«صراع الهبوط» يشعل مواجهات دوري المحترفين السعودي

الاتحاد يبحث عن الوصافة من بوابة الفيصلي... والهلال يهدد بزيادة آلام الوحدة

من مباراة سابقة بين الاتحاد والفيصلي (تصوير: سعد العنزي)
من مباراة سابقة بين الاتحاد والفيصلي (تصوير: سعد العنزي)
TT

«صراع الهبوط» يشعل مواجهات دوري المحترفين السعودي

من مباراة سابقة بين الاتحاد والفيصلي (تصوير: سعد العنزي)
من مباراة سابقة بين الاتحاد والفيصلي (تصوير: سعد العنزي)

تنطلق مساء اليوم السبت مباريات الأسبوع قبل الأخير لمنافسات دوري المحترفين السعودي، حيث تقام ست مواجهات في التوقيت ذاته، وهو العرف السائد الذي تعمل به إدارة المسابقات في اتحاد كرة القدم منذ سنوات؛ للحد من أي فرص للتلاعب بالنتائج، في ظل أن هذه المباريات تحدد معها الفرق الهابطة لدوري الدرجة الأولى.
وبعد أن حسم فريق الهلال اللقب لصالحه في الجولة الماضية على حساب الشباب، تتجه الأنظار هذا المساء لمعرفة هوية الفريق الذي سيرافق نظيره الوحدة الذي أعلن هبوطه رسميا في الأسبوع الماضي.
ويحتدم الصراع بين فرق عدة للهرب من شبح الهبوط الذي سيخطف فريقين، أحدهما بصورة مباشرة، في حين سيخوض صاحب المركز الثاني عشر مباراة الملحق التي تجمعه أمام صاحب المركز الثالث في دوري الدرجة الأولى.
ففي مكة المكرمة، يحل الهلال ضيفا على نظيره الوحدة في ملعب الملك عبد العزيز بمدينة الشرائع، في حين سيستضيف فريق الاتحاد نظيره الفيصلي في جدة، في الوقت الذي سيحتدم التنافس بين النصر ونظيره الشباب في العاصمة الرياض، حيث تقام المباراة على ملعب الملك فهد الدولي.
وعلى صعيد الفرق المهددة بالهبوط، ستكون المواجهة الأبرز هذا المساء هي التي تجمع بين الفتح ومضيفه فريق الخليج في مدينة الدمام، إضافة إلى مباراة قمة المنطقة الشرقية التي تجمع بين القادسية وغريمه التقليدي الاتفاق على ملعب الأمير سعود بن جلوي بالراكة بمدينة الخبر، وأخيرا يحل الباطن ضيفا على نظيره التعاون في مدينة بريدة.
وستقام يوم غد (الأحد) مباراة يتيمة تجمع بين الرائد وضيفه الأهلي في مدينة بريدة، بعدما قررت إدارة المسابقات في اتحاد كرة القدم نقلها عن موعدها السابق المقرر اليوم (السبت) على حساب مباراة التعاون والباطن التي ترتبط بصورة مباشرة بحسابات الهبوط على عكس مباراة الرائد ونظيره الأهلي.
وفي مكة المكرمة، يحل فريق الهلال بطل النسخة الحالية لدوري المحترفين السعودي ضيفا على صاحب الأرض فريق الوحدة، في مباراة متباينة الطموح، حيث يتطلع الفريق الأزرق إلى زيادة حصيلته النقطية والبحث عن تحقيق رقم قياسي غير مسبوق على صعيد تاريخ الدوري، في حين سيخوض أبناء مكة مباراتهم دون أي هدف، وذلك بعدما تقرر هبوط الفريق رسميا في الجولة الماضية.
ويتوقع أن يدخل مدرب فريق الهلال الأرجنتيني رامون دياز اللقاء بالعناصر البديلة التي لم تتحصل على فرصة المشاركة؛ بحثا عن إراحة لاعبيه تحسبا للقاء المرتقب أمام غريمه التقليدي النصر في الجولة الأخيرة من الدوري، وهي مباراة التتويج التي يأمل من خلالها الفريق الأزرق إلى تحقيق نتيجة إيجابية تصاحب احتفالاته باللقب الرابع عشر في تاريخه بمسابقة الدوري.
وفي جدة، يستضيف فريق الاتحاد نظيره الفيصلي على ملعب الملك عبد الله في مواجهة يتطلع من خلالها إلى إحكام قبضته على المركز الثاني في لائحة ترتيب الدوري، وذلك بعدما استغل الفريق الاتحادي تعثر نظيره النصر في الجولة الماضية وصعد إلى وصافة الهلال برصيد 51 نقطة وبفارق نقطتين عن أقرب منافسيه.
وأمام هذه الرغبة الاتحادية تظهر رغبة قوية لفريق الفيصلي بعدم الخسارة والبحث عن تحقيق النقاط الثلاث في ظل وجود الفريق القادم من مدينة المجمعة في دائرة خطر الهبوط التي ما زالت تلاحق الكثير من الفرق، حيث يحتل عنابي سدير المركز التاسع برصيد 26 نقطة وبفارق نقطي غير مطمئن عن أصحاب المراكز المتأخرة.
أما في العاصمة الرياض، فيحتدم التنافس بين النصر ونظيره الشباب حينما يلتقيان هذا المساء على ملعب الملك فهد الدولي، في مواجهة يسعى من خلالها الفريق الأصفر إلى استعادة نغمة انتصاراته، والبحث عن تحقيق المركز الثاني الذي افتقده الفريق بعد خسارته الموجعة برباعية من أمام فريق الباطن، حيث يحضر النصر ثالثا برصيد تسع وأربعين نقطة، وهو الرقم ذاته الذي يملكه فريق الأهلي.
من جانبه، يحاول فريق الشباب تحقيق فوزه الثامن هذا الموسم رغم صعوبة مهمته في ظل الفوارق الفنية التي تصب لصالح الفريق الأصفر رغم كل الظروف التي يمر بها، ويتطلع الليث الشبابي الذي يقوده المدرب الوطني سامي الجابر إلى تحقيق الفوز وتحسين مركز الفريق في لائحة الترتيب، حيث يحضر سادسا برصيد ثلاثين نقطة.
وفي أقوى المواجهات المتعلقة بحسابات الهبوط، يستضيف الخليج نظيره الفتح في مواجهة تقام بمدينة الدمام، وهو اللقاء الذي قد يرسم معه ملامح الفريق المرافق لنظيره الوحدة لدوري الدرجة الأولى، حيث تعني خسارة صاحب الأرض توديعه دوري المحترفين السعودي في حين سيكون فوزه على الفتح أو تعادله تأجيلا لمعرفة الهابطين حتى الجولة الأخيرة.
ويحتل الفتح حاليا المركز العاشر بخمس وعشرين نقطة، في الوقت الذي يملك فيه فريق الخليج 22 نقطة، متذيلا لائحة الترتيب بالمركز الثالث عشر «قبل الأخير».
وفي جانب آخر من المنطقة الشرقية، يحتدم التنافس بين الغريمين التقليدين القادسية ونظيره الاتفاق على النقاط الثلاث الثمينة لهذا اللقاء، حيث يسعى الفريق الاتفاقي لخطفها من أجل ضمان البقاء رسميا دون الحاجة إلى معرفة النتائج الأخرى، ويحتل فارس الدهناء المركز الثامن بست وعشرين نقطة.
أما فريق القادسية، فخسارته ستقلص حظوظه بالبقاء، وبخاصة في حال فوز الخليج أو تعادله، أو حتى في حال خسارته ربما يلجأ القادسية إلى خوض مباراة الملحق، خصوصا إذا لم تخدمه نتائج هذه الجولة أو الجولة الأخيرة التي ستقام نهاية الأسبوع الحالي، حيث يحتل الفريق حاليا المركز الثاني عشر برصيد 24 نقطة.
وفي مدينة بريدة، يستضيف فريق التعاون نظيره الباطن في مواجهة يبحث من خلالها الفريق الضيف عن تحقيق أثمن ثلاث نقاط في مسيرته، والتي قد تضمن بقاءه بصورة رسمية دون الهبوط، أو حتى اللجوء إلى خوض مواجهة الملحق من أجل البقاء، حيث يحتل الفريق المركز الحادي عشر بخمس وعشرين نقطة.
من جانبه، يسعى فريق التعاون إلى تحقيق فوزه الأول في الدوري تحت قيادة مدربه البرتغالي غوميز، الذي تسلم زمام قيادة الفريق منذ ثلاث جولات خسر فيها أمام الفيصلي والنصر، وتعادل أمام الخليج في الجولة الماضية، حيث يحتل الفريق حاليا المركز السابع برصيد 28 نقطة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».