مسيحيو الموصل يطالبون بحماية دولية للعودة إلى مناطقهم المحررة

غالبية مدن وبلدات سهل نينوى لم تشهد قداس عيد الفصح بسبب الدمار

امرأة تبكي خلال قداس بمناسبة عيد الفصح في كنيسة الحمدانية بسهل نينوى أمس (أ.ف.ب)
امرأة تبكي خلال قداس بمناسبة عيد الفصح في كنيسة الحمدانية بسهل نينوى أمس (أ.ف.ب)
TT

مسيحيو الموصل يطالبون بحماية دولية للعودة إلى مناطقهم المحررة

امرأة تبكي خلال قداس بمناسبة عيد الفصح في كنيسة الحمدانية بسهل نينوى أمس (أ.ف.ب)
امرأة تبكي خلال قداس بمناسبة عيد الفصح في كنيسة الحمدانية بسهل نينوى أمس (أ.ف.ب)

رغم مرور نحو ستة أشهر على تحرير المدن والبلدات المسيحية في سهل نينوى من قبل قوات البيشمركة والقوات الأمنية العراقية فإن الدمار الذي خلفه مسلحو «داعش» وانعدام الدعم الحكومي والمخاوف من عودة الإرهاب إلى هذه المناطق تعيق عودة النازحين المسيحيين إليها.
وطالب النازحون المسيحيون في مدينة أربيل مساء أول من أمس خلال مراسم قداس عيد الفصح الحكومة العراقية والمجتمع الدولي بإعادة إعمار مدنهم المحررة. وقالت المواطنة أميرة يوسف من مدينة الحمدانية (قرقوش) لـ«الشرق الأوسط»: «منذ أكثر من عامين ونصف العام ونحن نعيش داخل كرفان في مخيم للنازحين في مدينة أربيل، الحياة في المخيم صعبة، لذا نناشد الحكومة العراقية والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية إعادة إعمار مناطقنا لتعود إليها الحياة من جديد». وأشارت هذه المواطنة المسيحية إلى أن 80 في المائة من المباني والمنازل وشوارع الحمدانية تعرضت للتدمير والحرق والنهب من قبل مسلحي التنظيم، بينما تنعدم الخدمات الرئيسية كافة الأمر الذي لا يشجع المسيحيين على العودة إليها.
بدورها تشدد المواطنة جوليا مارتن على أن النازحين المسيحيين لا يمكنهم العودة حاليا إلى مناطقهم، وتوضح: «مناطقنا محررة، لكن لن نعود إليها إلا بعد إعادة الأمن والاستقرار لها، فالقرى المجاورة لمناطقنا ما زالت تحتضن أسر مسلحي (داعش) وحواضنهم، وأبناء هذه القرى هم الذين هاجموا بلداتنا ونهبوا بيوتنا».
أما المواطن رفائيل خضر، فقال: «نطالب بحماية دولية لمناطقنا كي نتمكن من العودة إليها والعيش فيها براحة واستقرار والعودة إلى أعمالنا، وإلا فإن العودة في ظل هذه الظروف والدمار الذي لحق بمدننا صعبة جدا».
وبمناسبة عيد الفصح، عبر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في برقية تهنئة وجهها للمسيحيين عن تمنياته بعودتهم إلى مناطقهم المحررة والبدء بحياة جديدة ومستقرة، وقال بارزاني: «إحياء الأعياد والمناسبات الدينية للمكونات الدينية في كردستان ما هو إلا تأكيد على رسالة السلام والمحبة والتعايش والأخوة. ولمن دواعي الفخر أن ثقافة التعايش السلمي والحرية لهما جذور قديمة في كردستان ‏التي أصبحت نموذجاً يُحتذى به على مستوى العالم»، مؤكدا ‏أنه ‏على الجميع أن يعمل على حماية هذه الثقافة وتطويرها أكثر. وأجزم بارزاني مخاطبا المسيحيين: «نعيش في بلد واحد ‏ولنا مصير واحد مشترك وأنتم جزء عزيز من شعب كردستان وستشاركون في تقرير المصير ‏وممارسة الحقوق العادلة لشعب كردستان».
ولم تشهد غالبية المناطق المحررة من سهل نينوى مراسم قداس العيد بسبب التدمير الذي تعرضت له الكنائس والأبنية وكذلك انعدام كثير من الاحتياجات والخدمات الرئيسية فيها، بينما شهدت كنائس إقليم كردستان إقبالا كبيرا للمسيحيين النازحين فيها لتأدية القداس مع أقرانهم من مسيحيي الإقليم، وتضرعوا خلال صلواتهم لانتهاء الحرب في الموصل وعودة الاستقرار والأمان إلى مناطقهم. وشهدت إحدى كنائس ناحية برطلة شرق الموصل قداسا نهاريا رغم أن مراسم العيد لطالما تنظم في المساء لكن الظروف الأمنية واستمرار المعارك في الموصل وعدم عودة سكان الناحية إليها حتى الآن، حالت دون تنظيمها في وقتها الطبيعي.



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».