أصدرت محكمة دائرة موسكو العسكرية قرارها في قضية محمود فيليتوف، إمام مسجد «يارديام» في العاصمة الروسية موسكو، وأدانته بتهمة «تبرير الإرهاب بشكل علني»، وبموجب ذلك حكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات، وأمر القاضي باعتقال فيليتوف فوراً وهو في قاعة المحكمة، وإلغاء حظر سفر كانت المحكمة قد فرضته على الشيخ فيليتوف في وقت سابق. وقال محامي الدفاع إنه سيستأنف الحكم. وكان الادعاء العام قد طالب المحكمة بسجن الإمام 3 سنوات ونصف السنة. ويقول الادعاء، إن الشيخ محمود فيليتوف ألقى في 23 سبتمبر (أيلول) 2013 خطبة في أحد مساجد العاصمة الروسية، «وحاول فيها تبرير نشاط أحد أعضاء (حزب التحرير الإسلامي) المحظور في روسيا» على اعتباره منظمة إرهابية. مشيراً إلى أنه وفقاً لتقرير الخبراء تضمنت خطبة الشيخ المذكورة «مجموعة من العلامات النفسية واللغوية المبررة للأنشطة الإرهابية»، على حد قول الادعاء.
وفي روايات أخرى صلى الشيخ محمود صلاة الجنازة على متوفى اتضح فيما بعد أنه عضو في جماعة إرهابية. ويقول محامي الدفاع إن الصلاة على روح الميت وطلب الغفران والرحمة له ومسامحته على ذنوبه لا تحمل تبريراً للإرهاب، موضحاً أنه طُلب من الإمام (الشيخ محمود) أن يصلي على روح شخص مقتول، لكن لم يقل له أحد بأن المقتول عضو في منظمة محظورة في روسيا. وينفي الشيخ محمود فيليتوف الاتهامات الموجهة له.
وأوقفت لجنة التحقيق الروسية محمود فيليتوف، إمام مسجد يارديام في موسكو ورئيس جمعية «هلال» الخيرية، في 12 يوليو (تموز) للاشتباه بتورطه في قضية تتعلق بالإرهاب. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن محامي الإمام قوله حينها إن التهم الموجهة إلى فيليتوف تتعلق بـ«الدعوة إلى الانخراط في الأنشطة الإرهابية علنا والتبرير العلني للإرهاب». وذكر أن موكله قد أدلى بشهاداته وأقر بذنبه جزئيا. وحسب وكالات الأنباء الروسية فإن اعتقال الشيخ فيليتوف حينها جاء بموجب اتهامات تتعلق بتصريحات الإمام حول شخص يُدعى عبد الله غابايف، مروج لفكر «حزب التحرير الإسلامي» المحظور في روسيا، قتله الأمن الروسي خلال عملية أمنية خاصة في داغستان في عام 2013، وأوضح المحامي أن الأمن اعتقل فيليتوف يوم الاثنين 11 يوليو، كما أنه أجرى عمليات تفتيش في منزل المشتبه به وفي المسجد.
ومعروف عن الشيخ محمود أنه من مواليد مدينة موسكو عام 1951، وهو ابن عائلة غير متدينة، والده نجار ووالدته كانت تعمل في البريد. يُقال إن حياة الشيخ محمود الدينية بدأت حين قدم شاب مصري وصل إلى روسيا للدراسة في جامعة موسكو الحكومية عام 1969، قدم هدية لأخي محمود عبارة عن القرآن الكريم ومجموعات أقراص كومبيوتر مسجل عليها تلاوة القرآن الكريم. ومنذ ذلك الحين قرر فيليتوف تكريس حياته في النشاط الديني. أسس عام 1991 جمعية «بيت الله» وبدأ العمل على إعادة مسجد للمسلمين في موسكو، كان معروفا قبل الثورة البلشفية باسم «المسجد التتاري»، الذي شُيد عام 1884، وأغلقته السلطات البلشفية عام 1937، ومن ثم استخدمته تارة بريد وتارة أخرى ورشات خدمات مختلفة. وبعد سقوط الحكم السوفياتي وإعادة السلطات الروسية الاعتبار للرموز الدينية، تمكن الشيخ محمود من استعادة المسجد، وبدأت فيه أعمال الترميم عام 1993، وأطلق عليه منذ ذلك الحين اسم «المسجد التاريخي». وبعد عمله عدة سنوات إماماً وخطيباً في ذلك المسجد، انتقل الشيخ محمود فيليتوف وأصبح إمام وخطيب مسجد «يارديام».
الحكم بالسجن 3 سنوات على إمام مسجد في موسكو بتهمة «تبرير الإرهاب»
الحكم بالسجن 3 سنوات على إمام مسجد في موسكو بتهمة «تبرير الإرهاب»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة