هولاند يصحح «ظلماً قديماً» ويمنح الجنسية لرماة سنغاليين

هولاند خلال حفل منح الجنسية لرماة سنغاليين في باريس أول من أمس (أ.ف.ب)
هولاند خلال حفل منح الجنسية لرماة سنغاليين في باريس أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

هولاند يصحح «ظلماً قديماً» ويمنح الجنسية لرماة سنغاليين

هولاند خلال حفل منح الجنسية لرماة سنغاليين في باريس أول من أمس (أ.ف.ب)
هولاند خلال حفل منح الجنسية لرماة سنغاليين في باريس أول من أمس (أ.ف.ب)

منحت فرنسا 23 من الرماة السنغاليين السابقين رسميا، أول من أمس، الجنسية الفرنسية بعد ستة عقود حرموا منها، بسبب استقلال المستعمرات الأفريقية عن فرنسا.
وفي قاعة الاحتفالات في قصر الإليزيه الرئاسي، ترأس الرئيس فرنسوا هولاند المراسم التي أقيمت تكريما لهؤلاء المقاتلين السابقين في صفوف الجيش الفرنسي في الهند الصينية أو في الجزائر، والذين أصبحت أعمارهم في الثمانينات.
وضمت المجموعة 23 سنغاليا وكونغوليين اثنين واثنين آخرين من جمهورية أفريقيا الوسطى وواحدا من ساحل العاج. وبعد النشيد الوطني الفرنسي، سلم هولاند كلا منهم المرسوم الذي ينص على اعتباره فرنسيا. واعترف الرئيس الفرنسي بأن «الأمر احتاج إلى معركة طويلة لتوافق فرنسا على إصلاح هذا الظلم». وأضاف: «أنتم تاريخ فرنسا (...) وهي مدينة» لكم.
وقالت إيساتا سيك، مساعدة رئيس بلدية بوندي المكلفة بشؤون المحاربين القدامى السنغاليين: «إنها ثمرة معركة طويلة». وكانت سيك أطلقت على الإنترنت عريضة جمعت أكثر من ستين ألف توقيع خلال 15 يوما، بينها تواقيع عدد من الشخصيات. وأضافت أن «هؤلاء الفرنسيين قلبا يعيشون في أوضاع مزرية. إنهم متقاعدون لا يملكون سوى تصاريح إقامة عادية، ولا خيار لديهم سوى البقاء على الأرض الفرنسية، ورحيلهم إلى السنغال ليمضوا ما تبقى من عمرهم مع عائلاتهم يعني حرمانهم من راتبهم التقاعدي الصغير».
وستنظم مراسم أخرى مماثلة في الدوائر التي يعيش فيها هؤلاء. وأكد هولاند أن «كل الرماة السابقين الذين يعيشون في فرنسا ويتقدمون بطلبات سيحصلون على الرد نفسه». وقال الاليزيه إن «عددهم يبلغ بضع عشرات».
والرماة السنغاليون الذين تتراوح أعمارهم بين 77 و88 عاما هم «الجيل الأخير» من مجموعة مقاتلين أفارقة تطوعوا، أو تم تجنيدهم في صفوف الجيش الفرنسي وشاركوا في كل معاركه من حرب 1870 ضد بروسيا إلى حرب الجزائر التي انتهت في 1962.
وشكلت أولى الكتائب في السنغال، إلا أن «الرماة السنغاليين» بقبعاتهم الحمراء المعروفة قدموا من كل المستعمرات الفرنسية من غرب أفريقيا ووسطها إلى مدغشقر. وبعد تسريحهم، عاد المقاتلون السابقون إلى بلدانهم التي حصلت على استقلالها من دون أن يفكروا في أن فرنسا «وطنهم الثاني» يمكن أن تدير لهم ظهرها.
وفي 1959، جمدت باريس رواتب محاربين سابقين، وكان هذا بالنسبة للرماة بداية حرب طويلة ضد الإدارة الفرنسية. وبعد نضال طويل تمكنوا عام 2006 من الحصول مجددا على تقاعدهم العسكري. ومثل باقي المواطنين الفرنسيين، باتوا يتلقون 336 يورو كل ستة أشهر.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.