أسقطت الولايات المتحدة طائرة دون طيار (درون) مسلحة تابعة للنظام السوري بعد أن هاجمت قوات للتحالف الذي تقوده أميركا في سوريا، أمس، بحسب متحدث عسكري أميركي. وهذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها نظام الرئيس السوري بشار الأسد قوات التحالف.
وقال الكولونيل ريان ديلون، وهو متحدث باسم التحالف الذي يقاتل تنظيم داعش، لـ«رويترز»، إن الطائرة دون طيار المسلحة جرى تدميرها، بعدما أطلقت النار على قوات للتحالف كانت تقوم بدورية خارج منطقة لعدم الاشتباك في جنوب سوريا.
وأضاف أنه لم تقع إصابات في صفوف قوات التحالف. وفي وقت سابق اليوم، قال ديلون إن الولايات المتحدة نفذت ضربة أخرى على شاحنات خفيفة تحمل أسلحة كانت تحركت ضد مقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة قرب بلدة التنف.
ميدانياً، تتحرك خريطة النفوذ في جنوب شرقي سوريا بشكل متسارع، مع مساعي قوات النظام للتقدم إلى الخطوط الشرقية الحدودية مع الأردن والعراق، فيما تواجه قوات المعارضة «محاولات التوغّل» بصدّ الهجمات، واستهداف عمق المناطق العسكرية للنظام بالصواريخ.
وأفاد مسؤول المكتب الإعلامي في جيش أسود الشرقية سعد الحاج، بأن قوات الجيش السوري الحر في البادية بريف دمشق الشرقي، تصدت لهجوم واسع شنته قوات النظام والميليشيات الإيرانية على محاور تل دكوة وبئر القصب وتل دخان بريف دمشق، وذلك رداً على الخسائر التي تكبدتها قوات النظام في الأيام الماضية في معركة «الأرض لنا».
في حين ذكرت وسائل إعلام النظام السوري أن قواته تقدمت على محوري تل دكوة وبئر القصب وتل الدكوة الاستراتيجي بريف دمشق الشرقي الذي يفتح طريق المحطة الحرارية - تل دكوة. وتكمن أهمية تل ركوة في أنه نقطة صخرية مرتفعة تربط الجنوب بالشمال في البادية السورية. وقال الحاج إن «النظام حاول الدخول إليها بأكثر من 50 آلية ومدرعة تحت غطاء جوي روسي ونظامي مؤلف من 18 طائرة تتناوب على قصف مواقع الثوار».
وردّت المعارضة على هذا التوسع النظامي، إذ أكد سعد الحاج أن «جيش أسود الشرقية» و«قوات أحمد العبدو» حققت إصابات مباشرة في صفوف قوات النظام، وحلفائها المتمركزة في محطة تشرين الحرارية بريف دمشق، التي تحولت إلى غرفة عمليات عسكرية، كما استهدفت مواقع النظام في حاجز ظاظا براجمات الصواريخ.
وتواصلت الاشتباكات في المنطقة من غير أن تحدث تغييراً استراتيجياً في خريطة النفوذ. وقال مصدر بارز في قوات المعارضة لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن الحسم أو تقدير نتائج المعركة، فالمنطقة تشهد معارك كر وفر، ونحن نصد هجمات النظام، ونوجه له الضربات، لكن يبدو أن هناك قراراً لدى الميليشيات بتحقيق تقدم والسيطرة على المنطقة الواقعة شرق الغوطة الشرقية، ونحن نواجهها».
وسيطرت قوات المعارضة على بئر قصب قبل ثلاثة أشهر، إثر طرد تنظيم داعش منها، ووسعت حضورها في البادية الممتدة من ريف السويداء الشمالي الشرقي، باتجاه ريف دمشق الشرقي الممتد إلى الحدود مع الأردن.
لكن النظام، بدأ بالتوسع في المنطقة، قبل ثلاثة أسابيع، في محاولة للقاء قواته في جبال الرحبة شرقاً، وليحكم السيطرة على بقعة جغرافية تقف إمكانية وجود المعارضة نهائياً في الريف الشرقي للسويداء.
وحرك النظام هذه الجبهات، إثر إقفال «التحالف الدولي» الطرق أمامه للتقدم إلى معبر التنف الحدودي مع العراق. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بارتفاع أعداد الخسائر البشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها نتيجة الضربات الجوية للتحالف الدولي في البادية إلى 32، وذلك إثر استهداف رتل لقوات النظام على الطريق الواصل بين منطقة السبع بيار وحاجز ظاظا في البادية الجنوبية الشرقية لحمص.
وجاء تحرك النظام في المنطقة الجنوبية الغربية لمعبر التنف، بموازاة توسعه في شمالها الغربي، على جبهة شرق تدمر وتوغله في عمق منطقة البادية السورية التي تخوض فيها معارك يومية ضد كل من التنظيم وفصائل المعارضة.
وسيطرت قوات النظام والميليشيات المساندة لها، أمس، على قرية العليانية وعدة نقاط في محيطها جنوب شرق مدينة تدمر الخاضعة لسيطرتها في ريف حمص الشرقي، بعد مواجهات مع تنظيم داعش.
في هذا الوقت، فجر تنظيم داعش، أمس، عربة مفخخة في مواقع قوات النظام بالقرب من اللواء 137 غرب مدينة دير الزور، بحسب ما أفادت به وكالة «قاسيون»، فيما اندلعت معارك عنيفة بين الطرفين في محيط اللواء 137، وتترافق الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف بالقذائف الصاروخية والمدفعية من قبل قوات النظام على مناطق وجود التنظيم ومواقعه.
وكانت قوات النظام سيطرت، أمس، على تلة السيرياتل بمحيط اللواء 137 قرب المدينة، بتغطية جوية من الطيران الروسي، ليقوم التنظيم بهجوم معاكس مستخدماً سيارة مفخخة، استعاد به السيطرة على التلة الاستراتيجية، وسط اشتباكات عنيفة بين الطرفين في المنطقة. وتشهد جبهة اللواء 137 معارك عنيفة بين النظام والتنظيم، في محاولة من التنظيم السيطرة على اللواء، وتضييق الخناق على مواقع النظام في المنطقة.
وفي السياق، شنت المقاتلات الحربية الروسية وأخرى تابعة للنظام السوري غارات جوية مركزّة على محاور الاشتباكات، بينما ألقت طائرات عدة حاويات تحوي مواد غذائية ومساعدات إنسانية على مناطق في مدينة دير الزور، حيث سقطت بواسطة مظلات على مناطق سيطرة قوات النظام.
في ريف سلمية في محافظة حماة، قصف الطيران الحربي النظام آليات ومواقع لتنظيم داعش كانت تتحرك من بلدة عقيربات المركز الرئيسي للتنظيم في الريف الشرقي لسلمية باتجاه شرق أثريا، بموازاة استكمال العملية العسكرية في ريف سلمية الشرقي الهادفة إلى تأمين خط اثريا - خناصر، وقطع خطوط إمداد التنظيم باتجاه منطقة شاعر وجب الجراح في ريف حمص الشرقي.
إسقاط «درون» للأسد أطلقت النار على قوات للتحالف
توسع النظام بالقلمون الشرقي بعد تقويض تمدده إلى التنف
إسقاط «درون» للأسد أطلقت النار على قوات للتحالف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة