نفذت قوات الشرطة البحرينية أمس انتشارا أمنيا واسعا في قرية الدراز، حيث تمكنت من إزالة الحواجز المخالفة التي تم وضعها في الشوارع بهدف إعاقة حركة السيارات والمارة وتعطيل مصالح الناس، وتم فتح الشوارع وإعادة الوضع إلى طبيعته، في إطار العمل على حفظ الأمن العام وحماية السلم الأهلي.
وأسفرت العملية النوعية عن القبض على 286 شخصا، من المطلوبين والخطرين أمنيا والمحكومين في قضايا إرهابية، وكان عدد كبير ممن تم القبض عليهم مختبئا في منزل عيسى قاسم الكائن بالمنطقة ذاتها.
وأثناء تنفيذ العملية الأمنية تعرضت القوة للهجوم بالقنابل اليدوية والأسياخ الحديدية والأسلحة البيضاء والفؤوس من قبل عناصر إرهابية.
وناشدت وزارة الداخلية، المواطنين والمقيمين، التقيد بالتعليمات والإرشادات التي تستهدف أمنهم وسلامتهم، داعية أولياء الأمور للحرص على سلامة أبنائهم، وإبلاغ الجهات الأمنية فورا عن أي معلومات قد تتوفر لديهم بخصوص وجود أسلحة أو مواد خطرة يمكن استخدامها في الأعمال الإرهابية.
وشددت وزارة الداخلية على أنه سيتم التصدي بموجب الضوابط القانونية المقررة لأي تجمعات أو دعوات تحريضية في إطار حفظ الأمن وحماية السلم الأهلي وإنفاذ القانون واتخاذ كل ما من شأنه توفير السلامة العامة لكل المواطنين والمقيمين، مشيرة إلى ضرورة تكاتف الجهود لإعلاء المصلحة العليا للوطن.
وذكرت الوزارة في حسابها على «تويتر»، أن التدخل الأمني جاء لفرض الأمن والنظام العام، بعدما أصبح الموقع مأوى لمطلوبين في قضايا أمنية وهاربين من العدالة، مشيرة إلى أن الجهود المبذولة هي من أجل إعادة النظام والقانون وحماية أهل المنطقة من المجرمين الخطرين الذين اندسوا بينهم، كما شرعت الأجهزة الأمنية في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وأكدت استمرار انتشار قوات الشرطة والوجود الأمني في القرية حتى تعود الأمور إلى نصابها.
ويأتي التحرك الأمني، بعد صدور حكم قضائي بحق عيسى قاسم الذي كان يسكن القرية، واثنين من معاونيه أول من أمس، في قضية جمع وغسل الأموال بالسجن عاما واحدا مع وقف التنفيذ للمدانين الثلاثة وغرامة مالية تصل إلى 265 ألف دولار لكل واحد ومصادرة الأموال المحرزة والعقارات التي تم التحفظ عليها، والتي شكلت عناصر القضية بعد اكتمال مراحل التقاضي.
وذكر مصدر أمني في وزارة الداخلية البحرينية لـ«الشرق الأسط»، أن مطلوبين أمنيين، ومحكومين في قضايا إرهابية، وهاربين من سجن جو، قُبض عليهم داخل منزل عيسى قاسم.
وأضاف أن الأمن سيوجد بكثافة في الدراز، لإعادة الحياة الطبيعية للقرية، لافتاً إلى أن الطرق فُتحت بعد إزالة المتاريس والحواجز التي كانت تغلق مداخلها، مشيراً إلى أن القرية كانت شبه مغلقة لثمانية أشهر تقريباً، إذ كانت فيها عصابات مارست القتل والتعذيب لعدد من المواطنين، وأرهبت السكان.
ولم يحدد المصدر عدد الهاربين من سجن جو، الذين ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليهم في منزل قاسم.
وكان 10 سجناء هربوا من سجن جو في الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد قتل أحد حراس السجن، ونجحت قوات الأمن في قتل بعضهم أثناء محاولتهم الهرب إلى إيران، كما ألقت القبض على آخرين في عمليات أمنية متعددة.
إلى ذلك، قال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية البحرين عبر صفحته الرسمية في «تويتر»: «الدراز تتخلص وتتنفس الصعداء»، وفي تغريدة أخرى: «حفظ الله البحرين من شر الذين يعشقون الموت أتباع الولي الفقيه، ويسعدون بقطع الطرق وبتعكير حياة الآخرين، اللهم احفظ رجال أمننا».
إلى ذلك، أشاد الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني بالجهود الدؤوبة والمميزة التي تبذلها الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية في مملكة البحرين لملاحقة المخالفين للقانون حماية لأمن المملكة واستقرارها وسلامة مواطنيها والمقيمين فيها. وقال إن «العملية الأمنية التي نفذتها الأجهزة الأمنية البحرينية في قرية الدراز، وما أسفرت عنه من إلقاء القبض على عدد من الإرهابيين والهاربين من وجه العدالة، أثبتت كفاءتها وجاهزيتها واستعدادها التام لأداء واجبها الوطني في الحفاظ على سلامة وأمن مملكة البحرين.
القبض على 286 مطلوباً في البحرين بعد فض اعتصام الدراز
بعضهم كان مختبئاً في منزل عيسى قاسم... والأمين العام للتعاون الخليجي يشيد بجهود التصدي للإرهاب
القبض على 286 مطلوباً في البحرين بعد فض اعتصام الدراز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة