إسقاط «درون» للأسد أطلقت النار على قوات للتحالف

توسع النظام بالقلمون الشرقي بعد تقويض تمدده إلى التنف

مقاتل من الجيش السوري الحر في درعا جنوب سوريا في مهمة حراسة قبل الإفطار (رويترز)
مقاتل من الجيش السوري الحر في درعا جنوب سوريا في مهمة حراسة قبل الإفطار (رويترز)
TT

إسقاط «درون» للأسد أطلقت النار على قوات للتحالف

مقاتل من الجيش السوري الحر في درعا جنوب سوريا في مهمة حراسة قبل الإفطار (رويترز)
مقاتل من الجيش السوري الحر في درعا جنوب سوريا في مهمة حراسة قبل الإفطار (رويترز)

أسقطت الولايات المتحدة طائرة دون طيار (درون) مسلحة تابعة للنظام السوري بعد أن هاجمت قوات للتحالف الذي تقوده أميركا في سوريا، أمس، بحسب متحدث عسكري أميركي. وهذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها نظام الرئيس السوري بشار الأسد قوات التحالف.
وقال الكولونيل ريان ديلون، وهو متحدث باسم التحالف الذي يقاتل تنظيم داعش، لـ«رويترز»، إن الطائرة دون طيار المسلحة جرى تدميرها، بعدما أطلقت النار على قوات للتحالف كانت تقوم بدورية خارج منطقة لعدم الاشتباك في جنوب سوريا.
وأضاف أنه لم تقع إصابات في صفوف قوات التحالف. وفي وقت سابق اليوم، قال ديلون إن الولايات المتحدة نفذت ضربة أخرى على شاحنات خفيفة تحمل أسلحة كانت تحركت ضد مقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة قرب بلدة التنف.
ميدانياً، تتحرك خريطة النفوذ في جنوب شرقي سوريا بشكل متسارع، مع مساعي قوات النظام للتقدم إلى الخطوط الشرقية الحدودية مع الأردن والعراق، فيما تواجه قوات المعارضة «محاولات التوغّل» بصدّ الهجمات، واستهداف عمق المناطق العسكرية للنظام بالصواريخ.
وأفاد مسؤول المكتب الإعلامي في جيش أسود الشرقية سعد الحاج، بأن قوات الجيش السوري الحر في البادية بريف دمشق الشرقي، تصدت لهجوم واسع شنته قوات النظام والميليشيات الإيرانية على محاور تل دكوة وبئر القصب وتل دخان بريف دمشق، وذلك رداً على الخسائر التي تكبدتها قوات النظام في الأيام الماضية في معركة «الأرض لنا».
في حين ذكرت وسائل إعلام النظام السوري أن قواته تقدمت على محوري تل دكوة وبئر القصب وتل الدكوة الاستراتيجي بريف دمشق الشرقي الذي يفتح طريق المحطة الحرارية - تل دكوة. وتكمن أهمية تل ركوة في أنه نقطة صخرية مرتفعة تربط الجنوب بالشمال في البادية السورية. وقال الحاج إن «النظام حاول الدخول إليها بأكثر من 50 آلية ومدرعة تحت غطاء جوي روسي ونظامي مؤلف من 18 طائرة تتناوب على قصف مواقع الثوار».
وردّت المعارضة على هذا التوسع النظامي، إذ أكد سعد الحاج أن «جيش أسود الشرقية» و«قوات أحمد العبدو» حققت إصابات مباشرة في صفوف قوات النظام، وحلفائها المتمركزة في محطة تشرين الحرارية بريف دمشق، التي تحولت إلى غرفة عمليات عسكرية، كما استهدفت مواقع النظام في حاجز ظاظا براجمات الصواريخ.
وتواصلت الاشتباكات في المنطقة من غير أن تحدث تغييراً استراتيجياً في خريطة النفوذ. وقال مصدر بارز في قوات المعارضة لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن الحسم أو تقدير نتائج المعركة، فالمنطقة تشهد معارك كر وفر، ونحن نصد هجمات النظام، ونوجه له الضربات، لكن يبدو أن هناك قراراً لدى الميليشيات بتحقيق تقدم والسيطرة على المنطقة الواقعة شرق الغوطة الشرقية، ونحن نواجهها».
وسيطرت قوات المعارضة على بئر قصب قبل ثلاثة أشهر، إثر طرد تنظيم داعش منها، ووسعت حضورها في البادية الممتدة من ريف السويداء الشمالي الشرقي، باتجاه ريف دمشق الشرقي الممتد إلى الحدود مع الأردن.
لكن النظام، بدأ بالتوسع في المنطقة، قبل ثلاثة أسابيع، في محاولة للقاء قواته في جبال الرحبة شرقاً، وليحكم السيطرة على بقعة جغرافية تقف إمكانية وجود المعارضة نهائياً في الريف الشرقي للسويداء.
وحرك النظام هذه الجبهات، إثر إقفال «التحالف الدولي» الطرق أمامه للتقدم إلى معبر التنف الحدودي مع العراق. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بارتفاع أعداد الخسائر البشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها نتيجة الضربات الجوية للتحالف الدولي في البادية إلى 32، وذلك إثر استهداف رتل لقوات النظام على الطريق الواصل بين منطقة السبع بيار وحاجز ظاظا في البادية الجنوبية الشرقية لحمص.
وجاء تحرك النظام في المنطقة الجنوبية الغربية لمعبر التنف، بموازاة توسعه في شمالها الغربي، على جبهة شرق تدمر وتوغله في عمق منطقة البادية السورية التي تخوض فيها معارك يومية ضد كل من التنظيم وفصائل المعارضة.
وسيطرت قوات النظام والميليشيات المساندة لها، أمس، على قرية العليانية وعدة نقاط في محيطها جنوب شرق مدينة تدمر الخاضعة لسيطرتها في ريف حمص الشرقي، بعد مواجهات مع تنظيم داعش.
في هذا الوقت، فجر تنظيم داعش، أمس، عربة مفخخة في مواقع قوات النظام بالقرب من اللواء 137 غرب مدينة دير الزور، بحسب ما أفادت به وكالة «قاسيون»، فيما اندلعت معارك عنيفة بين الطرفين في محيط اللواء 137، وتترافق الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف بالقذائف الصاروخية والمدفعية من قبل قوات النظام على مناطق وجود التنظيم ومواقعه.
وكانت قوات النظام سيطرت، أمس، على تلة السيرياتل بمحيط اللواء 137 قرب المدينة، بتغطية جوية من الطيران الروسي، ليقوم التنظيم بهجوم معاكس مستخدماً سيارة مفخخة، استعاد به السيطرة على التلة الاستراتيجية، وسط اشتباكات عنيفة بين الطرفين في المنطقة. وتشهد جبهة اللواء 137 معارك عنيفة بين النظام والتنظيم، في محاولة من التنظيم السيطرة على اللواء، وتضييق الخناق على مواقع النظام في المنطقة.
وفي السياق، شنت المقاتلات الحربية الروسية وأخرى تابعة للنظام السوري غارات جوية مركزّة على محاور الاشتباكات، بينما ألقت طائرات عدة حاويات تحوي مواد غذائية ومساعدات إنسانية على مناطق في مدينة دير الزور، حيث سقطت بواسطة مظلات على مناطق سيطرة قوات النظام.
في ريف سلمية في محافظة حماة، قصف الطيران الحربي النظام آليات ومواقع لتنظيم داعش كانت تتحرك من بلدة عقيربات المركز الرئيسي للتنظيم في الريف الشرقي لسلمية باتجاه شرق أثريا، بموازاة استكمال العملية العسكرية في ريف سلمية الشرقي الهادفة إلى تأمين خط اثريا - خناصر، وقطع خطوط إمداد التنظيم باتجاه منطقة شاعر وجب الجراح في ريف حمص الشرقي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.