لحظات مؤثرة لـ«أبي السينما اللبنانية» في «كان»

جورج نصر مشى على السجادة الحمراء والجمهور صفّق له وقوفاً لدقائق

المخرج جورج نصر وميريام ساسين على السجادة الحمراء في كان
المخرج جورج نصر وميريام ساسين على السجادة الحمراء في كان
TT

لحظات مؤثرة لـ«أبي السينما اللبنانية» في «كان»

المخرج جورج نصر وميريام ساسين على السجادة الحمراء في كان
المخرج جورج نصر وميريام ساسين على السجادة الحمراء في كان

بعد 60 سنة على عرض فيلمه «إلى أين؟» في المسابقة الرسمية لمهرجان «كانّ» السينمائي الفرنسي، مشى «أبو السينما اللبنانية» المخرج جورج نصر (90 سنة) مساء أول من أمس، على سجادة «كان» الحمراء وعلى درجات قصر المهرجانات، في مشهد عاطفي مؤثر، ثم وقف له الجمهور مصفقاً لدقائق في صالة Bunuel حيث عُرِضَت، ضمن الدورة الـ70 من المهرجان، وفي إطار تظاهرة «كلاسيكيات كانّ» (Cannes Classics)، نسخة مرمَمة من فيلمه، بمبادرة من شركة «أبّوط برودكشن» للإنتاج و«مؤسسة سينما لبنان».
وعلى خشبة المسرح التي اعتلاها بطلب من مدير مهرجان «كانّ» تييري فريمو Thierry Fremaux، وقف نصر ببذلة الـ«سموكنغ» التي صممها بودي ديب، وخاطب الجمهور قائلاً إن فيلمه «وضع لبنان على خريطة السينما العالمية»، إذ كان أول فيلم لبناني يعرض في أي مهرجان دولي. وروى: «عندما أنجزت هذا الفيلم، لم يكن عندنا ممثلون محترفون ولا تقنيون محترفون ولا معدات، فاستعنت بحدّاد لصنع سكة للكاميرا، وبنجار لصنع عربة الكاميرا المتنقلة والألواح العاكسة للإضاءة». وأضاف: «لم يكن يوجد سينما لبنانية في تلك المرحلة، وكنّا نحن رواد السينما اللبنانية».
وعندما سأله فريمو هل غالباً ما حضر فيلمه مجدداً منذ عام 1957. فقال: «ثمة مشهد صامت، يقتصر على الصورة، عندما أشاهده تدمع عيناي. إنّه مشهد مؤثر جداً».
وألقى فريمو كلمة أشار فيها إلى أنّ «إلى أين؟» هو ثالث فيلم يعرض ضمن «كلاسيكيات كانّ» هذه السنة: «لكنّ الفارق بينه وبين الفيلمين السابقين اللذين عرضا هو أنّ المخرج حاضر لتقديم فيلمه».
وتحدث عن الوثائقي عن نصر الذي أخرجه أنطوان واكد وبديع مسعد، فقال إنه يعرض «لمرحلة مجهولة من تاريخ السينما العالمية»، واصفاً لبنان بأنه «بلد كبير». وقال: «هذا الفيلم يبين لنا أنّ السينما اللبنانية لا تعود إلى 20 عاما فحسب، ولكن انطلقت قبل ذلك بوقت طويل».
وتحدثت ميريام ساسين من شركة «أبّوط بروداكشن» فقالت: «نعرض هذا الفيلم بتأثر كبير، فمع نشاط السينما اللبنانية الشابة اليوم، من الجيد أن نعود إلى الأصول وأن نبيّن أنّ السينما اللبنانية بدأت منذ زمن بعيد». وأضافت: «من المهم كذلك أن نكرم الذين أطلقوا السينما اللبنانية في وقت لم يكن يوجد سينما في لبنان».
وشكرت ساسين جميع الذين ساهموا «في إنجاز ترميم الفيلم في وقت قصير بعدما كانت نسخته الأصلية في حالة سيئة»، وخصوصاً شركة «Neyrac Films» الفرنسيّة التي تولّت ترميم الصورة، وشركةstudio DB التي أعادت ترميم الصوت في لبنان».
وكانت «أبّوط برودكشن» و«مؤسسة سينما لبنان» قد بادرتا إلى ترميم الفيلم الذي وصفتاه بأنّه «كنز وطني»، انطلاقاً من ضرورة «الحفاظ عليه وإتاحة مشاهدته وإعادة اكتشافه لجمهور جديد في السنة التي تصادف الذكرى الستّين لمشاركته ضمن المسابقة الرسمية في الدورة العاشرة من مهرجان كانّ عام 1957». وأشارتا إلى ترميم الفيلم الذي كان الأول لِمخرجه في ذلك الوقت، جرى بدعم «بنك البحر المتوسّط» وبالتعاون مع «نادي لكل الناس» وThe Talkies.
وكان من بين الحضور، ممثلون لمهرجان طرابلس السينمائي ومؤسسة Cedrona، نظراً إلى جهودهما لتسهيل حضور المخرج نصر المهرجان.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.