمانات في السعودية بررت اتخاذها لقرار وقف استخدام وقود الديزل لتسخين أفران المخابز، استنادا إلى لائحة وزارة الشؤون البلدية التي نصت على أن الأفران تعمل بالغاز الطبيعي ويمنع استخدام الديزل كوقود فيها.
وتعد سوق المخابز السعودية من أكبر الأسواق في منطقة الشرق الأوسط، حيث يبلغ حجم الاستثمارات فيها ثلاثة مليارات ريال، مما يتطلب افتتاح المزيد من فروع شركات المخابز والتعاون مع شركات عالمية في استيراد القمح، الذي يدخل في آلية عمل هذه المخابز وما اتخذ في مجال مراعاة جودته إلى جانب التعرض لإنتاج القمح المحلي. وأشار تقرير لمؤسسة صوامع الغلال عن اعتماد ثلاثة مشاريع جديدة للعام الحالي وهي: مشروع لبناء صوامع في محافظة ينبع بطاقة تخزينية تبلغ 120 ألف طن لتخزين القمح المستورد، مشروع إنشاء صوامع الغلال بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية برابغ بطاقة تخزينية 120 ألف طن، إضافة إلى توسعة صوامع محافظة خميس مشيط بطاقة تخزينية 80 ألف طن.



كيف تساهم السعودية في مكافحة الجوع على المستوى الدولي؟

سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)
سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)
TT

كيف تساهم السعودية في مكافحة الجوع على المستوى الدولي؟

سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)
سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)

في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت العالم عام 1973، وتداعياتها، قدّمت السعودية منحة لـ«برنامج الأغذية العالمي» بين عامي 1975 - 1976 بمبلغ 50 مليون دولار لدعم مشاريعه الغذائية للمتضررين من الأزمة آنذاك، لتسجّل منذ ذلك الحين نفسها داعماً سخيّاً للبرنامج العالمي على مدى نصف قرن.

يستحضر ذلك الدعم قبل نصف قرن، امتداد الجهود السعودية لمكافحة الجوع في العالم في وقتٍ يواجه فيه 343 مليون شخص حول العالم جوعاً حاداً.

جاء الدعم السعودي على الصعيد الدولي واسعاً بشكل مباشر أو عبر التنسيق مع «برنامج الأغذية العالمي»، ليصل إلى العديد من الدول والقارات، وشكّلت الشراكة بين السعودية والبرنامج نموذجاً هاماً لمكافحة الجوع وفقاً لمراقبين.

حديثاً، جدّد الجانبان التزامهما المشترك بمكافحة الجوع، عبر توقيع برنامج تعاون مشترك لمدة 5 سنوات أخرى، بين «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، و«برنامج الأغذية العالمي»، مما يفتح صفحة أخرى من المشاريع المحتملة.

أطنان من التمور في مستودع بمحافظة عدن قبل تسليمها لبرنامج الأغذية العالمي ضمن دعم سعودي مقدم إلى اليمن (واس)

يعتمد برنامج التعاون المشترك هذا على نهج متعدد الجوانب لمعالجة التحديات الإنسانية في حالات الطوارئ، وبناء القدرات، والحد من مخاطر الكوارث، واللوجيستيات. وحول الدعم الإنساني السعودي في هذا الصدد، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين: «يلعب الدعم الإنساني للسعودية دوراً قيِّماً في جهودنا لوقف الجوع وسوء التغذية. وبينما نتطلع إلى المستقبل، يسعدنا أن نؤكد من جديد التزامنا المشترك بتعزيز وتوسيع هذه الشراكة للوصول إلى المزيد من المحتاجين».

توسيع نطاق التأثير

الشراكة امتدت لـ5 عقود، كان من أبرز محطّاتها حينما انفجرت الأزمة المالية العالمية عام 2008، وأعلنت السعودية تقديم منحة تاريخية سخية بمبلغ 500 مليون دولار للبرنامج لتمكينه من استكمال مشاريعه الإغاثية وتوفير الغذاء للملايين من الأشخاص المتضررين من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وفي عام 2014 ساهمت السعودية أيضاً بأكثر من 200 مليون دولار لتوفير الغذاء للأسر النازحة في العراق، واللاجئين السوريين في البلدان المجاورة لسوريا، واللاجئين من جنوب السودان والصومال كذلك.

جانب من تجديد الشراكة بين «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» و«برنامج الأغذية العالمي» (الأمم المتحدة)

وفقاً للبرنامج الأممي، ساهمت السعودية بمبلغ 2.2 مليار دولار لدعم «برنامج الأغذية العالمي» في مكافحة الجوع، على مدى العقدين الماضيين فقط، حيث تم الوصول إلى المحتاجين في 31 دولة، وبناءً على هذا الأساس المتين، تواصل الشراكة توسيع نطاق تأثيرها مع محفظة مشاريع حالية تجاوزت 68 مليون دولار في المشاريع الإنسانية والتنموية الجارية.

الأرقام الرسمية السعودية، كشفت أن حجم المساعدات المقدمة من السعودية للبرنامج بين عامي 2005 – 2021 فقط، تجاوزت 1.95 مليار دولار، تم تخصيصها لدعم 124 مشروعاً في قطاعات الغذاء والأمن الغذائي، هذا بالإضافة إلى منحة المملكة من التمور التي تبلغ 4500 طن والتي تقدم للبرنامج كل عام منذ أكثر من عقدين من الزمن وحتى اليوم.

أما إجمالي ما تم تقديمه للبرنامج من خلال «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» حتى عام 2021، بيّن المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبد الله الربيعة، خلال اجتماع للمجلس التنفيذي السنوي لبرنامج الأغذية العالمي، أنه تجاوز 1.942 مليار دولار، ساعدت البرنامج على تقديم المساعدات الغذائية لـ24 دولة حول العالم في مقدمتها اليمن التي حظيت بقدر كبير من تلك المشاريع؛ حيث نفذ فيها 27 برنامجاً إغاثياً بمبلغ 1.164 مليار دولار بالشراكة مع البرنامج شملت المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية.

إسهامات نقدية وعينية

المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، كشف من جانبه خلال اجتماع للمجلس التنفيذي السنوي لبرنامج الأغذية العالمي، أن السعودية واصلت دورها في مساندة البرنامج، حيث يقدّر حجم المساعدات المقدمة من السعودية للبرنامج بين عامي 2005 – 2021 فقط بمبلغ مليار و958 مليوناً و555 ألف دولار.

إلى جانب المساهمات النقدية، تُقدم السعودية مساهمة سنوية تبلغ 4 آلاف طن متري من التمور، ليصل إجماليها إلى أكثر من 100.000 طن متري على مر السنين، مما عزز البرامج المشتركة في الميدان، حيث تُعد التمور طبقاً للمراجع الطبية مصدراً حيوياً للتغذية وتحمل أهمية ثقافية للعديد من المجتمعات التي تعاني من حاجة ماسة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، انضمام بلاده إلى «التحالف الدولي لمكافحة الجوع والفقر»، قائلاً خلال رئاسته وفد بلاده في قمة «مجموعة العشرين» في البرازيل، إن السعودية يسرّها أن تكون جزءاً من هذا التحالف الذي يتماشى مع أهدافها التنموية، ودورها العالمي في هذا الصدد، والذي تعبّر عنه برامج مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والصندوق السعودي للتنمية، بالإضافة إلى مساهماتها العالمية في برامج صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لدعم الدول النامية.