خمسة مليارات دولار لسكة حديد «صينية» تربط دول شرق أفريقا

الرئيس الكيني: تكلفة سفر الركاب ونقل البضائع ستنخفض

خمسة مليارات دولار لسكة حديد «صينية» تربط دول شرق أفريقا
TT

خمسة مليارات دولار لسكة حديد «صينية» تربط دول شرق أفريقا

خمسة مليارات دولار لسكة حديد «صينية» تربط دول شرق أفريقا

احتضنت العاصمة الكينية نيروبي اليوم (الأحد)، التوقيع على اتفاق بين الصين ودول بشرق افريقيا، لتشييد سكة حديدية جديدة بطول 609 كيلومترات، من المقرر أن يبدأ العمل بها في الأول من اكتوبر( تشرين الأول) ويستكمل في مارس (آذار) 2018.
ويكلف الخط الجديد حوالى 5 مليارات دولار، ويربط بين ميناء مومباسا والعاصمة الكينية نيروبي، ويمتد لدول مجاورة.
وجرى توقيع الاتفاقات في نيروبي المحطة الأخيرة في جولة رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ في افريقيا، والتي شملت اثيوبيا ونيجيريا وانغولا، إضافة لكينيا.
وكان الرئيس الكيني اوهورو كينياتا قد وقع على الاتفاق بالفعل خلال زيارة رسمية لبكين العام الماضي.
وقال كينياتا في مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء الصين وزعماء أفارقة اليوم في نيروبي "ستنخفض تكلفة سفر الركاب ونقل البضائع عبر حدودنا انخفاضا حادا".
ويكمل الخط الجديد خطا قديما أبطأ، ينتهي في أوغندا، بينما صمم الخط الجديد ليصل إلى رواندا وجنوب السودان في إطار مساع لخفض تكلفة التجارة بين دول شرق افريقيا، والتي تعتمد على طرق سيئة والخط القديم الذي شيد في القرن التاسع عشر.
وسبق أن أعلن كينياتا أن خط السكك الحديدية الجديد سيخفض تكلفة الشحن إلى ثمانية سنتات للطن في الكيلومتر الواحد من 20 سنتا حاليا. كما يقلص الخط زمن الرحلات.
واختيرت الشركة الصينية للطرق والجسور لمد القطاع الأول من الخط في كينيا، رغم انتقادات واسعة لتسليمها الأعمال دون منافسة.
وقال رئيس الوزراء الصيني في المؤتمر الصحافي اليوم إن الشركة التي ستشيد خط السكك الحديدية ستعمل على تدريب عمال أفارقة واحترام القوانين.
من جهة أخرى، قال مسؤولون كينيون إن الأعمال لن تطرح في إعلان مناقصة للشركات، وذلك وفقا لشروط التمويل الصيني، ولكن بعض المشرعين يقولون إن قيمة الصفقة مبالغ فيها.
وذكرت الرئاسة الكينية في بيان أن الصين ستتولى 90 في المائة من التمويل اللازم لخط السكة الحديدية من نيروبي إلى مومباسا، وتتحمل كينيا العشرة في المائة المتبقية.
وقالت كينيا في وقت سابق ان الصين ستمنحها قرضا تجاريا بقيمة 1,6 مليار دولار وتسهيلا ميسرا بقيمة 1,63 مليار دولار للمساهمة في تمويل ذلك القطاع من الخط.
وكسبت الصين أصدقاء في أفريقيا من خلال بناء مشروعات بنية تحتية في أنحاء القارة، ولكن منتقدين يشتكون من أنها تعتمد على عمالة صينية في الغالب، وأن اهتمامها باستنزاف المواد الخام الأفريقية يفوق نقل الخبرات للقارة.



للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
TT

للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

سحب الفرنسيون من تشاد، الثلاثاء، مقاتلات عسكرية من طراز «ميراج 2000»، ليصبح البلد الأفريقي مترامي الأطراف والحبيس في قلب القارة السمراء، خالياً من أي مقاتلات فرنسية لأول مرة منذ أن نال استقلاله عن باريس قبل 6 عقود.

اليوم، أصبحت سماء تشاد هادئة من أزيز «الميراج» الفرنسية، وأغمضت العين الفرنسية التي ظلّت لعقود طويلة رقيباً لا يغفل على أرض تشاد الشاسعة، الممتدة من صحراء أوزو الحارقة شمالاً، وصولاً إلى أحواض بحيرة تشاد الرطبة في أقاصي الجنوب.

الطائرة التي تُمثّل فخر الصناعة العسكرية الفرنسية، ظلّت لسنوات طويلة صاحبة الكلمة الأولى في السماء التشادية، والسلاح الحاسم الذي تدخّل لقلب موازين السياسة أكثر من مرة، خصوصاً حين حاصر المتمردون القادمون من الشمال الرئيسَ الراحل إدريس ديبي في 2006 و2019.

بداية الرحيل

طائرة «ميراج» فرنسية وهي تغادر قاعدة «غوسي» التشادية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

في حدود منتصف نهار الثلاثاء، كان الجنود الفرنسيون في قاعدة «غوسي» العسكرية في عاصمة تشاد إنجامينا، يتبادلون الابتسامات الباهتة مع أقرانهم التشاديين، فطغت على أجواء الوداع حميمية مصطنعة، وهم يستعدون لركوب طائرات «الميراج»، في رحلة ذهاب دون عودة، نحو فرنسا.

رفع الطيار العسكري الفرنسي يده بتحية عسكرية صارمة، من وراء زجاج طائرته النفاثة، وألقى نظرة أخيرة، ثم حلّق عالياً لتكون بذلك بداية انسحاب فرنسي من بلد دخله أجداده مستعمرين مطلع القرن العشرين، أي قبل 120 عاماً.

الجيش الفرنسي قال في بيان مقتضب تعليقاً على سحب طائراته العسكرية، إن القرار جاء بعد أن قررت تشاد إنهاء العمل باتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع فرنسا، يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف أن «وجود هذه الطائرات كان تلبية لحاجة سبق أن عبّر عنها الشريك (التشادي)».

فيما قال مصدر فرنسي إن وجود المقاتلات الفرنسية في تشاد لم يعُد مبرّراً بعد إنهاء التعاون العسكري بين البلدين، وأضاف أن «فرنسا تنهي نشر مقاتلاتها في قاعدة (غوسي) الجوية في إنجامينا. والجيش الفرنسي اتخذ قراراً بسحب طائراته الحربية».

رحيل تدريجي

وزير خارجية تشاد، عبد الرحمن كليم الله، نشر تغريدة مقتضبة على موقع «إكس»، قال فيها: «إنه بعد الانسحاب النهائي لمقاتلات (الميراج) الفرنسية وطائرة الدعم والإسناد، نفذت المرحلة الأولى من سحب القوات الفرنسية في تشاد».

كما نشرت الخارجية التشادية بياناً قالت فيه: «إن هذا الحدث يُمثل خطوة كبيرة في تنفيذ الجدول الزمني المتفق عليه بين الطرفين» بخصوص مغادرة القوات الفرنسية، قبل أن تشير إلى أنه «سيتم الترحيل التدريجي للقوات البرية خلال الأسابيع المقبلة».

ويوجد في تشاد نحو ألف جندي فرنسي، كانوا موجودين بموجب اتفاق تعاون عسكري موقع منذ عقود، وجرى تجديده عام 2019، ولكن تشاد قررت الشهر الماضي أن تنهيه من جانب واحد من أجل «تجسيد السيادة» على أراضيها.

وفي هذا السياق، قالت الخارجية التشادية إن الشعب التشادي «يتطلّع إلى مستقبل تحظى فيه السيادة الوطنية بالاحترام الكامل، وتتولى فيه القوات المسلحة الوطنية بشرف وكفاءة الدفاع عن أراضيها وأمن مواطنيها».

ولكنها في الوقت نفسه، شدّدت على «فكّ الارتباط (مع فرنسا) يتم بروح من الاحترام المتبادل والحوار البنّاء للحفاظ على العلاقات الثنائية بين تشاد وفرنسا في المجالات الاستراتيجية الأخرى ذات الاهتمام المشترك».

لجنة مشتركة

جنديان تشاديان خلال مناورات مع سلاح الجو الفرنسي (أرشيف الجيش الفرنسي)

ورغم أن البلدين لم يُعلنا أي تفاصيل حول الجدول الزمني لسحب القوات الفرنسية، فإن المصادر تؤكد تشكيل «لجنة مشتركة» تتولّى الإشراف على العملية، وقد عقدت هذه اللجنة اجتماعها الأول يوم الجمعة الماضي، دون إعطاء أي تفاصيل.

في هذه الأثناء، وصفت صحف فرنسية واسعة الانتشار من بينها «لوموند» ما يجري بأنه «صفعة موجعة» تتلقّاها فرنسا في بلد ظلّ لعقود يمثل حليفاً استراتيجياً في أفريقيا، واليوم يُعدّ آخر مركز نفوذ لفرنسا في منطقة الساحل الأفريقي، حيث سبق أن انسحبت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

ويصر الفرنسيون على أن ما يحدث في تشاد مختلف عما جرى في دول الساحل الأخرى؛ حيث وقعت قطيعة تامة مع باريس.

ويقول مصدر وصفه الإعلام الفرنسي بأنه قريب من الملف: «إن التشاديين لم يطلبوا سحب القوات بشكل فوري، وبهذه السرعة»، وأضاف: «نحن من أراد التحكم في الانسحاب» تفادياً لأي مفاجآت.