بوروسيا دورتموند يتحلى بروح النصر رغم الخسارة أمام موناكو

جدل حول خوض دورتموند مباراته غداة الاعتداء على الحافلة

لاعبو دورتموند يحيون جماهيرهم الذين ساندوهم رغم الهزيمة (رويترز)
لاعبو دورتموند يحيون جماهيرهم الذين ساندوهم رغم الهزيمة (رويترز)
TT

بوروسيا دورتموند يتحلى بروح النصر رغم الخسارة أمام موناكو

لاعبو دورتموند يحيون جماهيرهم الذين ساندوهم رغم الهزيمة (رويترز)
لاعبو دورتموند يحيون جماهيرهم الذين ساندوهم رغم الهزيمة (رويترز)

رغم أن فريق بوروسيا دورتموند خسر أمام فريق موناكو الفرنسي 2 - 3 في دور الثمانية ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ولكنهم شعروا بأنه كان انتصارا.
بالتأكيد كانت خسارة دورتموند بمثابة النكسة ومؤسفة نظرا للطريقة التي سارت بها المباراة. ولكن في النهاية، الحقيقة هي أن خسارة دورتموند تعد «هامشية حقا»، وفقا لما ذكره النادي على موقعه الرسمي على الإنترنت. ما يهم أنه عقب الهجوم على حافلة الفريق بالقنابل يوم الثلاثاء الذي أدى إلى إصابة مارك بارترا ووضع اللاعبين في حالة من الصدمة هي المعنويات التي ظهرت على اللاعبين، والفوز بدعم المخلصين لدورتموند والصداقات الجديدة.
وأظهر مشجعو فريق موناكو في الاستاد، دعمهم كما حشد مشجعو النادي الألماني قواهم وعرضوا توفير أسرة لجماهير الفريق الزائر عن طريق إطلاق هاشتاغ عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كان هناك عزف عاطفي لنشيد «لن تسير وحدك أبدا» قبل المباراة ورقصات مثيرة للإعجاب من الجماهير التي كانت تجلس خلف المرمى، الذين لم يتوقفوا عن الغناء طوال الـ90 دقيقة.
وقال هانز - يواخيم فاتزكه الرئيس التنفيذي لنادي بوروسيا: «هذا أمر لا يصدق. فخور بهؤلاء الجماهير». وقبل بداية مباراة الذهاب لدور الثمانية، أظهر لاعبو دورتموند تعاطفهم مع بارترا، الذي يتعافى من كسر في المعصم وإصابات في الذراع بارتداء قمصان خلال الإحماء كتب عليها «موتشا فويرزا» أو «كثير من القوة».
واحتاج دورتموند إلى بعض الوقت للتخلص من استثارة عواطفهم، وتأخروا بهدفين نظيفين في الشوط الأول، وبعد ذلك 3 - 1 قبل أن يسجلوا الهدف الثاني، الذي منحهم بعض الأمل في مباراة العودة التي ستقام الأربعاء المقبل. وقال نوري شاهين لاعب وسط الفريق لقناة «سكاي»: «لا أتمنى أن يحدث ما حدث معنا مع أي شخص». وأضاف: «اتضح لي حقا كم نحن محظوظون عندما عدت للمنزل ورأيت زوجتي وأبنائي يقفون في مدخل المنزل». وتابع: «أعلم أن كرة القدم مثل هذا وعلينا أن نواصل. ولكن من المهم ألا ننسى أننا مجرد بشر أيضا. لم يكن شعورا جيدا أن نلعب بعد وقت قصير مما حدث».
وقال جوليان فيجيل لاعب وسط الفريق: «أعتقد أن أغلبنا لم يحصل على قدر كاف من النوم، بما فيهم أنا». وتابع: «حاولت التوصل لاتفاق مع عائلتي، حاولت تهدئة الأمور وإغلاقها. في النهاية قدمنا أقصى ما يمكننا فعله لنا في المباراة». وانتقد المدرب توماس توشيل، على وجه الخصوص، قرار إقامة المباراة بعد يوم واحد من الهجوم الذي تعرض له الفريق، حيث قال: «كان قرارا من الاتحاد الأوروبي للعبة من دون أي استشارة. النادي تعرف على وقت المباراة من خلال رسالة نصية».
وأضاف: «انتابنا شعور أن ما حدث هو إلقاء قارورة بيرة على الحافلة الخاصة بنا». وأكد أن خوض المباراة «يتطلب الشجاعة والجرأة، وأظهرنا هذا». وأكمل: «ربما ساعدنا في فعل شيء وإلهاء أنفسنا بكرة القدم لمدة 90 دقيقة. في الشوط الثاني تحديدا، قدم فريقي أداء جيدا». وتابع: «لسوء الحظ، عقب أحداث الثلاثاء، لم نكن في أفضل حالاتنا. هذا صعب تقبله، لأن حلم دوري الأبطال كان على المحك». ونشر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بيانا عقب المباراة ذكر فيه أن قرار إقامة المباراة يوم الأربعاء قد اتخذ «بموافقة الناديين والسلطات». وأضاف: «كنا على تواصل مع جميع الجهات ولم تصلنا أي معلومات تشير إلى أن أيا من الفريقين لا يريد خوض المباراة».
لكن اللاعبين الحاليين والسابقين أبدوا امتعاضهم من هذه الخطوة. وقال لاعب دورتموند اليوناني سقراطيس باباستاتوبولوس: «لسنا حيوانات، نحن كائنات بشرية لدينا عائلات وأطفال. أشعر (أنني عوملت) كحيوان وليس كإنسان». وأضاف: «من لم يختبر هذا الأمر فلا يمكنه أن يفهم مدى صعوبته». أما النجم الألماني السابق لوثار ماتيوس فقال: «سمعت من بعض المصادر أن كثيرا من اللاعبين لم يرغبوا في اللعب اليوم. لكن الاتحاد الأوروبي وسياسيين حضوا دورتموند على مواجهة الإرهاب».
وبدت المواقف السياسية واضحة في اتجاه الدفع لإقامة المباراة. فقد نقلت صحيفة «بيلد» الألمانية أمس عن وزير الداخلية توماس دو ميزيير قوله: «يجب ألا نرتكب خطأ الخضوع للترهيب، وألا يكون الإرهابيون قد انتصروا علينا (...) أنا ذهبت بنفسي إلى الملعب لمتابعة المباراة دليلا على التضامن» مع اللاعبين.
وفيما يبدو إشارة إلى تباين مع المدرب توشيل واللاعبين، أكد فاتسكه أنه أراد أيضا إرسال رسالة تحد من خلال خوض المباراة. وأضاف: «الفريق قدم مساهمة (في هذا الإطار) نوه بها العالم كله». إلا أن لاعب الوسط التركي نوري شاهين قال: «الرغبة في توجيه الرسائل من خلال كرة القدم أمر بعيد جدا عن إدراكي. الوجوه على متن الحافلة في تلك اللحظة (الاعتداء) سترافقني طول حياتي. كان الأمر رهيبا». وأشار ماتيوس إلى أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «مارس ضغوطا والسياسة طلبت من بوروسيا تحدي الإرهاب».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».