سلفا كير يحل بأديس بابا للقاء زعيم التمرد رياك مشار

الطرفان يتطلعان لإعادة السلام ووقف الأعمال العدائية

رئيس جنوب السودان سلفا كير
رئيس جنوب السودان سلفا كير
TT

سلفا كير يحل بأديس بابا للقاء زعيم التمرد رياك مشار

رئيس جنوب السودان سلفا كير
رئيس جنوب السودان سلفا كير

غادر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت جوبا اليوم (الجمعة) متوجها إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث من المقرر أن يلتقي مع نائبه السابق رياك مشار، للمرة الأولى منذ بدء المعارك الدامية في البلاد، بأواسط ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وصرح وزير خارجية جنوب السودان برنابا ماريـال أمام صحافيين في مطار جوبا قبيل مغادرة سلفا كير بأن «الرئيس يتوجه إلى أديس أبابا للقاء زعيم المتمردين رياك مشار بمبادرة من رئيس وزراء إثيوبيا هايلي مريم ديسيلين».
ويتولى ديسيلين الرئاسة الحالية للسلطة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا (إيقاد) التي تقوم بالوساطة في النزاع الجاري في جنوب السودان.
وأكد ماريال أن اللقاء المرتقب «سيعيد السلام»، ويهدف إلى «تطبيق وقف إطلاق النار بشكل صحيح، ليكون هناك معنى لوقف الأعمال العدائية».
وكان رياك مشار وصل مساء أمس (الخميس) إلى أديس أبابا. لكن بيتر غاديت داك، وهو أحد المتحدثين باسمه قال: إنه يشكك في عقد لقاء بين الرجلين اليوم (الجمعة). وأضاف قائلا: «رياك مشار سيلتقي رئيس الوزراء الإثيوبي، وستقوم إيقاد بوضع برنامج المحادثات».
لكن جيمس جاديت وهو متحدث آخر باسم زعيم المتمردين، مشار، قال: إن الأخير وصل إلى إثيوبيا للقاء سلفا كير.
ونقلت صحيفة «سودان تربيون» السودانية الصادرة اليوم (الجمعة) عن جيمس جاديت داك قوله إن مشار سيلتقي سلفا كير في أديس أبابا، لإجراء أول محادثات مباشرة بين الاثنين منذ اندلاع القتال بين الجانبين.
وأضاف داك أن مشار سيلتقي مع سلفا كير بعد أن يجري محادثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ماريام دسالين.
وتفاقم الصراع على السلطة بين كير وهو من قبيلة الدينكا، ومشار المنتمي لقبيلة النوير، وتحول إلى اشتباكات عنيفة منتصف ديسمبر (كانون الأول)، عندما اندلع القتال بين جنود من المجموعتين العرقيتين اللتين ينتميان إليها، حيث تفاقمت الأزمة بعد إقالة كير لمشار في يوليو (تموز) من العام الماضي.
ولم ينجح اتفاق لوقف إطلاق النار جرى توقيعه في يناير (كانون الثاني) في إنهاء القتال الذي راح ضحيته الآلاف، وشرد أكثر من مليون شخص.
ويفترض أن يتيح اللقاء المرتقب بين الطرفين، تحقيق تقدم في المفاوضات لإيجاد حل سياسي دائم للنزاع في هذه الدولة الحديثة العهد، والتي حازت استقلالها في يوليو 2011.
وأدت المفاوضات السابقة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 23 يناير، لكنه ظل حبرا على ورق.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».