منظمات حقوقية جزائرية وأجنبية تدين متابعة ناشطين

«بركات» تدعو إلى الحضور المكثف لجلسة محاكمتهما اليوم

منظمات حقوقية جزائرية وأجنبية تدين متابعة ناشطين
TT

منظمات حقوقية جزائرية وأجنبية تدين متابعة ناشطين

منظمات حقوقية جزائرية وأجنبية تدين متابعة ناشطين

طالبت جمعيات حقوقية جزائرية وأجنبية، بالإفراج عن ناشطين أحدهما جزائري والثاني تونسي سيحاكمان اليوم (الأحد)، بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة الجزائر، بتهمة «التجمهر المفضي إلى المساس بالنظام العام».
وتعود وقائع القضية إلى 16 أبريل (نيسان) الماضي، عندما اعتقل الطالب بالجامعة محمد قايدي (23 سنة) والإطار بدار نشر تونسية، معز بن نصير (25 سنة) أثناء مظاهرة بالعاصمة، نظمتها حركة «بركات» التي عارضت ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفلية لولاية رابعة.
وتدخلت قوات مكافحة الشغب بقوة لتفريق المتظاهرين، واعتقلت العشرات منهم واقتادتهم إلى مراكز الشرطة للتحقيق معهم. وفي مساء نفس اليوم جرى الإفراج عن جميع المتظاهرين ما عدا قايد وبن نصير، اللذين انتهى التحقيق معهما بتوجيه تهمة لهما تتمثل في «التجمع غير المسلح المؤدي إلى المساس بالنظام العام». ونفى المتابعان، أثناء التحقيق، أية علاقة لهما بـ«بركات» وبالاحتجاج على ترشح بوتفليقة. وقالا إنهما وجدا نفسيهما في المظاهرات بـ«الصدفة».
ودعا نشطاء «بركات» إلى الحضور بأعداد كبيرة جلسة المحاكمة، للاحتجاج على متابعة الشابين قضائيا. ويواجه المعتقلان السجن النافذ لمدة تتراوح بين شهرين وثلاث سنوات، بناء على ما ينص عليه قانون العقوبات.
يشار إلى أن هذا التنظيم نشأ بشبكة التواصل الاجتماعي، ويضم صحافيين ومحامين وحقوقيين وطلبة وأساتذة بالجامعات. وطالب هؤلاء نهاية الشهر الماضي، بتطبيق المادة 88 من الدستور التي تتحدث عن عزل الرئيس في حال ثبت عجزه صحيا عن أداء مهامه. ويعاني الرئيس بوتفليقة من تبعات إصابة بجلطة في الدماغ أقعدته على كرسي متحرك.
ونددت «منظمة العفو الدولية» و«الشبكة اليورو - متوسطية لحقوق الإنسان»، أمس في بيان مشترك، بـ«اعتقال قاضي وبن نصير التعسفي وبمحاكمتهما الجائرة».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.