القمة العربية ـ الإسلامية ـ الأميركية تؤسس لعمل جماعي لمحاربة التطرف

الملك سلمان: النظام الإيراني رأس حربة للإرهاب ونرفض فرز الشعوب والدول على أساس ديني أو طائفي

الملك سلمان مترئساً اعمال القمة العربية الإسلامية الأميركية بحضور الرئيس دونالد ترمب في الرياض أمس
الملك سلمان مترئساً اعمال القمة العربية الإسلامية الأميركية بحضور الرئيس دونالد ترمب في الرياض أمس
TT

القمة العربية ـ الإسلامية ـ الأميركية تؤسس لعمل جماعي لمحاربة التطرف

الملك سلمان مترئساً اعمال القمة العربية الإسلامية الأميركية بحضور الرئيس دونالد ترمب في الرياض أمس
الملك سلمان مترئساً اعمال القمة العربية الإسلامية الأميركية بحضور الرئيس دونالد ترمب في الرياض أمس

وضعت القمة العربية الإسلامية الأميركية أولى خطوات التنسيق والشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة الإرهاب والأفكار المتطرفة والدول الراعية له، في ختام أعمالها أمس التي احتصنتها العاصمة السعودية الرياض.
وشدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في كلمة ألقاها، بحضور الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وملوك وقادة ورؤساء 55 دولة في العالمين الإسلامي والعربي، على أن النظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم، لافتاً إلى أن السعودية لم تعرف إرهاباً أو تطرفاً طوال 300 عام حتى أطلت ثورة الخميني برأسها عام 1979م، فيما طالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب دول العالم بعزل إيران، التي قال إنها تمول وتدرّب وتسلح الإرهابيين والميليشيات والمجموعات المتطرفة التي تنشر الدمار والفوضى لعقود.
وأكد الملك سلمان بن عبد العزيز، في كلمة خلال القمة العربية الإسلامية الأميركية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض أمس، على رفضه فرز الشعوب والدول على أساس ديني أو طائفي، مشيراً إلى أن هذه الأفعال البغيضة ما هي إلا نتيجة محاولات لاستغلال الإسلام كغطاء لأغراض سياسية تؤجج الكراهية والتطرف والإرهاب والصراعات الدينية والمذهبية، كما يفعل النظام الإيراني والجماعات والتنظيمات التابعة له مثل «حزب الله» والحوثيين، وكذلك تنظيما «داعش» و«القاعدة» وغيرهما.
واستهل الملك سلمان بن عبد العزيز كلمته بالترحيب بالرئيس الأميركي دونالد ترمب وقادة الدول العربية والإسلامية في القمة التي أشار إلى أنها تاريخية وغير مسبوقة، وتعقد في وقت شديد الأهمية وبالغ الخطورة.
وأوضح خادم الحرمين الشريفين في كلمته، أن لقاءه برئيس الولايات المتحدة الأميركية التي تربطها بالكثير من الدول أواصر الصداقة والعلاقة الوطيدة، يجسد اهتمام الرئيس ترمب وحرصه على توثيق التعاون والاستمرار في تنسيق المواقف بمختلف المجالات، «وله دلالة كبيرة على أن دولنا العربية والإسلامية، المجتمعة اليوم، وقد بلغت خمساً وخمسين دولة، ويتجاوز عدد سكانها المليار ونصف المليار نسمة، تعد شريكاً مهماً في محاربة قوى التطرف والإرهاب، وفي تحقيق الأمن والاستقرار والسلم العالمي، ويحمل فخامته في جعبته الكثير من الآمال والطموحات للتعاون مع العالم العربي والإسلامي».
وقال الملك سلمان بن عبد العزيز: «إننا إذ نتقدم بالشكر والتقدير للرئيس الأميركي لاستجابته للحضور والمشاركة في هذه القمة، نؤكد سعادتنا وامتناننا باختياره بلادكم السعودية وقمتكم هذه كأول رحلة ومشاركة خارجية للرئيس ترمب، ما يعكس ما يوليه وبلاده من اهتمام في قمتكم المباركة، كما نؤكد في الوقت ذاته أننا نبادله نفس المشاعر السامية في التعاون البناء لنبذ التطرف والعمل على مكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله وتجفيف منابعه وإيقاف كل سبل تمويله أو نشره والوقوف بحزم في التصدي لهذه الآفة الخطيرة على الإنسانية جمعاء».
وأكد أن اجتماع القمة جاء ليعبر عن الجدية في اتخاذ الخطوات الحثيثة لتعزيز شراكة حقيقية مع الولايات المتحدة الأميركية الصديقة بما يخدم المصالح المشتركة ويسهم في تحقيق الأمن والسلام والتنمية للبشرية كلها، وهو ما يؤكده الدين الإسلامي الحنيف.
وأضاف: «إن مسؤوليتنا أمام الله ثم أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف أياً كان مصدرها، امتثالاً لأوامر ديننا الإسلامي الحنيف، لقد كان الإسلام وسيبقى دين الرحمة والسماحة والتعايش، تؤكد ذلك شواهد ناصعة، ولقد قدم الإسلام في عصوره الزاهية أروع الأمثلة في التعايش والوئام بين أتباع الأديان السماوية والثقافات، لكننا اليوم نرى بعض المنتسبين للإسلام يسعى لتقديم صورة مشوهة لديننا، تريد أن تربط هذا الدين العظيم بالعنف».
وتابع: «نقول لإخواننا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا من المسلمين في كل مكان، بأن أحد أهم مقاصد الشريعة الإسلامية هو حفظ النفس، وأن لا شرف في ارتكاب جرائم القتل، فالإسلام دين السلام والتسامح، وقد حث على إعمار الأرض وحرم التهلكة والإفساد فيها، واعتبر قتل النفس البريئة قتلاً للناس جميعاً، وأن طريقنا لتحقيق مقاصد ديننا والفوز بالجنة هو في نشر قيم الإسلام السمحة التي تقوم على السلام والوسطية والاعتدال وعدم إحلال الدمار والإفساد في الأرض».
وشدد على أن الجميع، شعوباً ودولاً، يرفضون بكل لغة، ويدينون بكل شكل الإضرار بعلاقات الدول الإسلامية مع الدول الصديقة، وفرز الشعوب والدول على أساس ديني أو طائفي، وما هذه الأفعال البغيضة إلا نتيجة محاولات استغلال الإسلام كغطاء لأغراض سياسية تؤجج الكراهية والتطرف والإرهاب والصراعات الدينية والمذهبية، كما يفعل النظام الإيراني والجماعات والتنظيمات التابعة له مثل «حزب الله» والحوثيين، وكذلك تنظيما «داعش» و«القاعدة»، وغيرهما.
وأضاف خادم الحرمين الشريفين: «النظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم، وإننا في هذه الدولة منذ 300 عام لم نعرف إرهاباً أو تطرفاً حتى أطلت ثورة الخميني برأسها عام 1979م، ولقد رفضت إيران مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دولنا بحسن نية واستبدلت بذلك الأطماع التوسعية والممارسات اِلإجرامية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ضاربة بالقانون الدولي عرض الحائط ومخالفة مبادئ حسن الجوار والعيش المشترك والاحترام المتبادل، وقد ظن النظام في إيران أن صمتنا ضعف، وحكمتنا تراجع، حتى فاض بنا الكيل من ممارساته العدوانية وتدخلاته كما شاهدنا في اليمن وغيره من دول المنطقة.. نقول ذلك ونحن نؤكد في الوقت ذاته على ما يحظى به الشعب الإيراني لدينا من التقدير والاحترام، فنحن لا نأخذ شعباً بجريرة نظامه».
وتطرق إلى أن السعودية عانت طويلاً، وكانت هدفاً للإرهاب، لأنها مركز الإسلام وقبلة المسلمين، ويسعى الفكر الإرهابي لتحقيق شرعيته الزائفة وانتشاره من خلال استهداف قبلة المسلمين ومركز ثقلهم، ونجحت المملكة في التصدي للأعمال الإرهابية وإحباط محاولاتٍ إرهابية كثيرة، وساعدت الأشقاء والأصدقاء في دول العالم في تجنب مخططات تستهدف نسف أمنهم وتدمير استقرارهم.
وتابع الملك سلمان بن عبد العزيز في كلمته: «أيها الإخوة والأصدقاء الأعزاء: امتداداً للجهود المبذولة في محاربة الإرهاب أبرمت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم اتفاقاً تاريخياً مع الولايات المتحدة الأميركية لاتخاذ إجراءاتٍ صارمة لاستهداف تمويل الإرهاب، وذلك بتأسيس مركز في مدينة الرياض لاستهداف تمويل الإرهاب، ونتطلع إلى انضمام المزيد من الدول إلى المركز مستقبلاً وسيكون هذا الاتفاق أنموذجاً يحتذى به، وهو مبني على جهودنا القائمة في هذا الصدد، وإنني أؤكد باسم إخواني قادة الدول الإسلامية المجتمعين بأننا لن نتهاون أبداً في محاكمة كل من يمول أو يدعم الإرهاب، بأي صورة أو شكل، وستطبق أحكام العدالة كاملة عليه».
وأشار إلى أن السعودية مستمرة في حربها ضد الإرهاب، وتؤكد عزمها القضاء على تنظيم داعش، وغيره من التنظيمات الإرهابية، أياً كان دينها أو مذهبها أو فكرها، وهو ما دعا الجميع إلى تشكيل «التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب»، في خطوة رائدة لمحاصرة الإرهاب.
ولفت إلى أن الإرهاب نتيجة للتطرف، وفي ظل الحاجة لمواجهته «نعلن اليوم إطلاق المركز العالمي لمكافحة التطرف، الذي يهدف لنشر مبادئ الوسطية والاعتدال ومواجهة التغرير بالصغار وتحصين الأسر والمجتمعات ومقارعة حجج الإرهابيين الواهية بالتعاون مع الدول المحبة للسلام والمنظمات الدولية».
وشدد الملك سلمان بن عبد العزيز على أن القضاء على الإرهاب لا يكون بالمواجهة المباشرة فقط بل إن التنمية المستدامة هي جرعة التحصين الناجح، وهو ما تجسده رؤية السعودية 2030 في جوانبها المختلفة من الحرص على استثمار الشباب وتمكين المرأة وتنويع الاقتصاد وتطوير التعليم، ومن دون شك فإن السعودية تدعم وتشجع كل توجه لدى الدول الشقيقة والصديقة يهدف إلى تفعيل التنمية المستدامة في بلدانهم.
وتابع: «نشدد على أن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مطلب عادل وضروري ويتطلب تضحياتٍ مشتركة وعزيمة صادقة من أجل صالح الجميع، كما أنه يتعين على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لحل الأزمة السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري ويحفظ وحدة سوريا وسيادتها».
واختتم الملك سلمان كلمته في القمة العربية الإسلامية الأميركية: «إن آمال شعوبنا وطموحاتهم كبيرة ومسؤولياتنا لتحقيق هذه الطموحات جسيمة، لكن همتكم وحرصكم واهتمامكم سيجعلنا نواجه هذه المهام بعزم وحزم، ونحن عازمون على التمسك بالتنمية كهدفٍ استراتيجي لمواجهة التطرف والإرهاب وتوفير الحياة الرغيدة».



فيصل بن فرحان يناقش المستجدات السورية مع بيدرسون

الأمير فيصل بن فرحان في لقاء سابق مع بيدرسون بمقر وفد السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك (واس)
الأمير فيصل بن فرحان في لقاء سابق مع بيدرسون بمقر وفد السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك (واس)
TT

فيصل بن فرحان يناقش المستجدات السورية مع بيدرسون

الأمير فيصل بن فرحان في لقاء سابق مع بيدرسون بمقر وفد السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك (واس)
الأمير فيصل بن فرحان في لقاء سابق مع بيدرسون بمقر وفد السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك (واس)

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع غير بيدرسون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، مستجدات الأوضاع السورية.

جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه وزير الخارجية السعودي من المبعوث الأممي إلى سوريا، الأربعاء.

وزير الخارجية السعودي ونظيرته الإسواتينية عقب التوقيع على اتفاقية التعاون في الرياض الأربعاء (واس)

ولاحقاً، وقّع الأمير فيصل بن فرحان وفوليلي شاكانتو وزيرة خارجية إسواتيني على اتفاقية عامة للتعاون بين حكومتي البلدين، عقب مباحثات أجراها الجانبان في العاصمة الرياض، تناولت سبل تنمية التعاون المشترك في مختلف المجالات.

واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في وقت لاحق شاكانتو، يرافقها الأمير لينداني ابن ملك إسواتيني عضو البرلمان، في ديوان وزارة الخارجية السعودي، حيث جرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين.