ترحيب حذر بحكمتيار في كابل بعد استقبال حافل

طالب بدعم حكومة الرئيس غني ودعا طالبان لإلقاء السلاح والانضمام للمصالحة

من اليسار إلى اليمين: الرئيس الأفغاني السابق حميد كرزاي والرئيس الحالي أشرف غني وقلب الدين حكمتيار وعبد رب الرسول سياف أحد قادة المجاهدين السابقين ورئيس السلطة التنفيذية عبد الله عبد الله (إ.ب.أ)
من اليسار إلى اليمين: الرئيس الأفغاني السابق حميد كرزاي والرئيس الحالي أشرف غني وقلب الدين حكمتيار وعبد رب الرسول سياف أحد قادة المجاهدين السابقين ورئيس السلطة التنفيذية عبد الله عبد الله (إ.ب.أ)
TT

ترحيب حذر بحكمتيار في كابل بعد استقبال حافل

من اليسار إلى اليمين: الرئيس الأفغاني السابق حميد كرزاي والرئيس الحالي أشرف غني وقلب الدين حكمتيار وعبد رب الرسول سياف أحد قادة المجاهدين السابقين ورئيس السلطة التنفيذية عبد الله عبد الله (إ.ب.أ)
من اليسار إلى اليمين: الرئيس الأفغاني السابق حميد كرزاي والرئيس الحالي أشرف غني وقلب الدين حكمتيار وعبد رب الرسول سياف أحد قادة المجاهدين السابقين ورئيس السلطة التنفيذية عبد الله عبد الله (إ.ب.أ)

في صالة كبيرة بالقصر الجمهوري في كابل ووسط حضور لافت لأغلب قادة المجاهدين والشخصيات السياسية وبحضور الرئيس الأفغاني أشرف غني ورئيس السلطة التنفيذية عبد الله عبد الله، استقبل قلب الدين حكمتيار زعيم الحزب الإسلامي الذي دخل القصر الجمهوري لأول مرة بعد مضي عشرين عاما من وقوفه إلى جانب الجماعات المتشددة التي قاتلت القوات الدولية والحكومة الأفغانية. لكن غاب عن الاجتماع الجنرال عبد الرشيد دوستم وبعض زعماء حزب الجمعية الإسلامية الأفغانية.
في أول خطاب رسمي له تحدث حكمتيار حول قضايا تهم الشارع الأفغاني وأشار إلى أنه يرغب في فتح صفحة جديدة مع الجميع وأنه يجب نسيان الماضي والمضي قدما في عملية إعادة البناء وتحقيق المصالحات مع الجميع. وأكد حكمتيار دعوته جماعة طالبان إلى إلقاء السلاح والانضمام إلى عملية المصالحة، مضيفا أن زمن الحرب ورفع السلاح قد ولى، وعلى الجميع التكاتف والتعاون من أجل إحلال الأمن والسلام في البلاد. وقال حكمتيار إن أفغانستان بلد للجميع ولا يمكن إقصاء أي طرف من العمل السياسي ويجب تقوية الحكومة المركزية لبسط سيطرتها على كامل التراب. وأشار حكمتيار أنه يدعم الحكومة المركزية في كل مساعيها الرامية لإنهاء الحرب الجارية في البلاد.
وخاطب مقاتلي طالبان قائلا عليكم أن تعودوا إلى رشدكم وإنهاء الحرب التي لا طائل من ورائها، مضيفا أن طالبان مواطنون أفغان وهم إخواننا نريد منهم أن يعودوا إلى الصلح ونبذ العنف.
بدوره رحب الرئيس الأفغاني أشرف غني بحكمتيار وقال بأن ما حصل اليوم بالنسبة لأفغانستان ومستقبله يعتبر نقطة تحول كبيرة سيسجلها التاريخ، مشيرا إلى أنه إذا توفرت الإرادة فإنه لا شيء مستحيل، مضيفا لم يتوقع أحد تحقيق المصالحة مع حكمتيار وبمساعي الأفغان أنفسهم، مؤكدا أن نجاح مساعي الحوار مع الحزب الإسلامي أثبت أن الأفغان يمكنهم حل مشاكلهم إذا أرادوا ذلك من خلال التواصل المباشر فيما بينهم ودون تدخل الأجانب.
كما رحب عبد الله عبد الله بعودة حكمتيار إلى كابل. وعبد الله هو قيادي سابق أيضا في تحالف الشمال السابق المناهض لحكمتيار، حيث شهدت تسعينات القرن الماضي حربا طاحنة بين حزب الجمعية الإسلامية بقيادة الراحل برهان الدين رباني والحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين إضافة إلى تدمير شبه كامل للعاصمة كابل.
وجاءت عودة حكمتيار، 67 عاما، عقب اتفاق السلام الذي وقع في سبتمبر (أيلول) الماضي مع حكومة الرئيس أشرف غني بمباركة المجتمع الدولي رغم الجرائم التي يتهم بارتكابها. ووقع اتفاق السلام عبر الدائرة المغلقة لأن حكمتيار كان يقيم في مكان سري يقع على الأرجح في باكستان التي كان لجأ إليها. وكان قد أقام أيضا في إيران التي شكلت منفى طوعيا له لدى مغادرته أفغانستان نهاية التسعينات. ويشكل هذا الاتفاق بالنسبة إلى الحكومة مؤشرا إلى قدرتها على ضم معارض مسلح عبر التفاوض. يتحدر حكمتيار الذي ينتمي إلى قبائل البشتون من ولاية قندوز في شمال البلاد.
ولدى وصوله وقف مئات من المؤيدين على طول الطريق لاستقبال زعيم الحزب الإسلامي. ولوح بعضهم بأعلام الحزب الخضراء وحملوا ورودا حمراء مرحبين بهذه العودة. ومع تقدمه نحو العاصمة انضمت إلى موكبه مئات السيارات الخاصة التي ارتفعت أعلام من نوافذها فيما كان ركابها يؤدون النشيد الوطني أو يهتفون بلغة البشتون «أهلا بك في كابل». وسارع أنصاره إلى نثر الورود عليه حين ترجل من سيارته. لكن هذه الحماسة تقابلها مشاعر استياء على وقع تحديات أمنية تواجه حكومة الوفاق الوطني الضعيفة مع تجدد هجمات طالبان واعتداءات تنظيم داعش.
ومنذ إعلان عودته إلى العاصمة قبل أسبوع رفعت لافتات كبيرة في الكثير من أحيائها لكنها سرعان ما تعرضت للتمزيق أو التشويه، ما يثبت أن فئة من سكان كابل ترفض الاتفاق.
ولا يزال كثيرون يتذكرون قصف حكمتيار لكابل حين كان رئيسا للوزراء في بداية تسعينات القرن الفائت، محدثا فيها أكبر خسائر في أربعين عاما من الحرب. وتعرض يومها ثلث المدينة للتدمير وقتل عشرات آلاف المدنيين. كما يتهم حكمتيار بارتكاب جرائم أخرى استهدفت وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية والمدافعين عن حقوق النساء، علما بأن اتفاق السلام يضمن له عفوا عن ماضيه وماضي رجاله، الأمر الذي لم يقنع كثيرين.
وقال إدريس عرب زاده (20 عاما) «لن أهتف له لأن يديه ملطختان بدماء آلاف الأبرياء. رغم كل شيء، نود استقباله إذا كان ذلك سيجلب لنا السلام والاستقرار».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».