3 وزارات لحزب الترابي في الحكومة السودانية الجديدة

الأمين العام للحزب: مشاركتنا الرمزية تحملنا مسؤولية كبيرة

3 وزارات لحزب الترابي في الحكومة السودانية الجديدة
TT

3 وزارات لحزب الترابي في الحكومة السودانية الجديدة

3 وزارات لحزب الترابي في الحكومة السودانية الجديدة

حسم حزب المؤتمر الشعبي تردده بشأن المشاركة في حكومة «الوفاق الوطني» المزمع إعلانها قريباً، وسلم قائمة بأسماء منسوبيه المرشحين لتولي مناصب تنفيذية في الحكومة الجديدة، وتشريعية، في البرلمان، معلنا نيله وزارتين ووزير دولة اتحادية و7 أعضاء في المجلس الوطني ومجلس الولايات.
وكان الأمين العام للحزب علي الحاج محمد، الذي اختير الشهر الماضي خليفة لزعيم الإسلاميين الراحل حسن الترابي قد التقى أول من أمس، رئيس الوزراء النائب الأول للرئيس بكري حسن صالح، وسلمه مرشحي الحزب لتولي الوظائف الوزارية والبرلمانية. وحسب نشرة صحافية وزعها الحزب، فإن الرجلين بحثا في اللقاء الذي جمعهما التطورات السياسية التي تشهدها البلاد، وأوضاعها الراهنة التي أدت لتكوين حكومة جديدة يشارك فيها عدد من الأحزاب السياسية والحركات المسلحة، ويُؤمل أن تثمر انفراجة سياسية في البلاد. وكان مقرراً إعلان الحكومة الجديدة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، لكن الإعلان عنها تأخر كثيراً، وأرجعه مساعد الرئيس البشير إبراهيم محمود في مؤتمر صحافي قبل أيام، إلى تلكؤ حزبين في تسليم قوائم ممثليهم في الحكومة، وذكر منهما على وجه التحديد «حزب المؤتمر الشعبي».
وأرجأ الحزب الذي أسسه الترابي عقب انشقاق الإسلاميين السودانيين نهاية القرن الماضي، أمر مشاركته في الحكومة، بسبب جدل داخلي بين رافضي المشاركة ومؤيديها، ولاشتراطه للمشاركة أن تجاز تعديلات دستورية تتعلق بالحريات العامة. ورغم أن الحزب أعلن أن التعديلات الدستورية التي أجيزت لم تحقق مطالبه، ووصفها بأنها «لم تتح الحريات بالشكل الذي يطالب به»، ولم تقلص صلاحيات جهاز الأمن والمخابرات، لكنه حسم أمره بعد تردد وقرر المشاركة.
وأجازت الهيئة التشريعية «البرلمان» قبل أيام ملحق تعديلات دستورية، أبقت فيه على صلاحيات جهاز الأمن، بل منحته صلاحية «انتهاك الخصوصية» في حالات التفتيش والنيابة العامة إضافة للسلطات الأمنية، المتعلقة بالأمن القومي، واعتبرته «قوة نظامية» مثله مثل الجيش والشرطة، بعد أن كانت مقترحات حزب المؤتمر الشعبي تطالب بقصر صلاحياته على جمع وتحليل المعلومات وتقديمها للمؤسسات المختصة.
وأعلن الأمين العام للحزب علي الحاج محمد في مؤتمر صحافي أمس مشاركة حزبه في الحكومة، وحصوله على وزارتي الصناعة والتعاون الدولي، ووزير دولة في وزارة الاتصالات، بالإضافة إلى خمسة نواب في المجلس الوطني «البرلمان» أحدهم رئيس لجنة برلمانية، وعضوين في مجلس الولايات أحدهم نائب لرئيسه.
وقال الحاج للصحافيين إن مشاركة حزبه «رمزية» على المستويين الاتحادي والولائي، وتحمله مسؤولية كبيرة وفقاً لمخرجات الحوار الوطني، لا سيما القضايا المعيشية والتعليمية والصحية.
ودعا لاستحداث ما سماه «وسائل شعبية وجماهيرية» تناسب كل ولاية وتراعي خصوصيتها ومشكلاتها، وكشف عن قوائم أخرى سيتقدم بها حزبه لممثليه على مستوى الولايات والمحليات، التي أرجئت لوقت لاحق، وأضاف: «الولايات وترشيحاتها مسألة أخرى، ولا بد من إشراك الولايات فيها، وسنعمل مع الولايات في ذلك»، وتابع: «لكن لو كان الأمر بيدي، لبدأت بالولايات، وتركت الشأن الاتحادي للنهاية».
أوضح الحاج أن نصيب حزبه في السلطة لا يمثل حجمه الفعلي، وهي حصة تعتبرها دوائر سياسية «كبيرة» مقارنة بعدد القوى المشاركة في الحوار الوطني، وحصة التنازلات التي أعلن الحزب الحاكم تقديمها، والتي لا تتعدى «ست وزارات» اتحادية وعددا من وزراء الدولة، وما أكده الرئيس عمر البشير في وقت سابق أن طالبي الوظائف كثر مقارنة بحجم «كيكة السلطة» المتاحة.
وفسر الحاج تخليه عن شرطه المتعلق بإجازة التعديلات الدستورية التي تقدم بها وتدعو لتقليص صلاحيات جهاز الأمن، بأنه «ليس ضد جهاز الأمن، بل مع حرفيته». واستحسن ما سماه تعديلاً دستورياً يقضي بمساءلة جهاز الأمن لدى البرلمان، وقال: «هذه أول مرة تكون فيها مساءلة لجهاز الأمن في البرلمان». وجدد الحاج ثقته في الرئيس عمر البشير بقوله: «ما زلنا عند ثقتنا في القيادة السياسية، ونأمل في أن تسير الأمور كما ينبغي»، وذلك تعليقاً على أسئلة عن الضمانات الخاصة بتعديل القوانين بما يحفظ الحريات العامة، ويحد من صلاحيات جهاز الأمن، وتابع: «لقد اصطلينا بهذه المسائل - يقصد تقييد الحريات - ولا نريد لأحد أن يصطلي بها، وسنتمسك بذلك حتى ونحن مشاركون في السلطة». ونفى الحاج أن يكون لحزبه أي تحالفات عسكرية مع حركات مسلحة أو متمردة، وذلك رداً على سؤال حول علاقته بحركة العدل والمساواة الدارفورية، وقال: «هناك كلام يقال عن أن حركة معينة هي الجناح العسكري للمؤتمر الشعبي، المؤتمر الشعبي أنشأ قوة احتلت البلد - يشير إلى انقلاب الإسلاميين بقيادة الترابي 1989 - ولا يحتاج إلى جناح عسكري».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».