بوتين يدعو رجال الأعمال الأميركيين إلى التوسط لتحسين العلاقات مع واشنطن

عزا العداء لروسيا بالخوف من ظهور عالم متعدد الأقطاب

بوتين اعتبر الوضع الراهن للعلاقات الأميركية - الروسية بأنه الأسوأ منذ نهاية «الحرب الباردة» (رويترز)
بوتين اعتبر الوضع الراهن للعلاقات الأميركية - الروسية بأنه الأسوأ منذ نهاية «الحرب الباردة» (رويترز)
TT

بوتين يدعو رجال الأعمال الأميركيين إلى التوسط لتحسين العلاقات مع واشنطن

بوتين اعتبر الوضع الراهن للعلاقات الأميركية - الروسية بأنه الأسوأ منذ نهاية «الحرب الباردة» (رويترز)
بوتين اعتبر الوضع الراهن للعلاقات الأميركية - الروسية بأنه الأسوأ منذ نهاية «الحرب الباردة» (رويترز)

وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوضع الراهن للعلاقات الأميركية - الروسية بأنه الأسوأ منذ نهاية «الحرب الباردة»، ودعا رجال الأعمال الأميركيين للمساعدة في الخروج من هذا الوضع ولعب دور في تحسين العلاقات الثنائية. وخلال جلسة أمس، بعنوان «حوار البزنس روسيا - الولايات المتحدة» في إطار منتدى بطرسبورغ الاقتصادي، قال بوتين أمام ممثلي قطاع الأعمال الأميركي المشاركين في المنتدى، إن «روسيا والولايات المتحدة تواصلان الحوار عبر مختلف القنوات، مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين، وسيكون هناك لقاء قريبًا في ألمانيا، وعبر منظمات أخرى. ويتعاون بلدانا حول المشكلات العالمية والإقليمية، ولا مفر لنا من هذا»، ومع ذلك كله اشتكى بوتين «بيد أن أسس التعاون المشترك، الذي تشكل خلال العقود الماضية، قد تحطمت»، واعتبر أن توقف الاتصالات وضع لا يتناسب مع مصالح رجال الأعمال في روسيا والولايات المتحدة على حد سواء.
وتشهد العلاقات بين موسكو وواشنطن، كما مع الغرب عمومًا، توترًا منذ عدة سنوات، دخل في مرحلة شديدة التعقيد إثر تفجر الأزمة الأوكرانية عام 2014، وضم شبه جزيرة القرم إلى قوام روسيا الاتحادية. وكذلك تضررت العلاقات بين الجانبين نتيجة التباينات حول الملف السوري والدعم الروسي المطلق لنظام الأسد.
وتسعى موسكو حتى منذ عهد الإدارة الأميركية السابقة، إلى تحسين تلك العلاقات، غير أن تطورات الملف السوري، والاتهامات الأميركية لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فضلاً عن استمرار النزاع المسلح جنوب شرقي أوكرانيا، وملفات شائكة أخرى، تحول حتى الآن دون التطبيع بين الجانبين، وذلك على الرغم من وعود دونالد ترمب أثناء الحملة الانتخابية، بالنظر في إمكانية تحسين العلاقات مع موسكو والتعاون معها، حيث يخدم هذا المصالح الأميركية.
وعوضاً عن التطور الإيجابي في عهد ترمب، تعمقت الخلافات بين الكرملين والبيت الأبيض، في ظل تمسك الإدارة الحالية بالموقف الأميركي حول الأزمة الأوكرانية وتحميل روسيا المسؤولية عن تدهور الوضع هناك وفي سوريا كذلك.
وتستغل روسيا أي فرصة متاحة للتأكيد على أهمية التعاون الثنائي بين البلدين، لكن دون أن تقدم أي تنازلات، لا سيما فيما يتعلق برفضها لمنظومة «أحادية القطب» والهيمنة الأميركية على السياسة الدولية. وشكل منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الذي انطلقت أعماله يوم الأول من يونيو (حزيران) ويستمر لغاية اليوم الثالث من يونيو، ساحة مناسبة لتناول واقع العلاقات الأميركية - الروسية وبحثها مع ممثلي المال والأعمال في الولايات المتحدة. وتم تخصيص جلسة يشارك فيها رجال أعمال أميركيون ومن الدول الأوروبية بمشاركة بوتين وعدد آخر من المسؤولين.
وخلال تلك الجلسة أشاد بوتين بمستوى التعاون الاقتصادي، وقال إن «التعاون الاقتصادي بين بلدينا متوازن، ومتنوع، ومشبع تقنيًا. هذا ما لدينا اليوم وبحالة جيدة»، ولفت إلى أن «الكثير في عالم الأعمال رهن ببنية الحوار السياسي»، وأضاف مخاطباً رجال الأعمال الأميركيين: «ساعدونا في إقامة حوار سياسي طبيعي. أرجوكم، وأتوجه للجانب الأميركي: ساعدوا كذلك الرئيس المنتخب والإدارة الجديدة». وأكد بعد ذلك أن روسيا مستمرة في الحوار مع الرئيس ترمب لتطبيع العلاقات، وقال إن «تحقيق النجاح في هذا الاتجاه يتطلب جهوداً جدية من الجانبين، يتطلب إرادة سياسية، واستعدادًا لحل المسائل التي تشكل مصلحة عملية مشتركة».
وفي مساء اليوم الأول من منتدى بطرسبورغ، التقى بوتين مع مديري وكالات الأنباء العالمية، وتحديداً من دول الغرب، وعبر خلال اللقاء عن وجهة نظره بشأن أسباب توجيه «العداء لروسيا» في الأوساط السياسية والإعلامية الغربية، وقال إن روسيا تدافع عن مصالحها الشرعية، وهناك من يحاول ردعها بشتى السبل، وأضاف: «هم يرون الآن أن محاولاتهم هذه لا تأتي بنتيجة، التأثير صفر، وهذا يزعجهم، ويولد عندهم رغبة بتحقيق ما يسعون إليه بأي وسيلة كانت»، وعبر عن قناعته بأن «العداء لروسيا» الذي يخرج عن الحدود في بعض الدول مرتبط بالتطورات في المشهد الدولي، لا سيما «تثبيت مبدأ عالم متعدد الأقطاب»، وأشار إلى أن «هذا الأمر لا يرضي المحتكرين» للسياسة الدولية.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.