رئيس الوزراء المصري: انتخابات الرئاسة في موعدها.. ونتعامل بمنتهى الشفافية

«الداخلية» تبدأ خطة التأمين.. و«الخارجية» تتسلم بطاقات اقتراع المغتربين

رئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب خلال تفقد مزرعة عالمية لنبات الصبار في حديقة الأورمان بالقاهرة أمس (موقع الحكومة المصرية)
رئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب خلال تفقد مزرعة عالمية لنبات الصبار في حديقة الأورمان بالقاهرة أمس (موقع الحكومة المصرية)
TT

رئيس الوزراء المصري: انتخابات الرئاسة في موعدها.. ونتعامل بمنتهى الشفافية

رئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب خلال تفقد مزرعة عالمية لنبات الصبار في حديقة الأورمان بالقاهرة أمس (موقع الحكومة المصرية)
رئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب خلال تفقد مزرعة عالمية لنبات الصبار في حديقة الأورمان بالقاهرة أمس (موقع الحكومة المصرية)

جدد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء في مصر، تأكيده إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، قائلا إنه «لا يمل من تأكيد حيادية الحكومة خلال هذه الانتخابات، لتجرى بمنتهى الشفافية والنزاهة ووفقا لإرادة شعب مصر الحر». وأكد رئيس الوزراء، خلال تصريحاته على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقده بمركز البحوث الزراعية، أمس، أن «الحكومة ستوفر التسهيلات كافة لأي جهة ترغب في مراقبة الانتخابات»، مشددا على وضع الإجراءات الأمنية كافة الكفيلة بنجاح الاستحقاق الرئاسي.
وبينما قال مصدر أمني، إن «وزارة الداخلية سوف تتصدى بكل قوة لمحاولات تعطيل الانتخابات الرئاسية المقرر لها 26 و27 مايو (أيار) الحالي»، تسلمت وزارة الخارجية بطاقات اقتراع تصويت المصريين في الخارج من اللجنة العليا للانتخابات تمهيدا لتوزيعها على مقار سفاراتها.
وتتجه الأنظار المصرية والدولية لثاني خطوات «خريطة المستقبل»، التي وضعها الجيش بالتوافق مع قوى سياسية في يوليو (تموز) من العام الماضي، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي.
وتعزز نتائج انتخابات الرئاسة شرعية ثورة 30 يونيو (حزيران) الماضي بعد إقرار الدستور الجديد في مطلع العام الحالي، بحسب مراقبين. ويتنافس في الانتخابات قائد الجيش السابق المشير عبد الفتاح السيسي، وزعيم «التيار الشعبي» حمدين صباحي.
من جهته، تعهد المشير السيسي بأن يشعر المصريون بتغيير حقيقي في مناحي حياتهم خلال سنتين.
وقال السيسي في حوار خاص مع قناة «سكاي نيوز» العربية الفضائية، أمس، إن «المصريين ليسوا بحاجة لمزيد من القوانين.. بل نحتاج إلى احترام القانون»، في مجمل رده عن الحاجة إلى قوانين جديدة للقضاء على بعض السلبيات التي تواجه المجتمع المصري.
وأضاف المشير السيسي، وفقا لمقتطفات نشرتها القناة: «ليس بيني وبين (الإخوان) خصومة أو ثأر، لكنهم قدموا أنفسهم بشكل جعل المصريين لا يقبلونهم.. هم حولوا الخلاف السياسي بسبب فشلهم إلى خلاف ديني».
وأشار إلى أن المصريين «لا يحتاجون لمن يحدثهم باسم الدين، فهم - مسلمين ومسيحيين - متدينون». وشدد على أن تجديد الخطاب الديني مسؤولية الأزهر والكنيسة، وليس مسؤولية أي جهة أخرى.
بينما واصل صباحي جولاته الميدانية في محافظات مصر، وزار أمس محافظة البحيرة.
وقال في حوار مع التلفزيون الرسمي الليلة قبل الماضية، إن «المنتمين إلى (الحزب الوطني) المنحل لم يفسدوا مصر»، مشيرا إلى أن قيادات الحزب المتمثلين فيما يقرب من 30 شخصية هم من أفسدوا البلاد أثناء تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك مسؤولية الوطن، بينما باقي المنتمين إلى الحزب لم يستفيدوا شيئا سوى حمل كارنيه الحزب، لافتا إلى أن القضاء على الفساد يحتاج إلى إصدار مجموعة من تشريعات لمعالجة الفساد.
وتابع مؤسس حركة «التيار الشعبي»، أن محاربة الفساد أساس برنامجه الرئاسي، عن طريق إقامة مفوضية لمكافحة الفساد، وإعطاء هذه المفوضية الحق في القبض على من يثبت فساده من دون الحاجة إلى إذن السلطة التشريعية، مؤكدا أنه يسعى إلى إقامة دولة لا يوجد على رأسها أي فاسد.
في غضون ذلك، أكد مصدر أمني أن «خطة تأمين الانتخابات الرئاسية تتضمن تمركز قوات الجيش خارج مقار اللجان لتتيح الفرصة للناخبين للدخول إلى اللجان بسهولة»، لافتا إلى أن الأمن سيكون موجودا خارج اللجان، وأنه سوف يتدخل في حال وجود أي إعاقة للناخبين أو إثارة شغب داخل اللجان. وأضاف المصدر الأمني لـ«الشرق الأوسط» أنه «جرى وضع خطة محكمة لتأمين مقار الاستفتاء والمناطق المحيطة بها بمشاركة الجيش»، مؤكدا أن الخطة تتضمن في بدايتها قيام قوات الشرطة، تدعمها عناصر من الجيش، باتخاذ إجراءات تأمينية وتمشيط للقوات في نطاق وجودها، خاصة المناطق والبؤر المشتبه في وجود عناصر إجرامية بها.
وأوضح المصدر الأمني أن «تأمين الانتخابات يعد المهمة الرئيسة، وأنه لن يجري التهاون مع أي شخص يحاول إفساد العملية الانتخابية»، مشددا على أن مشاركة الشعب المصري في الانتخابات مهمة.
وتزايدت أعمال العنف والتفجيرات في البلاد عقب عزل مرسي، ويتظاهر أنصار جماعة الإخوان في القاهرة وعدة محافظات بشكل شبه يومي.
ويقول مراقبون إن «السلطات المصرية تحاول تأكيد قدرتها على ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد قبل الانتخابات الرئاسية».
على صعيد ذي صلة، تسلمت وزارة الخارجية، أمس، بطاقات اقتراع تصويت المصريين في الخارج من اللجنة العليا للانتخابات. وأكدت الخارجية أنها ستقوم بتوزيعها على مقار سفاراتها في مختلف أنحاء العالم. وأكد مصدر دبلوماسي أن نموذج الاقتراع يحتوي على اسم المرشح الرئاسي وشهرته ورمزه الانتخابي، بالإضافة إلى صورة للمرشح.
ويبدأ تصويت المصريين بالخارج في الانتخابات الرئاسية خلال الفترة من 15 وحتى 18 مايو (أيار) الحالي، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي، إن «اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية قامت كذلك بموافاة الوزارة بالقواعد الإرشادية المنظمة لتصويت المصريين بالخارج، التي من بينها: ألا يعتد إلا بأصل بطاقة الرقم القومي أو أصل جواز ساري الصلاحية، وأن يكون التصويت سريا وشخصيا ومباشرا ولا يجوز فيه التوكيل».
وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أنه في ضوء توقع أن تشهد عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية زيادة ملموسة في أعداد المصوتين نتيجة التسهيلات التي أقرتها لجنة الانتخابات الرئاسية، قامت وزارة الخارجية بإيفاد أطقم من الدبلوماسيين والإداريين للوجود في السفارات ذات الكثافة التصويتية الكبيرة خاصة في دول الخليج، وذلك للمعاونة في عملية تنظيم الانتخابات بمقار البعثات.
في السياق ذاته، أصدرت لجنة الانتخابات الرئاسية برئاسة المستشار أنور العاصي أمس، بعض الضوابط الخاصة بالمتابعين للعملية الانتخابية من منظمات المجتمع المدني المصرية والدولية.
وأكدت اللجنة أن للمتابعين الحق في دخول لجان الاقتراع والفرز واللجان العامة ورصد ومشاهدة جميع إجراءات العملية الانتخابية، والالتزام بارتداء التصريح الصادر من لجنة الانتخابات بشكل واضح أثناء فترة الوجود باللجان العامة أو الفرعية وحمل بطاقة الرقم القومي أو جواز السفر، وأنه لا يجوز أن يبقى المتابع داخل أي لجنة لمدة تجاوز نصف الساعة، إلا إذا سمح له رئيس اللجنة بذلك.
وتضمنت الضوابط التي أعلنتها اللجنة أنه «في حالة الرغبة في حضور عملية الفرز، فإن ذلك يكون من بدايته، حتى إعلان النتيجة ولا يجوز المغادرة إلا بإذن من رئيس اللجنة، والالتزام بتعليمات القضاة رؤساء اللجان الفرعية والعامة الذين لهم تحديد عدد المتابعين داخل اللجنة، أو تقليص مدة وجودهم، وأن يحظر التدخل في سير العملية الانتخابية، بأي شكل من الأشكال، أو عرقلتها، أو التأثير على الناخبين، أو الدعاية للمرشحين».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.