ترمب: السلام في الشرق الأوسط هدف ممكن ويجب تحقيقه

ترمب: السلام في الشرق الأوسط هدف ممكن ويجب تحقيقه
TT

ترمب: السلام في الشرق الأوسط هدف ممكن ويجب تحقيقه

ترمب: السلام في الشرق الأوسط هدف ممكن ويجب تحقيقه

اختتم الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، زيارته لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، بخطاب وجهه إلى الجمهور الإسرائيلي من قاعة متاحف إسرائيل، أكد فيه التزامه بشكل صارم، بأمن الدولة العبرية وازدهارها، وتحقيق السلام للإسرائيليين وللفلسطينيين ولكل شعوب الشرق الأوسط.
وكرر ترمب جملة رددها ست مرات، في خطاباته في إسرائيل، وفيها أشاد بالملك سلمان «الرجل الرائع الذي يتسم بالحكمة والمسؤولية والسعي المخلص للسلام». كما أشاد بالقادة العرب والمسلمين، الذين التقاهم في الرياض، وبالرئيس الفلسطيني، محمود عباس «الذي أكد التزامه بالسلام وبالمساهمة الفاعلة في مكافحة الإرهاب والفكر الإرهابي»، داعيا الإسرائيليين إلى مساعدته على تحقيق السلام.
وقال مطمئنا الإسرائيليين، الذين قاطعوه بالتصفيق الحار والوقوف احتراما: إن «علاقة الشعب اليهودي بهذه الأرض المقدسة قديمة وأبدية، ومستمرة منذ آلاف السنين. وأتعهد لكم بأن إدارتي ستقف إلى جانب إسرائيل دائما. والصراع لن يستمر إلى الأبد. وصناعة السلام لن تكون سهلة، لكن هذا ممكن مع الإصرار والتسوية والإيمان». وتابع، «إن السؤال هو متى سيقرر الشعبان أنهما سئما سفك الدماء، وأنهما اكتفيا بذلك. فالتغيير يجب أن يأتي من الداخل. ولا يوجد والد يقبل بأن يعاني أطفاله من العنف، ولا ينبغي لأي طفل أن يتعلم القتل، ولا توجد دولة حضارية قادرة على تحمل قتل الأبرياء».
وأردف ترمب: «علينا تشكيل ائتلاف يقمع المتطرفين، والتزم بالوقوف إلى جانب إسرائيل والدفاع عن القيم المشتركة من أجل أن نهزم سوية الإرهاب ودفع الأمن من أجل جميع أبناء الله. إسرائيل عرفت عن قرب كراهية وإرهاب عنف المتطرفين. وحماس وحزب الله أطلقتا الصواريخ نحو داخل مجتمعات بينها أولاد في المدارس واضطروا إلى الهرب هلعين نحو الملاجئ. وداعش وضع أحياء يهودية وكنسهم كهدف، وإيران تدعو إلى القضاء على إسرائيل؟ وسجلوا أمامكم، أنا دونالد جي ترمب، لن اسمح لإيران أن تطور السلاح النووي. ولن اسمح بالمساس بإسرائيل في ظل ولايتي».
وأدان ترمب العملية الإرهابية في بريطانيا ووصف منفذيها بالمتوحشين المهزومين. وقال: «علينا ألا نكتفي بتسميتهم متوحشين وقتلة أطفال بل أيضا مهزومين وخاسرين».
من جهته، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ترمب وتعهد بالشراكة معه في مشروعه للسلام في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب. واستغل العملية الإرهابية في بريطانيا ليحرض على الرئيس الفلسطيني فقال: «أيها الرئيس ترمب، يجب وقف تمويل وتشجيع الإرهاب. وفي وقت سابق من اليوم وقف إلى جانبك محمود عباس وندد بالهجوم الذي وقع في مانشستر. ولو أن منفذ الهجوم كان فلسطينيا وكان الضحايا أولادا يهودا، لحصل المخرب على أموال من السلطة الفلسطينية، هذا هو القانون في السلطة الفلسطينية ويجب تغييره».
وكان ترمب قد عاد من بيت لحم ليزور سوية مع نتنياهو، مؤسسة «ياد فاشيم» لتخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست. وقال رئيس الوزراء نتنياهو في الكلمة التي ألقاها هناك: «إن زيارتك إلى هنا تأتي كجزء من زيارة تاريخية. فأنت أول رئيس اختار زيارة إسرائيل في أول زياراته خارج حدود الولايات المتحدة الأميركية؛ كما أنك أول رئيس يقوم بزيارة لحائط المبكى وهو في منصبه. لقد تأثرنا بانفعال شديد جراء مشاهدة صورتك وأنت تلامس أحجار حائط المبكى، وكذلك تأثرنا بمشاهدة السيدة الأولى ميلانيا وهي تلامس أحجار ذلك الحائط.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».