الرطب والتمر... إفطار صحي للصائم

غذاء سهل الهضم وسريع الامتصاص يؤمن الاحتياجات الأولية

الرطب والتمر... إفطار صحي للصائم
TT

الرطب والتمر... إفطار صحي للصائم

الرطب والتمر... إفطار صحي للصائم

عرض الباحثون من جامعة مالايا في كوالالمبور بماليزيا أخيرا نتائج دراستهم حول تأثيرات تناول الحوامل للتمر على طول أمد فترة الحمل وعملية الولادة وخروج الجنين. وتأتي هذه الدراسة ضمن مجموعة الدراسات الطبية التي بحثت في مكونات التمر وفوائده الصحية خصوصا في الحالات الفسيولوجية التي يمر بها الجسم بفترات تتطلب الاهتمام بالتغذية مثل فترة الحمل والولادة وفترة صوم أيام شهر رمضان وفترات النقاهة بعد التعافي من الإصابة بالأمراض العارضة وضمن مراحل تنشيط مناعة الجسم وغيرها من الظروف الغذائية والصحية التي قد يمر بها المرء.
غذاء صحي
ويمثل الصوم والانقطاع عن تناول الطعام والشراب من الفجر إلى مغيب الشمس، أي طوال ساعات النهار، حالة تتطلب الاهتمام الصحي بنوعية ومكونات الأطعمة التي يبدأ المرء الصائم في تناولها عند وقت الإفطار، والتي تشير موروثات الحكمة بشكل صريح إلى أن من أفضلها شرب الماء وتناول رُطبات من ثمار النخيل الطازجة أو تمرات من الثمار الجافة نسبياً والتي تختزن في ثمارها الصغيرة الحجم نسبياً عناصر غذائية عالية الفائدة.
والواقع أن تناول عموم الناس للتمور والرُطب له ثلاثة أهداف رئيسية، الأول هو تناولها كفاكهة ذات طعم لذيذ وتُمدّ الجسم بالطاقة والمعادن والفيتامينات والألياف. والهدف الثاني تناولهم للرُطب أو التمر كمنتج غذائي سهل المضغ والبلع والهضم في أوقات معينة من أجل إمداد الجسم بالطاقة، مثل عند الإفطار بعد ساعات طويلة من الصوم. والهدف الثالث علاجي، أي تناول التمر أو الرطب كمنتج غذائي ثبتت فائدته في معالجة أو في تسهيل التغذية الصحية خلال فترات معينة كالحمل أو الاضطرابات المرضية.
التمر والحوامل
وحاول الباحثون الماليزيون في دراستهم التي نشرت في عدد 13 مارس (آذار) الماضي من مجلة «طب النساء والولادة Journal of Obstetrics and Gynaecology» البريطانية، المقارنة لمعرفة ما إذا كان لتناول الحوامل التمر في أواخر فترة الحمل أي تأثيرات على وقت بدء عملية الولادة الطبيعية وعلى مدى حاجة الحوامل لتلقي المعالجات الدوائية الهادفة إلى حثّ ودعم تسهيل الولادة المتعثرة Labour Induction And Augmentation. وتعتبر المعالجات الدوائية الهادفة إلى حثّ ودعم تسهيل الولادة المتعثرة، عبر تلقي عقارات البروستاغلاندين Prostaglandin والأوكسيتوسين Oxytocin، من الممارسات الطبية الشائعة في أرجاء العالم كافة، نتيجة لتعثر الولادة بسبب ضعف انقباضات الرحم Inefficient Uterine Contractions.
وأظهرت إحصاءات منظمة الصحة العالمية الصادرة في عام 2011، والتي شملت أكثر من 300 ألف عملية ولادة في 24 بلداً بالعالم، أن نحو 10 في المائة من الولادات يحتجن مثل هذا الحث والدعم الدوائي لتسهيل ولادة الجنين. وأظهرت دراسات أخرى أوروبية، مثل الدراسة السويدية في عام 2006 أن النسبة تتراوح ما بين 20 إلى 40 في المائة، وأنها آخذة في الارتفاع. وإضافة إلى المعالجة الدوائية لهذه الحالة، ثمة وسائل غير طبية مثل الأعشاب وغيرها التي تلجأ إليها نسبة عالية من النساء في مناطق مختلفة من العالم، والتي منها أوراق توت العُليّق Raspberry Leaf وزيت الخروع Castor Oil وزيت زهرة الربيع المسائية Evening Primrose Oil وقائمة طويلة من الأعشاب والوسائل غير الطبية، وذلك وفق ما ذكره الباحثون من جامعة موناش بأستراليا ضمن دراستهم المنشورة في عدد سبتمبر (أيلول) 2012 من مجلة «المرأة والولادة Women and Birth» الصادرة عن الكلية الأسترالية للقابلات ACM.
وفي دراستهم الحديثة، لاحظ الباحثون الماليزيون أن تناول الحامل لسبع تمرات يومياً بوزن نحو 80 غراما خلال المراحل المتأخرة من الحمل أفاد بشكل إيجابي في مخرجات عملية الولادة وخروج الجنين وقلل من الحاجة إلى استخدام الحثّ الدوائي لتنشيط وتسهيل عملية الولادة، وفي الوقت نفسه لم يُؤثر على وقت بدء عملية الولادة، ما حدا الباحثين إلى القول: إن تناول التمر كان وسيلة آمنة وبلا آثار جانبية في تسهيل الولادة. وأضاف الباحثون القول بأن ثمة القليل من الدراسات الطبية التي تناولت بالبحث علاقة عملية الولادة بتناول التمر.
مكونات التمر
وهناك أنواع مختلفة من الرُطب والتمور، وتبعاً لذلك يختلف الطعم وتختلف القيمة الغذائية بنسب متقاربة. ووفق تقييم مختبرات وزارة الزراعة الأميركية لأنواع مختلفة من التمور، فإن كل مائة غرام من التمر به نحو 270 سعرا من السعرات الحرارية، ويشكل الماء نسبة ما بين 10 إلى 25 في المائة، وبها نحو غرامين من البروتينات، ونحو 0.15 (صفر فاصلة واحد خمسة) غرام من الدهون النباتية غير المشبعة، وكمية سكريات نحو 75 في المائة، من تلك السكريات نحو 8 غرامات من الألياف النباتية الصحية. ومن المعادن، تحتوي على 60 مليغراما من الكالسيوم، ومليغرام واحد من الحديد، و55 مليغراما من المغنيسيوم، و60 مليغراما من الفسفور، و700 مليغرام من البوتاسيوم، ومليغرام واحد من الصوديوم، و0.5 مليغرام من الزنك، و0.3 مليغرام من النحاس ومن المنغنيز. ومن الفيتامينات، تحتوي على مليغرامين من فيتامين نياسين، و 0.05 مليغرام من كل من فيتامين ثيامين ورايبوفلافين، و0.3 مليغرام من فيتامين بي-6، و 15 ميكروغراما من فيتامين فوليت، و2.7 ميكروغرام من فيتامين كيه K، و150 وحدة دولية من فيتامين إيه A. ومن المواد المضادة للأكسدة، 90 ميكروغراما من «بيتا كاروتين»، و23 ميكروغراما من مجموع مواد «زانثين» ومواد «ليوتين»...
تمور الإفطار
والجهاز الهضمي يعمل على تفتيت السكريات في التمر لتتحول إلى سكريات الغلوكوز الأحادية كي تمتصها الأمعاء. وعند إفطار الصائم، تكون الأولوية هي تزويد الجسم بالغلوكوز مباشرة من الغذاء. ولذا فإن الأفضل آنذاك تناول منتج غذائي سهل المضغ وسهل البلع وسهل الجريان في المريء والمعدة ليصل إلى الأمعاء سريعاً، كي تمتص الأمعاء بسرعة ما فيه من سكريات الغلوكوز السهلة الامتصاص، وهو ما يُقدمه الرُطب أو التمر. وإذا ما أُضيف إلى تناول الرطب، أو التمر، تناول الماء، فإن الجسم سيمتص كمية جيدة وفي وقت قصير، حاجته من السكريات وحاجته من الماء أيضاً لأن امتصاص الماء يكون أسهل حال وجود عملية امتصاص للسكريات. كما أن الإفطار بتناول بضعة رطبات أو تمرات يُخفف من شدة الرغبة في تناول كميات كبيرة من الطعام حال الإفطار ما دام حرص الصائم على تناول الرطب والماء فقط أولاً، وأخذ وقتاً قصيراً للراحة وأداء الصلاة ثم عاد لتناول وجبة طعام متنوعة المحتوى من الأطعمة الصحية.
* استشارية في الباطنية



10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل
TT

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب. ولم أحصل على نتائج مُرضية في غالب الأحيان. ما تنصح؟»

وللإجابة فإني أفترض بداية أن تناوله فياغرا كان بعد استشارة الطبيب وإجرائه الفحص الإكلينيكي والفحوصات اللازمة لهذه الحالة، وأنه تناول الحبة حسب توجيهات الطبيب.

مفعول فياغرا

ولكن سواء كان الأمر كذلك أو لم يكن، فإن الأمر يتطلب متابعة عرض النقاط التالية بشكل سردي متسلسل لفهم أسباب فشل أو توقف مفعول فياغرا، أو غيره من أدوية تنشيط الانتصاب، عن العمل:

1. فياغرا دواء مصمم لمساعدة الشخص للحصول على الانتصاب والحفاظ عليه، إذا كان يعاني من ضعف الانتصاب. والدواء النشط هو «سيلدينافيل»، والذي يصنف على أنه من فئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5». وهناك أدوية أخرى من نفس الفئة، ولديها مميزات قد لا تتوفر في فياغرا، مثل سيالس (تادالافيل)، وليفيترا (فاردينافيل)، وستيندرا (أفانافيل).

وهذه الفئة من الأدوية هي خط العلاج الأول لضعف الانتصاب. ومع ذلك، قد تجد أن أياً منها لا يعمل أبداً أو يتوقف تدريجياً عن العمل، بعد استخدامه بنجاح لفترة.

وإذا حدث هذا، فأنت لست وحدك، حيث تشير المصادر الطبية إلى أن ما يصل إلى 40 في المائة من المرضى قد لا يستجيبون بشكل مرضٍ لهذه الأدوية ولا يجدون الرضا بتناولها. كما أنه، ووفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل 56 في المائة إلى 81 في المائة من حالات فشل العلاج.

2. يحدث الانتصاب عندما تكون هناك زيادة في تدفق الدم إلى القضيب. وإذا كان تدفق الدم هذا محدوداً، يعاني الشخص من ضعف الانتصاب. وأثناء الإثارة الجنسية، يتم إطلاق بروتين يسمى «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري». وهذا يزيد من تدفق الدم إلى القضيب للحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه. ولكن بمجرد إطلاقه، يقوم بروتين آخر يسمى «فوسفوديستيراز - 5» بتكسير بروتين «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري»، مما يحد من تدفق الدم إلى القضيب، وبالتالي يتلاشى الانتصاب (أي نتيجة تفاعل بين نوعين من البروتينات).

ويعمل دواء فياغرا وغيره من مجموعة أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز - 5. عن طريق تثبيط وإعاقة عملية التكسير هذه مؤقتاً، بغية الحفاظ على زيادة تدفق الدم إلى القضيب واستمرار انتصابه بهيئة أقوى أثناء الجماع. وبهذا يستفيد منْ لديه ضعف في الانتصاب بشكل مُرضٍ، وكذلك يستفيد بشكل أقوى منْ ليس لديه ضعف في الانتصاب بالأصل، ولكن لديه عوامل نفسية وذهنية تشتت رغبته الجنسية في أن تترجم بطريقة طبيعية عبر تكوين انتصاب العضو الذكري.

حالات ضعف الانتصاب

3. عملية الانتصاب هي عملية معقدة تتطلب نجاح أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز التناسلي والصحة النفسية، في تكوين الانتصاب. وتُعرّف الأوساط الطبية ضعف الانتصاب بأنه: عدم القدرة على تكوين الانتصاب والحفاظ عليه لإتمام ممارسة العملية الجنسية لفترة معتادة. ويحدد الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطراب العقلي DSM – 5 أن تستمر المشكلة لمدة لا تقل عن 6 أشهر كأحد عناصر تشخيص الإصابة به.

وتؤكد المصادر الطبية على أنه من الضروري إتمام عملية تشخيص الإصابة بضعف الانتصاب بطريقة طبية صحيحة، وليس الاعتماد فقط على ملاحظة الرجل أن لديه «عدم رضا واكتفاء» بدرجة الانتصاب للعضو الذكري. والطريقة الطبية الأكثر استخداماً هي «الفهرس الدولي لوظيفة الانتصاب» International Index of Erectile Function، وهو استبيان مكون من 15 عنصراً، ويعتبر المعيار الذهبي لتقييم المرضى بالنسبة لمشكلة ضعف الانتصاب.

4. تجدر ملاحظة أن هناك حالتين من ضعف الانتصاب، الحالة الأولى ضعف الانتصاب الذي قد يُعاني منه الرجل من آن لآخر أو أن الانتصاب الذي تكوّن لديه لا يستمر حتى إتمام العملية الجنسية. والحالة الثانية هي الضعف التام عن الانتصاب بشكل دائم. ولذا يقول أطباء كليفليلاند كلينك: «ثمة العديد من الدراسات التي حاولت معرفة مدى انتشار هذه المشكلة. وأفادت دراسة شيخوخة الذكور في ولاية ماساتشوستس أن المعاناة منها في أوقات دون أخرى ترتفع بشكل متزايد مع تقدم العمر، ونحو 40 في المائة من الرجال يتأثرون به بعد بلوغ سن 40 سنة، ونحو 70 في المائة من الرجال يتأثرون به في سن 70 سنة. أما حالة الضعف التام في الانتصاب فتصيب نحو 5 في المائة من الرجال في عمر 40 سنة، و15 في المائة منهم في عمر 70 سنة».

رصد عوامل الخطر والأسباب

5. قبل بدء تجربة العلاج الطبي لضعف الانتصاب، من الضروري معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل والتي تتسبب بضعف الانتصاب. ومعلوم أن عوامل الخطر لضعف الانتصاب تشمل التدخين، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الكولسترول، وعدم انضباط مرض السكري، والاكتئاب، وجراحة البروستاتا، واضطرابات النوم، والتوتر النفسي، ومرض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، واضطرابات الغدة الدرقية، ونقص هرمون التستوستيرون.

وكل هذه حالات تتسبب بضعف الانتصاب، والتغلب على هذه المشكلة لديهم، يكون بضبط هذه العوامل ومعالجتها أولاً للتغلب على ضعف الانتصاب. كما يجب أن يستكشف التاريخ الدقيق للعوامل النفسية والاجتماعية والعلاقاتية مع شريكة الحياة والممارسات الجنسية، التي قد تؤثر على الأداء الجنسي. وقد يجدر النظر في الإحالة إلى معالج جنسي.

6. أولى خطوات معالجة ضعف الانتصاب، هي تحديد السبب أو الأسباب وراء نشوء حالة ضعف الانتصاب. وتوضح إرشادات علاج ضعف الانتصاب الصادرة عن الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، أن تعديل نمط عيش الحياة اليومية بطريقة صحية يحسن وظيفة الانتصاب ويقلل من معدل انخفاضه الوظيفي مع تقدم العمر.

وهذه نقطة مهمة يغفل عنها كثير من الرجال الذين يواجهون مشكلة ضعف الانتصاب ويتجهون تلقائياً نحو طلب تلقي أحد فئة أدوية مثبطات الفوسفوديستيراز من النوع 5 بأنواعها المختلفة في الصيدليات. ولا يلتفتون بشكل كامل نحو نصح الطبيب للمرضى بشأن تعديلات سلوكيات نمط الحياة اليومية.

وعلى سبيل المثال، تذكر الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية أن بعد سنة واحدة من التوقف عن التدخين، وُجد أن المرضى لديهم تحسن بنسبة 25 في المائة في جودة الانتصاب. وكذلك الحال مع حفظ وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية والحفاظ على ممارسة الرياضة البدنية ومعالجة انقطاع التنفس أثناء النوم وغيرها من الأسباب.

7. ضعف الانتصاب قد يظهر نتيجة الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولها الشخص، وقد يُساهم في نشوء هذه المشكلة. وهنا قد يكون من الصعب على أدوية ضعف الانتصاب التغلب على تلك الآثار الجانبية. وعندما يشتبه الطبيب في أن «بعض» أدوية علاج الاكتئاب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الحساسية، أو إدرار البول، أو الأدوية الهرمونية، أو غيرها من أنواع الأدوية المستخدمة بشكل شائع في أوساط المرضى، قد تكون هناك ضرورية للبحث عن أدوية بديلة ذات آثار جانبية أفضل.

وللتوضيح على سبيل المثال، يرتبط تناول أدوية «حاصرات بيتا» بضعف الانتصاب، رغم عدم تحديد السبب بشكل جيد. وقد تساهم معرفة المريض بأن ضعف الانتصاب أحد الآثار الجانبية المحتملة لحاصرات بيتا، في عدم رضاه عن الوظيفة الانتصابية لديه بعد بدء تناوله حاصرات بيتا. ويمكن للطبيب النظر في تجربة دواء بديل للمرضى الذين يتناولون حاصرات بيتا من الجيل الأول (مثل بروبرانولول، أتينولول) إلى أدوية الجيل الثاني (ميتوبرولول، نيبيفولول) من حاصرات بيتا الأقل تسبباً بضعف الانتصاب. كما أن وصف أدوية أخرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم، قد يكون أقل تسبباً في ضعف الانتصاب. ومع ذلك، يجب أن يظل علاج ارتفاع ضغط الدم هو الأولوية، لأن مرض ارتفاع ضغط الدم وعدم انضباط الارتفاعات فيه، سبب قوي في ضعف الانتصاب بحد ذاته. وكثيراً ما تتحسن قدرات الانتصاب بضبط ارتفاع ضغط الدم إلى المستويات المُستهدفة علاجياً.

أسباب عدم عمل «فياغرا»

8. السبب الأول لعدم عمل فياغرا أو غيره من أدوية فئة مثبط للفوسفوديستيراز - 5 هو أن مشكلة ضعف الانتصاب ليست ناجمة عن مشكلة في الأوعية الدموية التي تعمل على احتباس الدم في العضو الذكري. وهذا يعني أن عمل هذه الأدوية على زيادة تدفق الدم لا يُساعد في تنشيط الانتصاب. ويمكن أن يحدث هذا بسبب اعتلال الأعصاب أو مشاكل أخرى. وقد تشمل بعض الحالات العصبية التي قد تؤثر على فعالية الفياغرا ما يلي:

- اعتلال الأعصاب بسبب عدم انضباط نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.

- مرض التصلب المتعدد.

- مرض باركنسون.

- جراحة سابقة في البروستاتا.

- السكتة الدماغية السابقة.

- إصابة مباشرة في أعصاب الحبل الشوكي.

9. الارتباط بين أمراض شرايين القلب وضعف الانتصاب قوي. ووجود مرض تضيق شرايين القلب قد يعني عدم عمل فياغرا نتيجة وجود عائق كبير أمام تدفق الدم في الشريان القضيبي. أي قد يكون هذا أحد أعراض تضيقات الشرايين المغذية للقضيب، وهو عامل خطر للإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. وفي هذه الحالة، لن تستجيب الشرايين للفياغرا لأنه مجرد موسع للأوعية الدموية. كما أن وجود تسريب وريدي، أي وجود صمامات لا تعمل بكفاءة في الأوردة التي تُصرّف تجمع الدم في القضيب، يعيق تماسك الانتصاب.

وبعد تناول فياغرا، قد يتدفق الدم بمعدل متزايد إلى القضيب، لكنه سيتسرب بالكامل ولن يبقى طويلاً بما يكفي للتسبب في الانتصاب. ووجود المشاكل النفسية بدرجة إكلينيكية مُؤثرة، قد يعيق عمل الفياغرا لدى البعض ممنْ لديهم القلق والاكتئاب والإجهاد المزمن، أو ضغوط في العلاقة مع شريكة الحياة أو لديهم قلق من كفاءة الأداء الجنسي.

الاستخدام غير الصحيح يمثل 56 - 81 % من حالات فشل العلاج

الجرعة ووقت تناول الدواء

10. وفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية AUA، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل نسبة عالية من حالات فشل العلاج. وعدم تناول فياغرا، أو غيرها من أدوية تنشيط الانتصاب، بطريقة صحيحة، قد يُؤدي إلى عدم الاستفادة. وللتوضيح، هذه الأدوية تتشابه في طريقة عملها رغم أن ثمة اختلافات ثانوية فيما بينها نتيجة لأن لكل واحد منها تركيبة كيميائية مختلفة. الأمر الذي يُؤثر على طريقة عمل كل دواء منها، مثل مدى سرعة ظهور مفعول الدواء وسرعة اختفاء مفعوله والآثار الجانبية المحتملة. ويعمل عقار سيلدينافيل (فياغرا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله على معدة فارغة قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، ويدوم مفعوله لما يُقارب 6 ساعات. ولذا تجنب تناول الفياغرا مع وجبة كبيرة أو وجبة عالية الدهون، كما لا تتوقع أن تعمل الفياغرا قبل دقائق فقط من ممارسة الجنس. بينما يعمل عقار فاردينافيل (لفيترا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، على معدة خالية أو ممتلئة. ويدوم مفعوله قرابة 7 ساعات. وبالمقابل، عقار تادالافيل (سيياليس) يُمكن تناوله مع الأكل أو من دونه قبل الممارسة الجنسية بمدة ساعة واحدة إلى اثنتين، ويدوم مفعوله لمدة 36 ساعة. وقد تكون الجرعة غير مناسبة.

ولذا فإن أول شيء يجب التحقق منه إذا لم يكن الفياغرا يعمل هو الجرعة المناسبة. والجرعة الأكثر شيوعاً من الفياغرا لعلاج ضعف الانتصاب هي 50 ملليغراما، والتي يتم تناولها قبل ساعة واحدة من النشاط الجنسي. ومع ذلك، قد لا يكون هذا كافياً لبعض الأشخاص. ويمكن للطبيب مساعدتك في تحديد ما إذا كانت الجرعة الأعلى من 100 ملليغرام تناسبك.

والمهم في كل ما تقدم ملاحظة أن فياغرا هو نوع من الأدوية المثبطة للفوسفوديستيراز 5. وتُستخدم أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5 كعلاج أولي لضعف الانتصاب. ورغم أن مثبطات الفوسفوديستيراز 5 تميل إلى العمل بشكل جيد، فإنها قد لا تكون فعالة للجميع. وقد يكون هذا بسبب الظروف الصحية الأساسية وعوامل نمط الحياة، من بين أمور أخرى. وإذا لم يعمل أحد أنواع أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5، قد يعمل نوع آخر من أدوية هذه الفئة. ولذا يجب التفكير في التحدث مع الطبيب إذا لم يساعد الفياغرا في علاج أعراض ضعف الانتصاب لديك. وقد يوصى بعلاج بديل بما سيكون هو الأفضل لك.